تابعونا قيمنا الاسلامية متجددة وما زلنا بانتظار بصماتكم الطيبة
الإحسان
مرَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب -
رضي الله عنهما- على غلام يرعى
أغنامًا لسيده، فأراد ابن عمر أن يختبر الغلام، فقال له: بع لي شاة. فقال الصبي:
إنها ليست لي، ولكنها ملك لسيدي،
وأنا عبد مملوك له. فقال ابن عمر:
إننا بموضع لا يرانا فيه سيدك،
فبعني واحدة منها، وقل لسيدك:
أكلها الذئب. فاستشعر الصبي
مراقبة الله، وصاح: إذا كان سيدي
لا يرانا، فأين الله؟! فسُرَّ منه عبد
الله بن عمر ، ثم ذهب إلى سيده،
فاشتراه منه وأعتقه.
ما هو الإحسان؟
الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن،
وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات
على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله.
أنواع الإحسان:
الإحسان مطلوب من المسلم في كل
عمل يقوم به ويؤديه. وفي ذلك
يقول
الرسول صلى الله عليه وسلم:
(إن الله كتب الإحسان على كل شيء،
فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلَة، وإذا ذبحتم
فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته،
فلْيُرِح ذبيحته) [مسلم].
ومن أنواع الإحسان:
الإحسان مع الله: وهو أن يستشعر
الإنسان وجود الله معه في كل لحظة،
وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله
-عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه
وينظر إليه.
قال صلى الله عليه وسلم:
(الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه،
فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
[متفق عليه].
الإحسان إلى الوالدين:
المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه،
يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن
الإساءة إليهما،
قال تعالى: {وقضى
ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].
الإحسان إلى الأقارب:
المسلم رحيم في معاملته لأقاربه،
وبخاصة إخوانه وأهل بيته وأقارب
والديه، يزورهم ويصلهم، ويحسن
إليهم.
قال الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1].
وقال صلى الله عليه وسلم:
(من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه
(يُوَسَّع له فيه)، وأن يُنْسأ له أثره
(يُبارك له في عمره)، فليصل رحمه)
[متفق عليه]، وقال النبي صلى الله
عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر، فَلْيَصِل رحمه)
[البخاري].
كما أن المسلم يتصدق على ذوي
رحمه، فقد
قال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة،
وهي على ذي الرحم ثنتان:
صدقة، وصلة)
[الترمذي].
الإحسان إلى الجار:
المسلم يحسن إلى جيرانه،
ويكرمهم امتثالا
لقول النبي صلى
الله عليه وسلم: (ما زال جبريل
يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه
سيورِّثه).
[متفق عليه