و الى سيدنا ابراهيم { فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91)
مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93)} و كان عمر بن عبد العزيز – رحمه الله ورضي الله عنه – يقول : ” لو كان كل
بدعة يميتها الله على يدي ، وكل سنة ينقشها أو يحيها الله على يدي ببضعة
من لحمي – يعني تُقطع – حتى يأتي آخر ذلك على نفسي كان ذلك في الله يسيرا ” .
و لكل جسم في النحول بلية … و بلاء جسمي من تفاوت همتي
بل أنظر ألى ايجابية الهدهد عندما وجد قوم لا يعبدون الله
{ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)
لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)
إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ
أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ
الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)} النمل
ان الايجابي عُمله نادره به تحيا الامم و رب همه أحيت أمه
قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- : « إنما الناسُ كالإِبل المائة ،لا تجد فيها راحلة ».
و كان عمر بن الخطاب يعلم ندرة الايجابيين فقال عمر رضي الله عنه لأصحابه :
تمنوا فجعل كل رجل منهم يتمنى شيئا فقال : لكني أتمنى بيتا مملوءا
رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح فقالوا له : ما آلوت الإسلام خيرا قال : ذلك أردت
أن الايجابي لا ييأس مهما رآى أنتشار الباطل و طغيانه يعلم أن أجره على الله
{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا
قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ
يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}الاعراف
عجبت لهم قالوا: تماديت في المنى …وفي المثل العليا وفي المرتقى الصعب
فاقصر ولا تجهد يراعك إنما……ستبذر حبا في ثرى ليس بالخصب
فقلت لهم: مهلاً، فما اليأس شيمتي …سأبذر حبي والثمار من الرب
إذا أنا بلغت الرسالة جاهدا…ولم أجد السمع المجيب فما ذنبي؟
و قد تكون الايجابية بسيطة فاذا دخلت مكان و وجدت شيئا تالفا فاصلحته
(قطعه خشب او سلك بارز) او ناقصا قشتريته (قطعه صابون لمسجد)
هو خير من لعن المسؤولين
و خير من لعن الظلام : ايقاد شمعه
و من الامثلة الشائعة المحبطة :”لا ينال المخلص (في الشجار) الا تقطيع ملابسه ”
و هو مثل سلبي خاطئ
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا يقفن أحدكم موقفاً يقتل فيه رجل ظلماً فإن اللعنة تنزل على من حضره حين لم يدفعوا عنه”.
قال رسول الله :”
من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام ”
عن ابن عباس أنه قال : (( يا صاحب الذنب! لا تأمن سوء عاقبته ، ولما
يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته ؛ قلة حيائك ممن على اليمين وعلى
الشمال -وأنت على الذنب- أعظم من الذنب ، وضحكك وأنت لا تدري ما الله
صانع بك أعظم من الذنب ، وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب ،
وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب ، وخوفك من الريح إذا حركت ستر
بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب . ويحك ؛
هل تدري ما كان ذنب أيوب فابتلاه الله بالبلاء في جسده وذهاب ماله ؟!
استغاث به مسكين على ظالم يدرؤه عنه ، فلم يُعِنْه ،
ولم يَنْهَ الظالم عن ظلمه ، فابتلاه الله ))
و دعنى اصارحك ستجد من يحاربك بنص الايه {
يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ
مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) } سورة لقمان
{
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }
{ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ
وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) }البقرة
و ستجد من الناس من يهاجمك { الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ
اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) }
وإذا كانت النفوس كباراً *** تعبت في مرادها الأجسام
و انظر الى قول الراهب في الحديث [كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر
فلما كبر قال للملك إنى قد كبرت فابعث إلى غلاما أعلمه السحر فبعث
إليه غلاما يعلمه فكان فى طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه
فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه
فشكا ذاك إلى الراهب فقال إذا خشيت الساحر فقل حبسنى أهلى
وإذا خشيت أهلك فقل حبسنى الساحر فبينا هو كذلك إذ أتى على دابة
عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل
فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل
هذه الدابة حتى يمضى الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب
فأخبره فقال له الراهب أى بنى أنت اليوم أفضل منى قد بلغ من أمرك ما أرى
وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل على] فجعل سبب بلائه فضله
اذا كان ثمن الفشل باهظا فالنجاح بدوره ثمنه مرتفع.
لكن الاجر كبير و من تأمل النهاية سهلت عليه البداية
و تأمل في قول ورقة بن نزفل للنبي : هذا الناموس الذي أنزل على موسى .
يا ليتنى فيها جذعًا ! ليتنى أكون حيًا إذ يخرجك قومك !
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أو مخرجي هم ؟ )
قال : نعم، لم يأت أحد قط بمثل ما جئت به إلا عودى . وإن يدركنى يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا .
يقول الامام بن العربي :
حكمتُ بين الناس، فألزمتُهم الصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى
لم يك يرى في الأرض منكر، واشتد الخطب على أهل الغصب، وعظم على
الفسقة الكرب، فتألبوا وألبوا، وثاروا عليَّ، فاستسلمت لأمر الله، وأمرت كل
من حولي ألا يدفعوا عن داري، وخرجت على السطوح بنفسي، فعاثوا علي
حتى أمسيت سليب الدار، ولولا ما سبق من حسن الأقدار لكنت قتيل الدار _
يعني بقتيل الدار عثمان
تدريب عملي : أرسل لي ما يخطر على ذهنك و أنت تقرأ الكتاب , أعتراض
او كلمة شكر او تعليق و أستمر في ارسال رسائل اذا اعجبك شيئا
(زرت موقع فاعجبك ارسل لصاحب الموقع شكر او خطأ فنبهه )
او وجدت خطئا في حياتك العامة
إن لم يكن للحق أنت فمن يكون
إن لم تكن للحق أنت فمن يكون والناس في محراب لذات الدنايا عاكفون
يروي لنا التابعي الكوفي، الفقيه النبيل عامر الشعبي: أن رجالاً خرجوا من الكوفة،
ونزلوا قريباً يتعبدون، فبلغ ذلك عبد الله بن مسعود، فأتاهم، ففرحوا بمجيئه
إليهم، فقال لهم: ما حملكم على ما صنعتم؟ قالوا: أحببنا أن نخرج من غمار
الناس نتعبد. فقال عبد الله: لو أن الناس فعلوا مثل ما فعلتم فمن كان يقاتل العدو؟
وما أنا ببارح حتى ترجعوا.
قال ابن الجوزي: وعلى الحقيقة الزهاد في مقام الخفافيش، قد دفنوا أنفسهم
بالعزلة عن الناس، وهي حالة حسنة إذا لم تمنع من خير، من جماعة واتباع
جنازة وعيادة مريض، إلا أنها حالةُ الجبناء. فأما الشجعان فهم يتعلمون ويعلمون،
وهذه مقامات الأنبياء عليهم السلام.
قال محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة: أملى علي ابن المبارك سنة سبع
وسبعين ومئة، وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض من طرسوس:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه * فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيلة في باطل * فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج السنابك والغبار الاطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا * قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي وغبار خيل الله في * أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا * ليس الشهيد بميت لا يكذب
ولله در الدكتور حسان حتحوت إذ يقول :
حسبوا بأن الدين عزلة راهب واستمروا الأوراد والأذكارا
عجباً أراهم يؤمنون ببعضه وأرى القلوب ببعضه كفارا
والدين كان ولا يزال فرائضاً ونوافلاً لله واستغفارا
والدين ميدان وصمصام وفر سان تبيد الشر والأشرار
والدين حكم باسم ربك قائم بالعدل لا جورا ولا استهتارا
فهذا الرافعي الأديب يقول عن الذي انعزل الناس: ” يحسب انه قد فر من الرذائل
إلى فضائله، ولكن قراره في مجاهدة الرذيلة هو في نفسه لكل فضائله ”
وماذا تكون العفة والأمانة، والصدق والوفاء، والبر والإحسان، إذا كانت فيمن انقطع
في صحراء أو على رأس جبل، أيزعم أحد أن الصدق فضيلة لإنسان ليس
حوله إلا عشرة أحجار مع من يصدق ؟ وكيف نعرف صدقه وهو لم يدخل مع الناس
فيخبرهم، أو يعاشرهم فيعرفون حاله .
فقال موضحا ذلك: ” وأيم الله إن الخالي من مجاهدة الرذائل جميعا
لهو الخالي من الفضائل جميعا ” .
يتبع