يقول ابن قيم الجوزية :
جئت ابن تيمية يوماً مبشراً بموت أكبر أعدائه ، وأشدهم عداوة وأذى له فنهرني وتنكر لي واسترجع . ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم ، وقال : إني لكم مكانه ، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ، ونحو هذا من الكلام . فسروا به ودعوا له . وعظموا هذه الحال منه . فرحمه الله ورضي عنه. فوددت والله أني لأصحابي مثله -يعني أبن تيمية- لأعدائه وخصومه
و أن تعجب فتعجب من هذا الاعرابي عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده () ، فقال : « لا بأس عليك ، طهور إن شاء الله » ، قال : قال الأعرابي : بل هي حمى تفور ، على شيخ كبير ، كيما تزيره القبور ، قال : « فنعم إذا »
“نشر الله عبدين من عباده أكثر لهما المال والولد فقال لأحدهما: أي فلان بن فلان؟ قال: لبيك رب وسعديك. قال: ألم أكثر لك من المال والولد؟ قال: بلى أي رب. قال: وكيف صنعت فيما آتيتك؟ قال: تركته لولدي مخافة العيلة عليهم. قال: أما إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلاً ولبكيت كثيراً. أما إن الذي تخوفت عليهم قد أنزلت بهم. ويقول للآخر: أي فلان بن فلان؟ فيقول: لبيك رب وسعديك. قال له: ألم أكثر لك من المال والولد؟ قال: بلى أي رب. قال: فكيف صنعت فيما آتيتك؟ قال: أنفقت في طاعتك ووثقت لولدي من بعدي بحسن طولك. قال: أما إنك لو تعلم العلم لضحكت قليلاً ولبكيت كثيراً أما إن الذي قد وثقت لهم به قد أنزلت بهم”
لماذا تتوقع المصائب ؟؟
كنت أعمل في شركة و أنهينا أرسال المطلوب و عند عودتي للمنزل أتصل بي المدير ليخبرني أن هناك خطأ ما فتدارست الأمر معه و أتفقنا أن خير حل أن نصل الى الشركة مبكرا لحلها و كان أمامي طريقين : الاول أن أفكر بالمشكلة و لاأنام و أتعب أعصابي و أصاب بالسكر و الضغط و الثاني : أطرح المشكلة جانبا و أنام فليس هناك حل في يدي و أخترت الطريق الثاني
في اليوم التالي ذهبت للعمل نشيطا مبكراقبل وصول المسؤول عن فتح الباب و قابلت المدير و أكتشنا أن الخطأ ليس من طرفنا و ليس هناك مشكلة و الحمد لله
و في شركة أخرى علمت بأستدعاء المدير لي و هو ما يعني أن الامر ليس خاص بالعمل
و ألا أعطاني أياه المدير المباشر في طريقي وجدت الشيطان يقول لي :”الشركة هتستغنى عنك ” “فلان بلغ عنك ” “المدير سيخبرك أنه مبسوط من العمل و لا يريد أن يراك ثانية ” فأستعذت بالله و قلت ” و لماذا لا يكون المدير يريدني لمكافأتى ؟؟” “أو السؤال عني ”
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)}البقرة
فدخلت و أنا منشرح البال مطمئن و سبحان الله كان المدير يريدنى لأمر خير , حتى تمنيت أن يطلبني يوميا
و كان زميل لي في الشركة يتوقع المصائب و يحس تحت كل أبتسامة سخرية و كل سلام خيانة فلا عجب أن توترت علاقتة بالشركة و أستغنت عنه .
الاحصائيات تقول ان 93 % من الاحداث السيئة التى نتوقعها لن تقع
و سبعة في المئه او اقل لا يمكننا التحكم فيها
اجتذب سبع خصال يستريح جسمك وقلبك ويسلم عرضك ودينك :-
لا تحزن على ما فات .. ولا تحمل هما لم ينزل بك .. ولا تلم الناس على ما فيك مثله ..
ولا تطلب الجزاء على ما لم تعمل ..ولا تنظر بشهوة إلى ما لم تملك ..
ولا تغضب على من لم يضرك غضبه ..ولا تمدح من لم يعلم من نفسه خلاف ذلك ..
أنفض عن نفسك اليأس و القنوط فالمؤمن لا يعرف اليأس و اليأس لا يعرف المؤمن {}
وجد القنوط إلى الرجال سبيله وإليك لم يجد القنوط سبيلا
ولرب فرد في سمو فعاله وعلوه خلقاً يعادل جيلا
و تذكر أنه لا يوجد فشل بل تجارب و خبرات وأن النجاح يأتى من التجارب و التجارب تأتى من الفشل
الحلم ما هو مستحيل ما دام تحقيقه مباح
والليل لو صار طويل اكيد من بعده صباح
لا تيأسوا فليس اليأس من أخلاق المسلمين… وحقائق اليوم أحلام الأمس وأحلام اليوم حقائق الغد… ولا زال في الوقت متسع… ولا زالت عناصر السلامة قوية عظيمة في نفوس شعوبكم رغم طغيان مظاهر الفساد… والضعيف لا يظل ضعيفا طول حياته.. والقوي لا تدوم قوته أبد الآبدين… ( ونريد أن نمن… على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)
و نحن نسقط لننهض و نهزم لننتصر و ننام لنستيقظ كما تغرب الشمس لتشرق من جديد
و هذا اسامة بن زيد يرتكب أمرا عظيما في بدايته فلا يركن الى اليأس , بل نراه بعد سنوات يقود جيشا يجالد الروم
قال أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ – رضى الله عنهما – بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – إِلَى الْحُرَقَةِ ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَهَزَمْنَاهُمْ وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ رَجُلاً مِنْهُمْ ، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ . فَكَفَّ الأَنْصَارِىُّ ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِى حَتَّى قَتَلْتُهُ ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ « يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ » قُلْتُ كَانَ مُتَعَوِّذًا . فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّى لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ .
فقلت إني أعطي الله عهدا ألا أقتل رجلا يقول لا إله إلا الله أبدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعدي يا أسامة قال بعدك
يقول مالكوم اكس :”يجب ان نتعلم من الاطفال عدم الخجل من الفشل , و أن نقوم و نعيد الكره , ان معظم الكبار يرزحون تحت الخوف و الحذر و يركنون الى الامان و لذلك تجدهم مجفلين و خائفين و لذلك يفشل اكثرهم ”
يارَب سَاعدْني عَلى أن أقول كَلمة الحَقّ في وَجْه الأقويَاء وأن لا أقول البَاطل لأكْسبْ تَصْفيق الضعَفاء وَأن أرَى الناحَية الأخرْى مِنَ الصّوَرة وَلا تتركنْي أتّهِم خصومي بِأنّهمْ خَونة لأنهّم اخْتلفوا مَعي في الرأي يارَبْ إذا أعطيتني مَالاً فلا تأخذ سَعادتي وإذا أعَطيتني قوّة فلا تأخذ عّقليْ وإذا أعَطيتني نجَاحاً فلا تأخذ تَواضعْي وإذا أعطيتني تواضعاً فلا تأخذ اعتزازي بِكرامتي يارَبْ عَلمّنْي أنْ أحبّ النَاسْ كَما أحبّ نَفسْي وَعَلّمني أنْ أحَاسِب نَفسْي كَما أحَاسِبْ النَاسْ وَعَلّمنْي أنْ التسَامح هَو أكْبَر مَراتب القوّة وَأنّ حبّ الانتقام هَو أولْ مَظاهِر الضعْفَ. يارَبْ لا تدعني أصَاب بِالغرور إذا نَجَحْت وَلا باليأس إذا فْشلت بَل ذكّرني دائِماً أن الفَشَل هَو التجَارب التي تسْبِق النّجَاح. يارَبْ إذا جَرَّدتني مِن المال فاتركْ لي الأمل وَإذا جَرّدتني مِنَ النجَّاح فاترك لي قوّة العِنَاد حَتّى أتغلب عَلى الفَشل وَإذا جَرّدتني مَن نعْمة الصَّحة فاترك لي نعمة الإيمان. يارَبْ إذا أسَأت إلى الناس فَاعْطِني شجَاعَة الاعتذار وإذا أسَاء لي النَّاس فاعْطِنْي شجَاعَة العَفْوَ وإذا نَسيتك يَارَبّ أرجو أن لا تنسَاني مَنْ عَفوِك وَحْلمك فأنت العَظيْم القَهّار القَادِرْ عَلى كُلّ شيء..