صفات الصديق
كان أبو سعيد الثوري يقول: إذا أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه ثم دس عليه من يسأله عنك وعن أسرارك، فإن قال خيراً وكتم سرك فاصحبه.
وقال غيره: لا تؤاخين أحداً حتى تبلوه وتفشي إليه سرّاً، ثم إجفه واستغضبه وانظر، فإن أفشاه عليك فأجتنبه، وقيل لأبي يزيد: من أصحب من الناس قال: من يعلم منك ما يعلم اللّه عزّ وجلّ، ويستر عليك ما يستر اللّه تعالى،وكان ذو النون يقول: لا خير لك في صحبة من لا يحب أنْ يراك إلاّ معصوماً
أبل الرجال إذا أردت إخاءهم … وتوسمن أمورهم وتفقد
فإذا وجدت أخا الأمانة والتقى … فبه اليدين قرير عين فاشدد
قيل لحكيم: ما الصديق؟ قال: إنسان هو أنت إلا انه غيرك.
أختر أصداقك كما تحب انت أن تكون , أبحث عن الناجحين و المتفائلين , ابحث عن ذوى الهمم العالية , الذي تقول له قرات أمس مئه صفحة فتراه قرأ ألف و لا تصاحب من اذا علم انك قرأت مئه صفحة هاله الامر و قال لك أرحم عينك ,
قال المأمون: الأخوان على ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء لا يستغنى عنه، وطبقة كالدواء الذي يحتاج إليه، وطبقى كالنفس لا تمكن الحياة إلا به.
العاقل من يقدم التجريب قبل التقريب
وإذا صاحبت فاصحب صاحبا ذا حياء وعفاف وكرم
قوله لك لا إن قلت لا وإذا قلت نعم قال نعم
من لي بإنســــان إذا أغضبته وجهلت كان الحـلم رد جـــــــوابه
وإذا صبوت إلى المـدام شربت من أخلاقــــه وســكرت مــن آدابـــه
وتراه يصغي للحـــديث بطرفــــه وبســـمعـــه ولعـــله أدرى بــــه.
حب الخير لاخيك
عن أم الدرداء، قالت: كان لابي الدرداء ستون وثلاث منه خليل في الله.
يدعو لهم في الصلاة، فقلت له في ذلك، فقال: إنه ليس رجل يدعو لاخيه في الغيب.
إلا وكل الله به ملكين يقولان: ولك بمثل.أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة
أقسام الاجتماع بالإخوان
«أحدهما :» اجتماع على مؤانسة الطمع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه يفسد القلب ويضيع الوقت .
«ثانيهما :» الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق، والصبر . فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها . ولكن فيه ثلاث آفات :
«الأولى :» تزين بعضهم لبعض .
«الثانية :» الكلام والخلطة أكثر من الحاجة .
«الثالثة :» أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود .
وبالجملة فالاجتماع والخلطة لقاح إما للنفس الأمارة وإما للقلب والنفس المطمئنة، والنتيجة مستفادة من اللقاح، فمن طاب لقاحه طابت ثمرته، وهكذا الأرواح الطيبة لقاحها من الملك والخبيثة لقاحها من الشيطان . وقد جعل الله سبحانه برحمته الطيبات للطيبين، والطيبين للطيبات، وعكس ذلك .
قال الحميدي صاحب الجمع بين الصحيحين:
لقاء الناس ليس يفيد شيئاً ***** سوى الهذيان من قيل وقال
فأقلل من لقاء الناس إلا ***** لأخذ العلم أو إصلاح حال
أنت في الناس تقاس*****بالذي اخترت خليلاً
فاصحب الأخيار تعلوا*****وتنل ذكرا جميلاً
يقول بن القيم عن ايثار الصديق [ولا يقطع عليك طريقا أي لا يقطع عليك طريق الطلب والمسير إلى الله تعالى مثل أن تؤثر جليسك على ذكرك وتوجهك وجمعيتك على الله فتكون قد آثرته على الله وآثرت بنصيبك من الله ما لا يستحق الإيثار فيكون مثلك كمثل مسافر سائر على الطريق لقيه رجل فاستوقفه وأخد يحدثه ويلهيه حتى فاته الرفاق وهذا حال أكثر الخلق مع الصادق السائر إلى الله تعالى فإيثارهم عليه عين الغبن وما أكثر المؤثرين على الله تعالى غيره وما أقل المؤثرين الله على غيره]
أخر علاج “الكي”
يقول بن عباس رضي الله عنه : (لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار : هلم نسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير ، فقال : واعجبا لك يا بن عباس ! أترى الناس يحتاجون إليك، وفي الناس من أصحاب النبي عليه السلام من ترى ؟ فترك ذلك . وأقبلت على المسألة ، فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل ، فأتوسد ردائي على بابه ، فتسفى الريح على التراب ، فيخرج فيراني ، فيقول: يابن عم رسول الله ! ألا أرسلت إلي فآتيك؟ فأقول :أنا أحق أن آتيك ، فأسألك . قال: فبقى الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس علي: فقال :( هذا الفتى أعقل مني ).
فلما ريتك لا صاحب تقى و لا انت بالعابد
و لا بالعداوة بالمتقيك و لا بالصداقة بالحامد
ذهبت بك السوق سوق الرقيق و ناديت هل من شاهد
فما ان رايت سوى واحد يزيد على درهم واحد
فبعتك منه بلا شاهد مخافة ردك بالشاهد
و عدت الى منزلى حامد و عاد البلاء على الناقد
كيف تقول “لا”
ما قال لا قَط إلا في تَشهده … لَولاَ التَشَهُدُ كانَتْ لاؤهُ نَعَمُ
“لا” اصعب كلمه و أفضل كلمه
اصعب كلمه على النفس
و افضل كلمه اذا كانت في “لا اله الا الله ”
و هناك من الرفقاء من يقضون معك الوقت بنيه حسنه و هى المؤانسه لكنهم يضيعون وقتك و وقتهم و قد اشتكى منهم الإمامُ ابنُ الجَوزيِّ – رحمه الله – في كتابه الجميل “صَيْد الخاطر” بأنَّ هناك زُوَّارًا ثُقلاءَ كانوا يأتونه بكثرةٍ، ولم يستطعْ أنْ يُخرجَهم مِن بيته، فكان يُقطِّع الورق في ذاك الوقتِ الذي يأتيه فيه أولئك الثُّقلاء، ويَبري الأقلامَ، حتَّى إذا خرج الزُّوَّار شرع في التَّصنيف والتَّأليف، والكِتابة بأقلامِه بتلك الأوراق التي قطَّعها، فيكون قد استغلَّ وقتَه بما ينفعه فيما بعدُ.