ولما خرج عبد الرحمن الداخل من البحر أول قدومه على الأندلس أتوه بخمر، فقال: إني محتاج لما يزيد في عقلي، لا لما ينقصه، فعرفوا بذلك قدره؛ ثم أهديت إليه جارية جميلة فنظر إليها وقال: إن هذه من القلب والعين بمكان، وإن أنا اشتغلت عنها بهمتي فيما أطلبه ظلمتها، وإن اشتغلت بها عما أطلبه ظلمت همتي، ولا حاجة لي بها الآن، وردها على صاحبها.
وكان صلاح الدين قبل مرضه قد أحضر ولده الأفضل عليا وأخاه الملك العادل أبا بكر ، واستشارهما فيما يفعل ، وقال : قد تفرغنا من الفرنج ، وليس لنا في هذه البلاد شاغل فأي جهة نقصد ؟ فأشار عليه أخوه العادل بقصد خلاط ، لأنه كان قد وعده ، إذا أخذها ، أن يسلمها إليه .
وأشار [ عليه ] ولده الأفضل بقصد بلد الروم التي بيد أولاد قلج أرسلان ، وقال : هي أكثر بلادا وعسكرا ومالا ، وأسرع مأخذا ، وهي أيضا طريق الفرنج إذا خرجوا على البر ، فإذا ملكناها منعناهم من العبور فيها .
فقال : كلاكما مقصر ناقص الهمة ، بل أقصد أنا بلد الروم
( تقولين ما في الناس مثلك وامق … جدي مثل من أحببته تجدي مثلي )
( ذريني أنل ما لا ينال من العلى … فصعب العلى في الصعب والسهل )
( تريدين إدراك المعالي رخيصة … ولا بد دون الشهد من إبر النحل )
يقول محمد علي كلاي
He who is not courageous enough to take risks will accomplish nothing in life
من لايجرأ على على المخاطرة لن يحقق شيئا في حياته
Life is a gamble. You can get hurt, but people die in plane crashes, lose their arms and legs in car accidents; people die every day. Same with fighters: some die, some get hurt, some go on. You just don’t let yourself believe it will happen to you.
الحياة مقامرة ربما ستتأذى وتنجرح ولكن الناس ايضا ممكن ان يموتوا في تحطم طائرة .. يفقدوا ايديهم وارجلهم في حادث سيارة .. الناس تموت كل يوم ونفس الشي يحصل الملاكمين البعض يموت والبعض يتعرض للاذىوالبعض يمضي في طريقه فقط لاتفكر انه ربما سيحصل لك هذا وامضي في تحقيق هدفك
و تأمل كيف تحصل الدببه على طعامها أنها تقف على حافه الشلال و قد تسقط في أي لحظة و تترقب الفرصة في هيئه سمكة
و يكفي أن تعلم أن المصور ظل أسابيع حتى تمكن من التقاط هذه الصورة و فاز بها في مسابقة كبري
وعن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أنه جاءته امرأة فسألته مالاً فأعطاها شيئاً عظيماً فقيل له : إنها لا تعرفك وكان يرضيها اليسير ! قال : ” إن كان يرضيها اليسير فأنا لا أرضى إلا بالكثير وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي ” .
وتُروى هذه المنقبة أيضاً عن يزيد المهلبي الذي كان من الأمراء المشهورين بالكرم إذ مرّ ببادية من الأعراب فسألوه فأعطاهم شيئاً كثيراً فقيل له : إنهم لا يعرفونك ! قال : ولكني أعرف نفسي .
قلت للصقر وهو في الجو عال … اهبط الأرضَ فالهواء جديبُ
قال لي الصقر: في جناحي وعزمي … وعنانِ السماءِ مرعىً خصيبُ
وكان عمرو يقول: عليكم بكل أمر مزلقةٍ مهلكةٍ. أي عليكم بجسام الأمور.
ومن لطائف ما يُذكر في ذلك أن رجل رأى ابن المبارك يعضُّ يد خادمه فقال له : أتعض يد خادمك ؟! قال : كم آمره ألا يعد الدراهم على السّؤال وأقول له أحث حثواً ولا سمعني .
قال الجنيد :”عليك بحفظ الهمه فإن الهمه مقدمة الاشياء”
عداتي لهم فضل على ومنة … فلا أبعد الرحمن عنى الأعاديا
فهم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها … وهم نافسوني فارتكبت المعاليا
عالي الهمة لا يأخذ بالرخص: دَخَلَ أَحْمَدُ بْنُ دَاوُد الْحَدَّادُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحَبْسَ قَبْلَ الضَّرْبِ فَقَالَ لَهُ فِي بَعْضِ كَلَامِهِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْك رِجَالٌ وَلَك صِبْيَانٌ وَأَنْتَ مَعْذُورٌ كَأَنَّهُ يُسَهِّلُ عَلَيْهِ الْإِجَابَةَ فَقَالَ لَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ إنْ كَانَ هَذَا عَقْلَك فَقَدْ اسْتَرَحْت
( فلا تحسبوا أن المعالي رخيصة … ولا أن ادراك العلى هين سهل )
( فما كل من يسعى إلى المجد ناله … ولا كل من يهوى العلا نفسه تعلو )
من تذكر حلاوة العاقبة نسي مرارة الصبر, الرجولية بالهمة لا بالصورة ,نزول همة الكساح حطه في بئر الأنجاس, قنديل الفكر في محراب قلبك مظلم فاطلب له زيت خلوة وفتيلة عزم , بينك وبين المتقين حبل الهوى نزلوا بين يديه ونزلت خلفه فاطو فضل منزل تلحق, لو علوت نشز الجد بانت بانة الوادي
سل الرماح العوالي عن معالينا … واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا
لقد مضينا فلم تضعف عزائمنا … عما نروم ولا خابت مساعينا
قوم إذا خاصموا كانوا فراعنة … يوما وإن حكموا كانوا موازينا
تدرعوا العقل جلبابا فإن حميت … نار الوغى خلتم فيها مجانينا
إن الزرازير لما قام قائمها … توهمت أنها صارت شواهينا
أخلوا المساجد من أشياخنا وبغوا … حتى حملنا فأخلينا الدواوينا
ثم انثنينا وقد ظلت صوارمنا … تسمو عجابا وتهتز القنالينا
قال بعض السلف : هب أن المسيء عفي عنه أليس قد فاته ثواب المحسنين
( فيا مذنب يرجو من الله عفوه … أترضى بسبق المتقين إلى الله )
كان الشيخ عز الدين، إذا قرأ القارىء عليه من كتاب وانتهى إلى آخر باب من أبوابه لا يقف عليه، بل يأمره أن يقرأ من الباب الذي بعده ولو سطراً، ويقول: ما أشتهي أن تكون ممن يقف على الأبواب.
قنعت نفسي بما رزقت … وتناهت في العلى هممي
ليس لي مال سوى كرمي … وبه أمنى من العدم
قال رسول الله في من علت همته للشهادة :”من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه “.
قال زيد بن أسلم: يؤتى يوم القيامة بفقير و غني اصطحبا في الله فيوجد للغني فضل عمل فيما كان يصنع في ماله فيرفع على صاحبه فيقول الفقير : يا رب لما رفعته و إنما اصطحبنا فيك و عملنا لك فيقول الله تعالى : له فضل عمل بما صنع في ماله فيقول : يا رب لقد علمت لو أعطيتني مالا لصنعت مثل ما صنع فيقول : صدق فارفعوه إلى منزلة صاحبه و يؤتى بمريض و صحيح اصطحبا في الله فيرفع الصحيح بفضل عمله فيقول المريض : يا رب لم رفعته علي فيقول : بما كان يعمل في صحته فيقول : يا رب لقد علمت لو أصححتني لعملت كما عمل فيقول الله : صدق فارفعوه إلى درجة صاحبه و يؤتى بحر و مملوك اصطحبا في الله فيقول مثل ذلك و يؤتى بحسن الخلق و سيء الخلق فيقول : يا رب لم رفعته علي و إنما اصطحبنا فيك و عملنا فيقول : بحسن خلقه فلا يجد له جوابا
قال الشاعر في محمد بن القاسم فاتح بلاد السند وهو ابن سبع عشرة سنة:
قاد الجيوش لسبع عشرة حجة … … ولداته إذ ذاك في أشغال
قعدت بهم لذاتهم وسمت به … … همم الملوك وسَوْرة الأبطال
وقال آخر :
لا تعجبوا من علو همته … … وسنه في أوان منشاها
إن النجوم التي تضيء لنا … … أصغرها في العلو أعلاها
و من أراد الزيادة فليقصد البحر و ليترك القنوات و يذهب ل “صلاح الأمة في علو الهمة ” للشيخ ” سيد حسين عفاني ”