[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: Rgb(0, 0, 0); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(255, 255, 255); border-style: Groove; border-width: 5px; border-color: Rgb(201, 147, 147); width: 91%; background-image: Url(http://cdn.top4top.co/i_d6ba7024da1.png);"]
اتجها نحو الصوت , و كان كل منهما يتلفت حوله و بدأ التردد و القلق يظهر على وجه يوسف ,
و عندما اقتربا من الصوت , نظر جاسر من بين الأشجار فوجد أناس كثير يعملون و يقطعون الأشجار الكبيرة و يحملونها على ظهورهم
يوسف :" إنهم يعملون في تقطيع الأشجار , أليس كذلك ؟ "
جاسر :" نعم , دعنا نذهب و نسألهم , ربما نستطيع أن نعمل معهم "
يوسف :" نعمل معهم ! لكن لم نأتي إلى هنا لنقطع الأشجار و نحملها على ظهورنا !! أعتقد أننا سنعمل عمل مريح.."
جاسر :" يوسف , نحن لا نعرف أحد هنا , و ليس لدينا بيت ننام فيه و لا نملك أي شيء , حتى الماء لا يكفى ساعة أو ساعتين , يجب أن نعمل أي شيء , و بعدها سوف نجد شيء أفضل نعمل به , هيا دعنا نذهب و نسألهم ."
تقدم جاسر و تبعه يوسف بسرعة , و كان رجل يجلس على كرسي و يشاهد العمال , و بدى و كأنه مسؤول عنهم , و بدأ جاسر يتحدث معه .
جاسر :" مرحبا ."
الرجل :" ماذا تريد ..؟ "
جاسر :" أنا اسمي جاسر و هذا صديقي يوسف جئنا نبحث عن عمل , ربما تساعدنا بشيء ما ."
الرجل :" مممم نعم بالطبع تستطيعون أن تعملوا هنا في تقطيع الأشجار , و في المساء تذهبون إلى بيت كبير حيث يوجد فيه كل العمال , هناك سوف يحصل كل منكم على سرير و طعام ."
يوسف :" نعم , أرجوك ساعدنا ."
الرجل :" لا عليكم هيا سوف تبدؤون العمل الآن .... أمسك يا جاسر هذا لك و هذا لك أيضا
يا يوسف سوف تقطعون الأشجار به , و أنا اسمي أحمد , و هذا المكان كله لي , إذا احتجتم إلى أي شيء سوف تجدونني هنا في هذا العنوان ."
انطلق كل من يوسف و جاسر إلى العمل , و بدأ أحمد ينظر إليهم و يتابع طريقة عملهم عن بعد , و كانا يعملان بكل جد و حماس .
و بعد انتهاء اليوم عاد يوسف و جاسر إلى البيت الكبير الذي تجمع فيه كل العمال , كان البيت مقسم إلى عدة غرف و في كل غرفه يوجد أربعة أشخاص أو ثلاث , التقى يوسف و جاسر في نفس الغرفة , و كان يوسف لا يستطيع أن يتحرك من التعب و الإرهاق , و جاسر مستلقيا على السرير لا يستطيع ان يتحرك أيضا .
و بدأ يوسف يتحدث مع جابر عن العمل حتى نام الجميع و نام يوسف و جاسر أيضا .
في صبيحة اليوم التالي استيقظ الجميع و ذهبوا إلى العمل , و مرت أيام قليله ويوسف و جاسر ما زالوا يعملون هناك في تقطيع الخشب , لكن سرعان ما انهار يوسف و لم يستطع أن يكمل العمل .
يوسف :" جاسر أنا أريد أن أقول لك شيئا , "
جاسر :" تفضل يا يوسف, ما بك ؟؟ "
يوسف :" جاسر أنا لا استطيع أن أكمل هنا , أريد أن أعود إلى البيت , لم أكن أتوقع أن تحقيق حلم من أحلامي يستحق كل ذلك العناء والتعب , أنا لا أحتمل هذا كله , بدأت اشعر بأني أموت ..."
جاسر :" يوسف اسمع, أنا أعلم بأن العمل متعب جدا , لكن تأكد لن تحقق أي شيء من أمنياتك ما لم تتعب و تعاني , الحياة ليست سهله كما تتوقع ."
يوسف :" نعم أعلم لكن أريد أن أعود إلى أهلي أنا اشتقت كثيرا لأختي و أبي و أمي , ألم تشتاق لهم أنت أيضا!!؟ "
جاسر :" يوسف أريد أن أخبرك بشيء لم أقوله لك من قبل , ... أنا .... أعيش لوحدي , فقدت أمي و أبي منذ ثلاث سنين ولم يبقى أحد يعيش في البيت إلا أنا ..... أنا أسف جدا بأني لم خبرك إلا لان ."
يوسف:" حقا !!!! هل هذا صحيحا صديقي !!؟ "
جاسر:" نعم , لذلك أرجوك لا تتركني لوحدي هنا ."
يوسف :" أنا لا أريد أن ابتعد عنك يا صديقي لكن أنت لا تعلم ما بداخلي من ألم و حرقة و اشتياق على أهلي .. "
جاسر :" إذن ماذا ستفعل !!!!"
يوسف :" أنا أسف يا جاسر ..... لكن سوف أعود غدا إلى قريتي ... سوف أنتظر أول سفينة تمر من البحر ... لقد فكرت كثيرا بالرجوع منذ أن وصلت إلى هنا..... "
جاسر:" لا تفكر في هذا ... أرجوك ... أنت الآن تحقق شيء من أحلامك ... لا تدع نفسك و فكرك يعودان بك إلى تلك الزاوية التي لا تغني و لا تسمن من جوع كما قلت لي من قبل ... أرجوك . "
و أثناء حديثهما هذا سمعا أحمد ينادي بصوت عالي جدا عليهم .
أحمد :." يوسف .. جاسر ..... تعالا إلى هنا بسرعة ..... "
جاسر:" نعم سيد أحمد ."
أحمد :" اسمعا جيدا ,أنا معجب جدا بكما .. أنكما تعملان بحماس و قوة و جديه تعملان بطريقة مختلفة جدا عن باقي العمال , لذلك قررت أن آخذكم معي إلى المدينة , هناك يوجد لي مصانع و شركات و عمل مريح أكثر من هنا لذا استعدا غدا للانتقال إلى العمل الجديد... والآن اذهبا إلى البيت .. "
يوسف :" حقا أنا لا أصدق شكرا جزيلا سيدي هذا لطف كبير جدا منك و سوف نكون عند حسن ظنك "
و ذهبا يركضان بفرح شديد , و أصبح جاسر يقول ليوسف " رأيت !! كما قلت لك سوف نحقق أحلامنا لكن علينا أن نصبر قليلا ... "
و هكذا انتقلا إلى مصانع السيد أحمد في المدينة و كانت مصانع كبيرة جدا والعمل هناك مريح لم يكن يتوقع أحد منهما أن يحدث هذا .
و بعد مرور سنه كاملة على العمل مع السيد أحمد , أصبح السيد أحمد يثق كل الثقة بهم , و أصبح يحبهم و يعتمد عليهم كثيرا .
و في ذات مساء , أصيب السيد أحمد بمرض شديد و لم يكن له أبناء يعتنون به , كان يوسف و جاسر هم من يقومون على خدمته و العناية به , لكن سرعان ما أكل المرض جسد السيد أحمد و مات ...
جاسر و يوسف كانوا في أشد الحزن والبكاء ,
و كأن يوسف أو جاسر فقدوا أبا لهما .
في صبيحة اليوم التالي استيقظ كل من يوسف و جاسر على صوت جرس الباب , و كان يقف في الخارج رجل طويل القام و يلبس ملابس سوداء و جميله و بدى عليه أنه رجل مهم جدا ..
يوسف :" تفضل .. من أنت ؟؟ "
الرجل :" أنا ادعى خالد من وكالة القضاء في المنطقة ..و أريد أن أتحدث مع السيد يوسف و جاسر ..
جاسر :" تفضل.... "
خالد:" أنا .. جئت اليوم أعزيكم بوفاة ...
السيد أحمد و قبل أن يموت كان قد كتب وصية بنقل جميع أملاكه و مصانعه و شركاته باسم السيد يوسف و جاسر و هنا الوصية و أرجو منكم التوقيع هنا......
الآن جاسر و يوسف يمتلكان نصف مصانع
و شركات المدينة و عاد يوسف إلى قريته و أخذ عائلته لتعيش معه هناك في المدينة و حقق كل من جاسر يوسف جميع أمنياتهم .
فالحياة تحتاج" لفكرة ثم عمل ثم نجاح" .
النهاية
[/formatting]