الموضوع
:
من فضائل الشام ومناقبها
عرض مشاركة واحدة
#
1
12-25-2015
~
أمة الرحمن( اشراف اكاديمية الكتاب والسنة دروس واجازات علمية )
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Brown
رقم العضوية :
727
تاريخ التسجيل :
Dec 2014
فترة الأقامة :
3431 يوم
أخر زيارة :
01-23-2022 (12:30 AM)
المشاركات :
707 [
+
]
التقييم :
204
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
من فضائل الشام ومناقبها
من فضائل الشام ومناقبها
من فضائل
الشام
ومناقبها
:
المتتبع لنصوص الكتاب والسنة يجد أنه لم تأت لبلد من البلدان
فضائل
في القرآن والسنة -بعدما ورد في مكة والمدينة- أعظم مما ورد في الشام. والشام قبل الحدود التي فصّلت عرى الأمة الإسلامية يدخل فيها
فلسطين
وسوريا والأردن ولبنان إلى شمال الجزيرة العربية، ومن
فضائل الشام
:
-
أن الله قد باركها قال تعالى: {وَنَجَّيْناهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ} [الأنبياء:71]. قال السمرقندي: "يعني: إلى الأرض المقدسة، فخرج إبراهيم عليه السلام من ذلك الموضع وقال للوط عليه السلام: إِنّي أُرِيدُ أَنْ أهاجر، فصدقه واتبعه، فخرجا إلى بيت المقدس، ويقال إلى
الشام
الَّتِي بارَكْنا فِيها بالماء والثمار للناس" [بحر العلوم 2/432].
وقال البغوي: "قَوْلُهُ عز وجل: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا} مِنْ نَمْرُودَ وَقَوْمِهِ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ، {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} يَعْنِي الشَّامَ بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا بِالْخِصْبِ وَكَثْرَةِ الْأَشْجَارِ وَالثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وَمِنْهَا بَعْثُ أَكْثَرِ الْأَنْبِيَاء، وَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: سَمَّاهَا مُبَارَكَةً لِأَنَّهُمَا مِنْ مَاءٍ عَذْبٍ إِلَّا وَيَنْبُعُ أَصْلُهُ مِنْ تَحْتِ الصَّخْرَةِ الَّتِي هِيَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ" [معالم التنزيل في
تفسير القرآن
5/329.]. وقال ابن الجوزي: "أما قوله تعالى: {إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها}، ففيها قولان: أحدهما: أنها أرض الشام، وهذا قول الأكثرين، وبَرَكتها: أنّ الله تعالى بعث أكثر الأنبياء منها، وأكثر فيها الخصب والثمار والأنهار.
والثاني: أنها مكة، رواه العوفي عن ابن عباس، والأول أصح" [زاد المسير في علم
التفسير
3/201.].
وقال تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} [الأعراف:137]، قال الرازي: "لَمَّا بَيَّنَ تعالى إِهْلَاكَ الْقَوْم ِبِالْغَرَقِ عَلَى وَجْهِ الْعُقُوبَةِ بَيَّنَ مَا فَعَلَهُ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنَ الْخَيْرَاتِ وَهُوَ أَنَّهُ تعالى أَوْرَثَهُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ فَقَالَ: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا}، وَالْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ الِاسْتِضْعَافِ أَنَّهُ كَانَ يُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَيَأْخُذُ مِنْهُمُ الْجِزْيَةَ وَيَسْتَعْمِلُهُمْ فِي الْأَعْمَال الشَّاقَّةِ، وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَى مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَبَعْضُهُمْ حَمَلَهُ عَلَى مَشَارِقِ أَرْضِ الشَّامِ وَمِصْرَ وَمَغَارِبِهَ لِأَنَّهَا هِيَ الَّتِي كَانَتْ تَحْتَ تَصَرُّفِ فِرْعَوْنَ لَعَنَهُ اللَّهُ، وَأَيْضًا قَوْلُهُ: {الَّتِي بارَكْنا فِيها} الْمُرَادُ بَارَكْنَا فِيهَا بِالْخِصْبِ وَسَعَةِ الْأَرْزَاقِ وَذَلِكَ لَا يَلِيقُ إِلَّا بِأَرْضِ الشَّامِ" [مفاتيح الغيب 14/348.]
وقال البيضاوي: "{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ} بالاستعباد وذبح الأبناء من مستضعفيهم {مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا} يعني أرض
الشام
ملكها بنو إسرائيل بعد الفراعنة والعمالقة وتمكنوا في نواحيها {الَّتِي بارَكْنا فِيها} بالخصب وسعة العيش" [أنوار التنزيل وأسرار التأويل 3/32.]
وقال النسفي: "{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ} هم بنو إسرائيل كان يستصنعهم فرعون وقومه بالقتل والاستخدام {مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا} يعنى أرض
مصر
والشام التي {الَّتِي بارَكْنا فِيها} بالخصب وسعة الأرزاق وكثرة الأنهار والأشجار" [مدارك التنزيل وحقائق التأويل 1/599.]. وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للشام بالبركة فعَنِ ابْنِ عُمَرَرضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمّ َبَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، وَفِي يَمَنِنَا»، قَالَ: قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا»، قَالَ: قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ ، قَالَ: «هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» [رواه البخاري في صحيحه. وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ: "وأمّا حديث: «اللهمّ بارك لنا في شامنا وفي يمننا» فقد استيجبت دعوته صلى الله عليه وسلم وحصل من البركات بسبب هذه الدّعوة في الشّام واليمن ما هو معروف مشهور، وهل دونت الدّواوين ووضع العطاء، وجنّدت الجنود، وارتفعت الرّايات والبنود إلاّ بعد إسلام أهل اليمن وأهل الشّام وصرف أموالهما في سبيل الله" [منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس]
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للشام بطيب العيش والراحة، فعَنْ زَيْدِ بْن ِثَابِتٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نُؤَلِّفُ القُرْآنَ مِنَ الرِّقَاعِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «طُوبَى لِلشَّامِ»، فَقُلْنَا: لِأَيٍّ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِأَنَّ مَلَائِكَةَ الرَّحْمَنِ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَهَا عَلَيْهَا» [رواه الترمذي وصححه الألباني]
قال المباركفوري: "قَوْلُهُ (نُؤَلِّفُ) مِنَ التَّأْلِيفِ أَيْ نَجْمَعُ (مِنَ الرِّقَاعِ) بِكَسْرِ الرَّاءِ جَمْعُ رُقْعَةٍ وَهِيَ مَا يُكْتَبُ فِيهِ «طُوبَى لِلشَّام» تَأْنِيثُ أَطْيَبَ، أَيْ رَاحَةٌ وَطِيبُ عَيْشٍ حَاصِلٌ لَهَا وَلِأَهْلِهَا، وَقَالَ الطِّيبِيُّ طُوبَى مَصْدَرٌ مِنْ طَابَ كَبُشْرَى وَزُلْفَى، وَمَعْنَى طوبى لك أَصَبْتَ خَيْرًا وَطِيبًا" [تحفة الأحوذي 10/315.]
وقد تكفل الله بالشام، ومَنْ تَكَفَّلَ اللَّهُ بِهِ فَلَا ضَيْعَةَ عَلَيْهِ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَوَالَةَ الْأَزْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّكُمْ سَتُجَنِّدُونَ أَجْنَادًا، جُنْدًا بِالشَّامِ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ، وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ وَلْيَسْقِ مِنْ غَدْرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ " [أخرجة أبو داود وصححه الألباني]، وَالْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ ضَمِنَ لِيحِفْظَهَا وَحَفِظَ أَهْلِهَا مِنْ بَأْسِ الْكَفَرَةِ وَاسْتِيلَائِهِمْ بِحَيْثُ يَتَخَطَّفُهُمْ وَيُدَمِّرُهُمْ بِالْكُلِّيَّةِ .
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أهل
الشام
إذا فسدوا فلا خير فينا، فعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ، فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلَا يَزَالُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» [رواه الترمذي وصححه الألباني]، وهنا قد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم حدوث الفساد في بلاد
الشام
علامة على فساد سائر البلدان؛ لأن المكان المبارك إذا فسد فغيره أفسد، وإذا فسد الخيار فكيف سيكون حال الأشرار؟!
وَقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإِيمَان إذا وقعت
الفتن
سيكون في الشَّامِ، فَعَن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إنِّي رَأَيتُ كَأَنَّ عَمُودَ الكِتَابِ انتُزِعَ مِن تَحتِ وِسَادَتي، فَأَتبَعتُهُ بَصَرِي فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلى الشَّامِ، أَلا وَإِنَّ الإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الفِتَنُ بِالشَّامِ» [صححه الألباني]، وهذا الحديث بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الشام، فإن الناس حين تموج بهم الفتن يكون أهل
الشام
في منأى عنها، وملاحم المسلمين في آخر الزمان ونصرهم على أعدائهم سيكون في بلاد الشام، وقد اختار الله دمشق لينزل فيها عيسى ابن
مريم
عند المنارة البيضاء؛ ليقود المسلمين إلى حرب
الدجال
وجنده اختار؛ لأن أهل
الشام
في ذلك الزمان خير أهل الأرض قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق» [صحيح الجامع الصغير].
ومن
فضائل
الشام: أن كَثِيرا مِنَ الصَّحَابَةِ والتَّابِعِينَ قد عاشوا فيها، ومن
الصحابة
: سعيد بن زيد، وبلال بن رباح، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وعبادة بن الصامت، وخالد بن الوليد، ومعاوية بن أبي سفيان ومن التابعين يزيد بن الأسود، وكعب الأحبار، وأبو مسلم الخولاني، والأوزاعي.
ومن
فضائل
الشام: أنها قد أَخرَجَت الكثير من
العلماء
كَابنِ تَيمِيَّةَ وَابنِ القَيِّمِ وَابنِ كَثِيرٍ وابن قدامة المقدسي.
ومن
فضائل
الشام: أنها كانت عاصمة الأمويين، وكانت دولة الأمويين خير دولة وأكثرها فتوحًا بعد الخلافة الراشدة، وقد دون فيها الحديث والتفسير والفقه وسائر علوم الدين، وانتشرت
الدعوة
والأمن والرخاء في الأرض، حتى بلغ الرخاء في عهد عمرو بن عبد العزيز أن الناس لا يجدون من يأخذ
الزكاة
.
ولأهمية
الشام
وتاريخها اعتنى العلماء والمؤرخون بها، وقد أفردوا لها كثيرًا من الكتب كتاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر، وهو أطول مصنف مطبوع في تاريخ بلد إذ قد زاد على سبعين مجلدًا، ومن الكتب أيضًا
فضائل
الشام
ودمشق للحافظ أبي الحسن الربعي، ومناقب
الشام
وأهله لشيخ الإسلام
ابن تيمية
، وفضائل
الشام
للحافظ ابن رجب الحنبلي، وفضائل
الشام
للحافظ ابن عبد الهادي.
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
زيارات الملف الشخصي :
134
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.21 يوميا
دكتورة سعاد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى دكتورة سعاد
البحث عن كل مشاركات دكتورة سعاد