بسم الله الرحمن الرحيم
قلمي يئنٌّ لوطأة الأحزانِ *** يبكي فيُوهِنُ بالخُطوبِ بياني
فمِدادُه ألمٌ بِمحبَرِة الأسى *** قِرطاسُهُ سِفرٌ مِنَ الأشجانِ
لـمَّا مددتُ يدي إليه كأنني *** أشفي بذا الشعرِ العليلِ جَناني
أو ربما أسلوبه عن حاضرٍ, *** قد دنَّسَ الأطهارَ بالأدرانِ
قال القُليمُ: إليكَ عني فابتعد *** يا من تعيشُ بذِلَّةٍ, وهوانِ!
ثم انزوى عني يُجلّلُهُ الضنى *** وصريرُه يحكي بغيرِ لسانِ
وغدا يقولُ، وكُنتُ أُنصتُ قَولَهُ *** مُتأَملاً عِبَراً بِه ومعاني:
البَس رِداءَ العِزّ يا أسد الشرى *** واصبِر فأنتَ بأغرَبِ الأزمانِ!
زمنٌ بِه ذلَّ العزيزُ، وأصبحَ الـ *** ــحُرٌّ الأَبيٌّ به منَ العُبدانِ!
ومشى العبيدُ بهِ على هاماتِهم *** وَمضُ الجُمانِ، ورونقُ التيجانِ
والحُرٌّ ليس لهُ بقايا عِزَّةٍ,ر *** إذ باعَها، وبأبخس الأثمانِ!
لكن..رأيتُك يا أخي حُراً تَذودُ *** عنِ الحنيفةِ أعظَمَ الطُغيانِ
ومُجاهداً ترنُو إلى قِمَمِ العُلا *** ومُناضِلاً بالصبر
والإيمان
ِ
ما ضرَّ عزمَكَ أن تَصاغَرَ عزمُنا *** عن كُلِ فِعلٍ, صادِقٍ,، وبيانِ
فرَسَمتَ في بغداد أجمَلَ لوحةٍ, *** مصبُوغةٍ, بدَمٍ, طَهُورٍ, قانِ
قد صُنتَ عرِضَ الدينِ عن دَنَسِ الأُلى *** نَهَجُوا طريقَ الكُفرِ والشيطان
ِ
وَرَموا بِزُور القولِ دينَ محمدٍ, *** إذ ألبَسُوه غلالَة البُهتانِ
فأتيتَ يا أسدَ الوغى مُتوشِحاً *** سيفاً تصُونُ به حِمى القرآنِ
ما كُنتَ إلا بالحُقوقِ مُطالباً *** حتى تُقيمَ شوامِخَ البُنيانِ
حرّيةُ الإنسانِ حقُّ لازِمٌ *** قد أحكَمتهُ شريعةُ الرّحمنِ
حرّيةُ الإنسانِ أوّلُ مَطلبٍ, *** نادى بِه الإنسانُ للإنسانِ
حرّيةُ الإنسانِ أن يحيا على *** ما شاءَ مِن نهجٍ, بِغيرِ هوانِ
والدينُ لا إكراهَ فيهِ إذا انتهى *** عن ظُلمِ أهلِ الدينِ كلٌّ جبانِ
الغربُ نادى بالحُقوقِ بِزعمِهِ *** للإنسِ والأشجارِ والحيوان!
أينَ الحُقوقُ؟ وأينَ زعمُهُمُ الذي *** أمسى دَفينَ دفاتِرِ النسيانِ؟
يُعطي الحقوقَ لكل شعبٍ, كافِرٍ, *** ويَغُضٌّ طرفَ الجَورِ عن إيماني
يا مَن رفعتُم للتَحرٌّرِ رايةً *** خَفَّاقةً بالدينِ في الشيشان
ِ!
صُونُوا حِمى أُسدِ الوغى بِجهادكُم *** وامضُوا لِرَبٍ, راحِمٍ,، وجِنانِ!
النصرُ لاحَ وسوفَ تُشرقُ شمسُكُم *** لِتُزيلَ ليلَ الكُفرِ دونَ تواني
والحقٌّ يُوشِكُ أن يعُودَ لأَهلِهِ *** وَلَسَوفَ تُغلَقُ صفحةُ الأحزانِ
عبد الله موسى