الموضوع
:
التضمين في القرآن الكريم دلالته ومعناه
عرض مشاركة واحدة
#
1
01-12-2016
إدارة قناة اليوتوب
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Darkturquoise
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
فترة الأقامة :
3716 يوم
أخر زيارة :
منذ 2 يوم (04:00 PM)
المشاركات :
16,180 [
+
]
التقييم :
9330
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
التضمين في القرآن الكريم دلالته ومعناه
التضمين في القرآن الكريم دلالته ومعناه
التضمين في
القرآن
الكريم
دلالته ومعناه
يطلق مصطلح
التضمين
في كتب التفسير وعلوم
القرآن
وكتب العربية إطلاقات متعددة بمعان مختلفة وذلك كالتالي:
•
التضميـن في اللغة:
هو جعل الشيء في باطن شيء آخر، وإيداعه إياه، ويقال: ضمن فلان ماله خزانته، فتضمنته هي،
والخزانة مضمن فيها، وهـي أيضًا متضمنة والمال متضمن
[1]
.
* يطلق
التضمين
على معنى إعطاء الشئ معنى الشئ ، وهو يكون في الأسماء بأن يضمن اسم معنى اسم آخر ،ليفيد معنى الاسمين جميعا ،
كما ضمن لفظ
حقيق
معنى :
حريص
في قوله تعالى :
حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ
(الأعراف:105)
ويكون في الأفعال أيضا ، كما ضمن لفظ
يشرب
معنى :
يروى
في قوله تعالى :
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ
(الإنسان:6)
•
التضمين
في الاصطـلاح:
للتضمين مجموعة من التعريفات أهمها:" أن يـؤدي (أو يتوسع) في استعمال لفظ توسعًا يجعله مؤديًا معنى لفظ آخر
مناسب له، فيعطي الأول حكم الثاني في التعدي واللزوم"
[2]
،
وهو عند بعضهم: "إشراب لفظ معنى لفظ آخر، وإعطاؤه حكمه؛ لتصير الكلمة تؤدي معنى الكلمتين"
[3]
.
و"إن الغرض من
التضمين
إعطاء مجموع معنيين وذلك أقوى من إعطاء معنى واحد"
[1]
.
ويعرف
التضمين
في الفعل بحرف الجر الذي عدِّي به كما عرفنا تضمين "
يشرب
" معنى "
يروى
" لتعديته بالباء دون "
من
"
التي من عادته التعدِّي بها ، إذ الشرب يكون من العين – البئر – لا بها .
وأما
التضمين
في الحروف ففيه خلاف ، فبعضهم قال به ، وهم الذين يرون أن حروف الجر تتناوب ؛
فيقولون في مثل الآية التي معنا من سورة الإنسان: إن الباء بمعنى "من" ،
ويرى آخرون أن التجوّز في مثل ذلك إنما هو في الفعل ، لا في الحرف بأن يكون الفعل " يشرب " قد ضمن معنى " يُروى "
*
ومنه
التضمين
الذي هو من أنواع الإيجاز وهو حصول معنى في لفظ من غير ذكر له باسم هي عبارة منه ؛
وهذا النوع ذكره الباقلاني
في "
إعجاز القرآن
" قال:
وهو على وجهين
:
الأول-
تضمين توجيه البنية كقولنا: معلوم فإنه يوجب أنه لابد من عالم
والثاني –
تضمين يوجبه معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به
كما ضمن قول : "
بسم الله الرحمن الرحيم
" معنى تعليم الاستفتاح في الأمور باسمه سبحانه على جهة التعظيم له والتبرك به.
*
ومنه
التضمين
في الفاصلة وهو أن يكون ما بعد الفاصلة متعلقا بها ، كقوله تعالى :
َ
وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ
( الصافات:137 ، 138)
فقوله:
وَبِاللَّيْلِ
هو لتمام معنى الفاصلة قبله ، ولذلك كان تمام الوقف عليه ، وليس على الفاصلة قبله.
*
ومنه
التضمين
الذي هو من المحسنات اللفظية وهو مما يتعلق بالفواصل أيضا،
ويسمى أيضا بالالتزام ،
ومعناه
أن يلتزم حرف أو أكثر قبل الحرف الأخير في الفاصلة وهو حرف الرَوِيّ
ومثاله قوله تعالى :
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ
( الضحى: 9، 10 )
حيث التزم الهاء قبل الراء ومثال التزام حرفين قوله تعالى :
وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ
( الطور: 1، 2 )
حيث التزم الطاء والواو قبل الراء. ومثال التزام ثلاثة حروف
قوله تعالى :
فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ
( الأعراف: 201 ، 202 )
ويسميه أيضا علماء العربية :
لزوم ما لا يلزم ، الإعنات ، والتضييق ، والتشديد وبدهي أن تعدد هذه الأسماء أو المصطلحات
مع اتحاد مدلولها إنما هو متعلق بوصف كلام البشر الذي يضيقون على أنفسهم بالتزام ما يخرج أحيانا عن طوقهم وقدرتهم على التعبير فيقع نتيجة لذلك التكلف في الكلام مما ينتج عنه أن تتبع المعاني الألفاظ
بمعنى
أن يكون اللفظ هو الأصل والمعنى تابعه وهو لا شك ممقوت.
أما
القرآن
الكريم
فلا تكلف فيه ومعانيه مقصودة لذاتها وقد صيغت في أحسن الأساليب وأقواها وأدق التعبيرات وأعلاها وأكثرها فصاحة وأوفرها بلاغة لأنه كلام رب العالمين المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
*
ومنه
التضمين
الذي هو نوع من البديع وهو: إدراج كلام الغير في أثناء كلامه لقصد تأكيد المعنى ، أو تركيب النظم
ومنه ما تضمنه
القرآن
مما هو في التوراة والإنجيل ،
كقوله تعالى :
وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس
( المائدة:45)
أو ما هو من قبيل حكايات المخلوقين كالملائكة
في قوله سبحانه:
أتجعل فيها من يفسد فيها
(البقرة:30)
وكذا ما حكي من أقوال اليهود والنصارى والمنافقين والكافرين وغيرهم .
قال السيوطي في الإتقان:
وكذلك ما أودع فيه من اللغات الأعجمية .
ولذلك يسمي البعض ذلك "
إيداعا
" لا "
تضمينا
"
هذا ويخلط كثيرون بين الاقتباس وبين هذا النوع من
التضمين
والواقع أن هناك فرقا بينه وبين
التضمين
، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما
التضمين
فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان معا في عدم الإحالة إلى المصدر الأصل.
وعن كيفية وقوع
التضمين
يحدثنا ابن جني حيث يقول:
" اعلم أن الفعل إذا كان بمعنى فعل آخر وكان أحدهما يتعدى بحرف والآخر بحرف آخر؛ فإن العرب قد تتوسع
فتوقع أحد الحرفين موقع صاحبه، إيذانًا بأن هذا الفعل في معنى ذلك الآخر؛
فلذلك جيء بالحرف المعتاد مع ما هو في معناه؛ وذلك كقوله تعالى:
﴿
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ
﴾
[البقرة: 187]،
وأنت لا تقول: (
رفثت المرأة
)، ولكن تقول: (
رفثت بها
أو
معها
)،
لكنه لما كان الرفث هنا في معنى الإفضاء، وكنت تعدي (أفضيت) بإلى؛
كقولك:
أفضيت إلى المرأة
؛ جئت بـ (
إلى
) مع الرفث
إيذانًا
و
إشعارًا
أنه بمعناه
[5]
.
وعن ذلك يقول ابن الأنباري:
"
لأنهم يجرون الشيء مجرى الشيء إذا شابهه
"
[6]
،
وقد امتدح ابن جني
التضمين
قائلاً:" وهذا من أسد وأدمث مذاهب العربية، وذلك أنه موضع يملك فيه المعنى
عنان الكلام، فأخـذه إليه ويصرفه بحسب ما يؤثره عليه"
[7]
.
فمن المؤكد أن
التضمين
جاء لتحسين المعنى والعناية به؛ لأن
التضمين
فـي الدرس النحوي ما هو إلا دراسة في المعنى،
ويؤدي فيه المعنى دورًا بارزًا؛ لأنه الاعتماد على اللفظ المنطوق.
فعن كثرة
التضمين
يقول ابن جني:
"إنه وُجِد في اللغة من هذا الفن شيء كثير يخاطب به، ولعله لو جمع أكثره لا جميعه لجاء كتابًا ضخمًا،
وقد عرفت طريقه، فإذا مر بك فتقبله وأنَسْ به، فإنـه فصل في اللغة لطيف حسن يدعو إلى الأنس بها"
[8]
.
ومما سبق يتضح أن
التضمين
أحد مظاهر الاختصار ووسائله ويرتبطان بعلاقة عضوية.
*المراجع*
[1]
لسان العرب، المصباح المنير مادة (ض م ن).
[2]
ينظر: الخصائص (2 /308، 435).
[3]
مغني اللبيب (2 /791)، ينظر: حاشية الصبان (2 /95).
[4]
الأشباه والنظائر (1/ 13).
[5]
الخصائص (2 /308).
[6]
الإنصاف (1 /166).
[7]
المحتسب (1 /52)، ينظر: مغني اللبيب (2/ 609).
[8]
الخصائص (2 /310).
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
آخر تعديل عطر الجنة يوم 01-13-2016 في
02:06 PM
.
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 4.35 يوميا
MMS ~
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة