طنين في الأذن tinnitus
الطنين هو الصوت الذي تسمعه الأذن ولا يكون له مصدر ظاهر في المحيط.
قد يكون رنينا أو أزيزا أو صفيرا أو سقسقة أو هسهسة أو هديرا أو طقطقة أو غيرها.
يشبهه بعض الناس بالموسيقى أو بصوت غليان الماء. غالبا ما يبدو الصوت وكأنه يصدر من رأسك.
يختبر معظم الناس نوبات قصيرة من الطنين بعد سماع صوت قوي أو تناول بعض الأدوية كالأسبيرين.
إلا أن قليلا منهم يتنبهون لهذه النوبات التي سرعان ما تزول من تلقاء نفسها.
أما الطنين المستمر فهو حالة شائعة غالبا ما تكون حميدة.
يعاني منه حوالي 40 إلى 50 مليونا من البالغين في الولايات المتحدة.
وهم في معظمهم لا يجدونه مزعجا.
تأتي درجات إزعاج الطنين متفاوتة. البعض يصفه بالمزعج وبالموهن أحيانا.
والبعض يعاني من صعوبات في النوم ليلا بسبب صوت الرنين أو الهسهسة الذي يصدره.
في حين يفقد البعض الآخر القدرة على التركيز في بعض الأعمال.
حتى أنه يؤدي إلى حالة من الإحباط تفجر القلق والخوف والاكتئاب.
يرتبط الطنين كثيرا بمعظم اضطرابات الأذن وبأمراض أخرى كأمراض القلب والحساسية وفقر الدم.
حل اللغز يحتار خبراء الطب أحيانا في تحديد تعريف دقيق للطنين. هل هو متلازمة –
أي مجموعة أعراض ترافق اضطرابا منفصلا – أو مرضا بحد ذاته؟ الجواب لم يعرف بعد.
لا تزال الآليات التي تطلق الطنين في الأذن – والتي تفسر كيف يحدث الصوت ولماذا – مجهولة.
ومع أن وصف حالة الطنين يعود إلى حقبة الفراعنة في مصر القديمة
لا يزال الغموض يكتنفها.
ترى إحدى النظريات أنه ظاهرة مصدرها الجهاز العصبي المركزي تشبه الأحاسيس
الوهمية التي تلي بتر أحد الأطراف حيث يشعر المرء بألم في قدمه رغم أنها غير
موجودة أصلا. يستجيب الجهاز العصبي المركزي بطريقة مماثلة لفقدان الخلايا
الهدبية فيبعث إشارات كهربائية إلى الدماغ.
تقترح نظرية أخرى أن المشكلة تتركز في الدماغ والدليل في التصوير الطبقي
ببعث الكهيرب (PET). يدلي سكانر الـ PET بمعلومات حول المناطق الدماغية التي
تستخدم في تحليل بعض المعلومات أو القيام ببعض المهام. تشير الدراسات
الدقيقة للدماغ بواسطة الـ PET أن الطنين يستثير مناطق في الدماغ تختلف
عن تلك التي تستثيرها الأصوات الخارجية.
يتكهن بعض الباحثين أن الطنين ينشأ في الحلزون وبالتحديد من اضطرابات في
وظيفة الخلايا الهدبية في الحلزون. وينسبه البعض إلى خلل كيميائي في العصب
السمعي الذي ينقل الرسائل من الأذن الداخلية إلى الدماغ. كما تشير بعض الأدلة
إلى مسؤولية نشاط عصبي تلقائي في الممرات السمعية عن الطنين.
قد يساهم تدفق الدم الدوامي عبر الأوردة والشرايين بالشعور به عندما تكون
بعض الأوعية الدموية كالشريان السباتي والوريد الوداجي قريبة من الأذن الداخلية.
يمكن أن ينشأ الطنين أيضا من عدم انتظام مفصل الفك (المفصل الصدغي – الفكي)
الذي يصدر صوت طقطقة أو جرش.
وعلى الرغم من اختلاف النظريات، يتفق معظم العلماء على أن منشأ الطنين
يعود إلى أسباب وآليات متعددة. أمام هذا الجهل في معرفة الأسباب، يكون أحيانا
الحل الوحيد ولسوء الحظ التعايش مع هذا الطنين المستمر ومع ما يسببه من انزعاجات.
الحسنة الوحيدة أنه قلما يعكس مشكلة طبية خطيرة. هنالك دائما احتمالان:
عندما ينجم عن حالة مرضية معينة يمكن علاجها وبالتالي التخلص منه.
أو عندما لا ينتج عن سبب ظاهر- وهو ما يحدث في معظم الأحيان – فلا علاج له
بل مجرد وسائل للسيطرة عليه والتخفيف من أثره على الحياة اليومية.
وهو ما يتطلب مشاركتك الفعالة إضافة إلى جهود الطبيب واختصاصي تقويم السمع.
يتبع