أنواع الطنين
يختلف وصف الطنين من شخص لآخر. يبقى القاسم المشترك وجود صوت غير مفسر في الأذن. لإعطاء نظرة عامة عنه، يصنف بعض الخبراء الطنين إلى نوعين: موضوعي وغير موضوعي.
الطنين الموضوعي هو الذي يعرف أيضا بالطنين النابض والذي يسمعه على السواء صاحبه والآخرون. تصدر الأصوات داخل الجسم في أغلب الأحيان من دفق الدم الدوامي الناجم عن اضطراب في الأوعية الدموية.
أسباب الطنين الموضوعي تصلب الشرايين (العصاد) Atherosclerosis
إذا كنت تعاني من تصلب الشرايين مثلا يؤدي تراكم الكوليستيرول والترسبات الدهنية في الأوعية الدموية الرئيسة – ومن ضمنها تلك الموجودة في العنق والرأس- إلى فقدان بعض من مرونتها. مما يحد من قدرتها على الثني والتمدد مع كل خفقة قلب. تتطلب الفتحات الأضيق في الأوعية الدموية دفق دم أقوى. ويزيد المجهود الذي يقوم به القلب فتبدأ الأذن بسماع كل خفقة منه.
يمكن للطبيب سماع هذه الأصوات من خلال وضع مسماع الصدر على الرأس أو العنق.
ارتفاع ضغط الدم High blood pressure
يساهم ارتفاع ضغط الدم أو العوامل المؤدية إلى ارتفاع مؤقت له – كالضغط النفسي والكحول والكافيين – في زيادة قوة الطنين. يختفي الصوت عادة عند تغيير وضعية الرأس.
اضطراب تدفق الدم Turbulent blood flow
إن تضيق أو التواء الشريان أو الوريد في العنق يمكن أن يسبب اضطراباً في تدفق الدم، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث الطنين.
تشوه الشعيرات الدموية Malformation of capillaries
يمكن لتشوهات الأوعية الدموية الدقيقة (الشعيرات) التي تربط الشرايين بالأوردة (AVM) أن تصدر نبضا مسموعا. وعادة ما يحدث الطنين في أذن واحدة.
تتضمن المصادر الأخرى للطنين الموضوعي
تشنج العضلات وحركة قناة استاخيوس والإهتزازات التلقائية للخلايا الهدبية في الأذن الداخلية.
يعاني حوالي 4% من المصابين بالطنين من طنين موضوعي.
يساعد علاج الاضطرابات الكامنة للجهاز الوعائي على تخفيف الأصوات أو إزالتها. من هنا كانت ضرورة وصف الطنين بدقة كي يتمكن الطبيب من التشخيص الصحيح.
ساعد الطبيب وأخبره بالتفصيل عن ماهية الأصوات التي تسمعها والظروف المحيطة التي تنشأ فيها.
الطنين غير الموضوعي يشمل الطنين غير الموضوعي الأصوات التي تسمعها وحدك. أما أسبابها فلا تزال مجهولة من العلماء وتعتمد دراسة المشكلة على دقة وصف الناس لما يسمعون. شبه الخبراء في الواقع الجهود المبذولة لتعريف الطنين غير الموضوعي بالخرافة الشهيرة عن الرجال المكفوفين الأربعة الذين يحاولون وصف الفيل بمجرد لمسه. قد يكون إجماعهم مختلفا عن الحقيقة. لكن العديد يعتقدون أن المشكلة تكمن في مكان ما في أجزاء الأذن الداخلية كالحلزون والعصب السمعي أو داخل المراكز السمعية في الدماغ.
أسباب الطنين غير الموضوعي رغم أن طبيعة الطنين غير الموضوعي لا تزال مبهمة، فإن العديد من العوامل المعروفة تقف وراء هذه الحالة أو تزيدها سوءا:
نقص السمع
قد يؤدي التعرض للضجيج المرتفع إلى تضرر الخلايا الهدبية في الحلزون مسببا نقص سمع دائم. يعاني حوالي 90% من المصابين بالطنين من أحد أشكال نقص السمع الناجم عن الضجيج. يمكن أن يسبب تضرر الخلايا الهدبية طنينا. وقد ينشأ الطنين أيضا عن وقر الشيخوخة.
فرط السمع
فرط السمع حالة غالبا ما ترافق الطنين وتتضمن حساسية فائقة على الصوت. تبدو الأصوات اليومية كضجيج السير والمحادثات ورنين الهاتف مرتفعة إلى حد الإزعاج. لا يزال سبب فرط السمع غامضا تماما كما الطنين.
قد يكون فرط السمع موهنا أكثر من الطنين. يتجنب المصاب بفرط السمع المواقف الإجتماعية خوفا من ألم التعرض للضجيج (رهاب الصوت) ويختار البقاء في أماكن مغلقة تكاد تخلو من أية ضجة. رغم أن فرط السمع قد يحصل عند المصابين بنقص السمع لا يعاني من يشكو فرط السمع من نقص السمع عادة.
يرتكز العلاج إلى التعامل مع الأعراض عبر الاستشارات والمشاركة في برنامج يساعد على زيادة تحمل الأصوات الطبيعية تدريجيا. قد يتضمن ذلك مولدا صافيا للضجيج وهو جهاز إلكتروني يولد صوت هسهسة شبيه بما تسمع إذا أدرت الراديو بين محطتين. يتم ضبط الجهاز في البدء على مستوى يكاد لا يسمع ثم يتم زيادته إلى مستويات أعلى لأوقات محدودة ومنتظمة.
أضف إلى ذلك أن نقص السمع يكتم الأصوات الخارجية مما يجعل الطنين قابلا للملاحظة أكثر. تؤدي بعض الحالات التي تخفف من السمع كتراكم الصملاخ أو التهاب الأذن إلى تفاقم الطنين.
الأدوية
تم إحصاء حوالي 200 دواء موصوف على صلة بالطنين. بعض هذه الأدوية سميّة ويمكن أن تؤذي الأذن بشكل دائم. توصف هذه الأدوية عادة عند الضرورة القصوى.
تسبب أدوية أخرى طنينا ونقصا مؤقتا في السمع كأعراض جانبية. اسأل الطبيب دائما عن الأعراض الجانبية المحتملة للأدوية التي يصفها لك. إذا شعرت بضعف في السمع أو بطنين عند تناول الأدوية راجع الطبيب فورا. يكفي التوقف عن تناول الدواء أو تعديل الجرعة ليختفي الطنين. إذا كنت تعاني أصلا من الطنين أخبر الطبيب الذي قد يصف لك دواء بديلا.
ومن أمثلة العلاجات التي قد تسبب الطنين
• المضادات الحيوية: polymyxin B, erythromycin, vancomycin, neomycin
• الأدوية المستخدمة في علاج السرطان: mechlorethamine, vincristine
• مدرات البول: bumetanide, ethacrynic acid, furosemide
• الاسبرين بجرعات عالية
• بعض مضادات الاكتئاب
• الادوية المستخدمة في علاج الملاريا
اضطرابات المفصل الفكي الصدغي TMJ disorders
قد يؤدي عدم انتظام المفصل الذي يصل الفك بالعظم الصدغي من الجمجمة إلى صدور أصوات طقطقة أو جرش عند تحريك الفك. يدعي البعض وجود هذه الأصوات حتى دون تحريك الفك وهو أمر مختلف فيه. يستطيع طبيب الأسنان الاختصاصي في علاج المفصل تقويم عدم الانتظام والقضاء على الأصوات المرافقة له.
عوامل أخرى – هنالك حالات وظروف مختلفة ترافق الطنين.
● ورم العصب السمعي Acoustic neuroma : ويسمى أيضاً ورم شفاني دهليزي vestibular schwannoma وهي أورام حميدة تنمو على الألياف العصبية للدماغ (العصب القحفي الذي يمتد من الدماغ إلى الأذن الداخلية وتتحكم بالتوازن والسمع).
● الرضح أو الإصابات في الرأس والعنق: يمكن أن تؤثر على الأذن الداخلية، والأعصاب السمعية ووظيفة الدماغ المرتبطة بالسمع. عادة ما يكون الطنين في أذن واحدة فقط.
● ناسور اللمف المحيطي perilymph fistula: وهو تمزق في الغشاء الذي يغلف النافذة البيضاوية.
● تصلب الأذن otosclerosis أو تجمد العظيمات في الأذن الوسطى.
● مرض منيير Meniere’s disease ويتميَّز بنوبات من الدوار ونقص السمع ويُعتقد أنَّ سببه اضطراب في سائل الأذن الداخلية.
● التعرض للضجيج الهائل.
● المبالغة بتناول الملح في الطعام.
● الضغط العاطفي أو النفسي.
يتبع