الموضوع
:
سلسلة هذه هي زوجتي الصفة الاولى _ حسنة الخلق _
عرض مشاركة واحدة
07-30-2013
#
7
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
69
تاريخ التسجيل :
May 2013
العمر :
76
أخر زيارة :
منذ 2 أسابيع (12:30 PM)
المشاركات :
8,131 [
+
]
التقييم :
9284
لوني المفضل :
Cadetblue
الصفة الثامنة
لا تلهث وراء الدنيا كمثيلاتها من النساء، فتبحث عن كثرة الملبس أو المطعم أو المشرب
أو المتاع أو الذهب أو غير ذلك، بل هي عاقلة زاهدة، تبحث عن زينة بيتها في
الدنيا بالإيمان والعمل الصالح، وفي الآخرة بالقبول عند ربها.
زوجتي زاهدة عاقلة، يهمها بيت الآخرة قبل بيت الدنيا؛ لذلك فهي مشغولة بإعداده
بالإيمان والعمل الصالح عن متاع زائل في بيت الدنيا.
لا تحرِّم ما أحل الله لها من الطيبات والرزق، ولا تَحْرم نفسها من التمتع بمتاع الدنيا
وزينتها، ولكن دون سرف ولا مخيلة، ودون همة لذلك وعزم، ولكن منهجها الوسطية
والاعتدال؛ لذلك فهي ليست ككثير من النساء اللائي يلهثن وراء الدنيا، هَمهن تغيير
أثاث المنزل، وتجديده، والانشغال بتوافه الأمور من المتاع، بل تتمثل قول امرأة فرعون:
]
رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ
[
[التحريم: 11]،
فبيت الآخرة شَغلها عن بيت
الدنيا؛ لذلك فهي زاهدة، ليس عندها تطلعات دنيوية تافهة؛ لأنها تعلم علم اليقين مدى فتنة
الدنيا ومدى إغوائها للنساء خاصة، فهي على حذر شديد منها.
قال تعالى:
]
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا
أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
[
[القصص:77].
قال ابن كثير رحمه الله: أي استعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة، في طاعة ربك
والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل لك بها الثواب في الدنيا والآخرة، ولا تنس نصيبك من
الدنيا أي مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح؛ فإن لربك عليك
حقًا، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، ولزورك عليك حقًا، فآت كل ذي حق حقه
(
[1]
)
.
وقال تعالى أيضًا:
]
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ
بِاللَّهِ الْغَرُورُ. إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ
لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ
[
[فاطر: 5، 6].
وقال
r
: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"
(
[2]
)
.
وقال أيضًا: "الدنيا حلوة خضرة، وإن الله عز وجل مستخلفكم فيها، لينظر كيف تعملون،
فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء"
(
[3]
)
.
ولذلك فإن شعارها دائمًا:
]
وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى
[
[الأعلى:17].
وما أجمل الزوجة الصالحة حين تسدد وتقارب وتوازن، وما أعظمها حين تجعل الدنيا مطية الآخرة
، وما أكرمها حين تعطي في الدنيا كل ذي حق حقه، فتعطي حق الله في التوحيد والعبودية والولاء
، وحق الإسلام في الالتزام الحقيقي به والدعوة إليه، وتعطي حق الزوج والأولاد في الطاعة والتربية
والرعاية، وتعطي حق نفسها بتمتعها من الطيبات ومتاع الدنيا دون عبودية لها، وهكذا
سائر الحقوق تؤديها بصدق وإخلاص وعزم وقناعة وزهد.
قال بعض الصالحين: يا ابن آدم إذا سلكت سبيل القناعة، فأقل شيء يكفيك، وإلا فإن الدنيا وما فيها لا تكفيك.
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ليس الزهد ألا تملك شيئًا، ولكن الزهد ألا يملكك شيء.
وعن وكيع قال: قال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا: قصر الأمل ليس بالأكل الغليظ ولا لبس العباء.
وصدق الشاعر وهو يحذرنا الدنيا:
إياك والدنيا الدنيَّة إنها
متاعُ غرور لا يدوم سرورها
فمن أكرمتْ يومًا أهانتْ له غدًا
ومن تُسقه كأسًا من الشهد غُدوةً
ومن تكْسُ تاج المُلك تَنْزعُهُ عاجلاً
ألا إنها للمرء من أكبر العِدَا
فلذاتُها مسمومة ووعودُها
وكم في كتاب الله من ذكر ذمِّها
فدونك في آيات الكتاب تَجدْ
هي السِّحْر في تخييله وافترائه
وأضغاثُ حُلْم خادع بهبَائه
ومن أضحكتْ قد آذنت ببكائه
تُجّرعُه كأس الرَّدى في مسائه
بأيدي المنايا أو بأيدي عدائه
ويحسبُها المغرور من أصدقائه
سرابٌ فما الظَّامي رَوَى من عنائه
وكم ذمَّها الأخيار من أصفيائه
من العلم ما يجْلو الصَّدا بجلائه
وهذه جملة من أحوال نساء سلف هذه الأمة الزاهدات، عسى أن تجد الزوجة الصالحة منهن القدوة والمثل:
§
عن ثوبان قال: دخل
رسول الله
r
على فاطمة وأنا معه، وقد أخذت من عنقها سلسلة من
ذهب، فقالت: هذه أهداها لي أبو الحسن. فقال: "يا فاطمة أيسرك أن يقول الناس:
هذه فاطمة بنت محمد وفي يدها سلسلة من نار" ثم خرج. فاشترت بالسلسلة غلامًا فأعتقته، وهذا يبين لنا زهدها في متاع الدنيا.
§
وعن عطاء أن معاوية بعث إلى عائشة رضي الله عنها بقلادة مائة ألف فقسمتها بين أمهات المؤمنين.
§
وعن عروة
رضي الله عنه
عن عائشة رضي الله عنها، أنها تصدقت بسبعين ألفًا، وإنها لتُرقع جانب درعها.
§
وذكر سفيان الثوري لعبد الله بن المبارك، أن امرأة بالكوفة يقال لها أم حسان كانت ذات اجتهاد وعبادة.
قال: فدخلنا بيتها فلم نر فيه شيئًا غير قطعة حصير خَلْق. فقال لها الثوري: لو كتبتِ رقعة إلى
بعض بني أعمامك لغيَّروا من سوء حالك. فقالت: يا سفيان، قد كنت في عيني أعظم، وفي قلبي
أكبر منذ ساعتك هذه! إني ما أسأل الدنيا مَنْ يقدر عليها ويملكها ويحكم فيها،
فكيف أسأل من لا يقدر عليها ولا يقضي ولا يحكم فيها؟!
يا سفيان، والله ما أحبُّ أن يأتي عليَّ وقت وأنا متشاغلة فيه عن الله تعالى بغير الله. فأبكت سفيان.
§
عابدة من الكوفة، كانت لا تنام من الليل إلا يسيرًا، فعوتبت في ذلك فقالت: كفى بالموت وطول الرقدة في القبور للمؤمنين رقادًا.
§
وروى أبو بكر بن عبيد قائلاً: وكانت تصوم في شدة الحرِّ حتى يتغير وجهها، فيقال لها في ذلك فتقول: إنما أضر على طول الريّ والشِّبع في الآخرة.
§
وروى أحمد بن سهل الأزدي عن زجلة العابدة مولاة معاوية: عندما طلب منها الرفق بنفسها فقالت:
ما لي وللرفق بها؟ فإنما هي أيام مبادرة، فمن فاته اليوم شيءٌ لم يدركه غدًا. والله يا إخوتاه لأصلِّيَنَّ
ما أقلَّتني جوارحي، ولأصومنَّ له أيام حياتي، ولأبكين له ما حملت الماء عيناي. ثم قالت:
أيكم يأمر عبده بأمر فيحب أن يقصِّر فيه؟
§
وتنتبه عمرة امرأةُ حبيب العجمي ليلة وهو نائم، فتنبهه وتقول له: قم يا رجل فقد ذهب الليل
وجاء النهار، وبين يديك طريق بعيد وزاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا ونحن قد بقينا.
§
ذكر نوح الأسود أن امرأة كانت تأتي مجلس أبي عبد الله البراثي، فتجلس تسمع كلامه،
ولا تكاد تتكلم ولا تسأل عن شيء، فقال لها أحدهم ذات يوم: لا أراك يرحمك الله تتكلمين
ولا تسألين عن شيء؟ فقالت: قليلُ الكلام خيرٌ من كثيره إلا ما كان من ذكر الله، والمنصتُ أفهم
للموعظة، ولن ينصحك امرؤ لا ينصح نفسه. وجملة الأمر يا أخي: إن أردت الله بطاعة أرادك
الله برحمة، وإن سلكت سُبل المعرضين فلا تلم إلا نفسك إذا صرت غدًا في زمرة الخاسرين.
§
وكانت ردة الصريمية إذا قيل لها: كيف أصبحتِ؟ تقول: أصبحنا أضيافًا منتجعين بأرض غربة ننتظر إجابة الداعي.
§
ويسأل ذو النون المصري إحدى عابدات جبال الشام: حدثيني ما الغنى؟ قالت: الزهد في الدنيا.
§
وروى أبو بكر الهذلي قال: كانت عجوز من بني عبد القيس متعبدة، فكانت تقول:
عاملوا الله على قدر نعمه عليكم وإحسانه إليكم، فإن لم تطيقوا فعلى قدر ستره، فإن لم
تطيقوا فعلى الحياء منه، فإن لم تطيقوا فعلى الرجاء لثوابه، فإن لم تطيقوا فعلى خوف عقابه.
وتقول: إن القلب القاسي إذا جفا لم يلِّينه إلا رسومُ البلى، وكأني أنظر إلى أهل القبور وقد خرجوا
من بين أطباقها، وإلى تلك الوجوه المتعفرة، وإلى تلك الأجسام المتغيرة، فيا له من منظر كربة لو
أشرَبَه العباد قلوبهم، ما أثكل مرارته للأنفس، وأشَّد إتلافه للأبدان
(
[4]
)
.
فيا من خلت قلوبهن إلا من ذكر الله ودعائه والانشغال بعبادته.
يا من رأين الذنوب الصغيرة جبالاً تكاد تقع عليهن، لأنكن أدركتن جلال الله وعظمته.
يا من ملأ الإيمان قلوبهن وأفاض على جوارحهن، فأردن صحبة أخوات لهن ممن مضى أثرهن.
يا من تسألن عن أخبار نساء مؤمنات زاهدات، فتتبعن سيرتهن لتلتقطن دُرَرَ أقوالهن، وتستشعرن
في قلوبكن جمال سيرتهن، وترين في ذلك مواساة، بل قوة لكن في المضي في استقامتهن وعبادتهن.
هذه كانت بعض أخبار صفوة النساء من العابدات الزاهدات، أفليس فيهن القدوة لَكُنَّ؟ أليس منهن المثل الأعلى؟ إذن فتدبرن حالكن يا إماء الله.
&
&
&
(
[1]
) تفسير ابن كثير (3/399).
(
[2]
) رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(
[3]
) أخرجه أحمد في المسند، وقال الألباني: إسناده صحيح على شرط مسلم. الصحيحة 911.
(
[4]
) راجع: صفة الصفوة لابن الجوزي، ونساء زاهدات لمحمد خير يوسف.
فترة الأقامة :
4010 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
196
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.03 يوميا
امي فضيلة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى امي فضيلة
البحث عن كل مشاركات امي فضيلة