01-22-2016
|
|
من وحي الجراح
""من وحي الجراح"""
الشعرُ فيضٌ من الأحزان يسقيني
والفكر شئٌ غريبٌ ليس يَروني
الشعرُ يرجف في كفيَّ مرتعشا
والحرف يشرب مني من شراييني
والوقت ينفر من نبضات ساعته
والنور بين ظلام الليل يُلقيني
والشمس تبكي على فُرقى الحياة كما
يبكي على الخبز شعبٌ من مساكينِ
والليل يهجم كالمجنون مقتحماً
هذي الحياة ليُشجيها ويُشجيني
ويستبيحُ حمى الدنيا بأجمعها
ويفرض الصمت في رأسِ القوانينِ
وترجعُ الطير نحو العُشِ متعبةً
كأنها عملت في حقلها الطينيِ
والناسُ مجنونةٌ لاتشتكي تعباً
فالفقر يهجم من حينِ إلى حينِ
تصارعُ الجوعَ والأعباءَ جاهدةً
وإن غفت سوف تصحو مثل مجنونِ
فالناس تشكو بهذا الليل حاجتها
فالكل مابين مقهورٍ ومحزونِ
أما أنا فهمومُ الناس تُثقلني
فالشعب يذبحني دوماً ويُحييني
وتختبي في حروفي ألف مبكيةٍ
وأشتكيها فتنسيني عناويني
ويهدم الحزنُ ماشيدت من فُللٍ
لكي يعود وبالأهات يبنيني
وفي فؤادي ينام الكون أجمعه
ولم تنم برهةً روحي ولاعيني
والشعب يركض في روحي وأحمله
بين الضلوع فيبكيني ويدميني
ويستفيق بقلبي كل ثانيةٍ
ولم أجد وطناً يوما ليؤيني
أنا المشرد في هذي الحياة فلا
طِبٌ لأوجاع روحي قد يداويني
أبكي بلادي وتبكي الروح من وجعي
فكل شئٍ أراه اليوم يُبكيني
والشعر في روحي قام مغتسلاً
ويرتوي من مياهي ثم يُضميني
لاشئ غير الأسى الذباح يعرفني
ويستبيح بساتيني وينفيني
لاشئ غير جراحي من يرافقني
والشعر نجماً بهذي الدرب يهديني
قبري على كتفي من يوم جئت هنا
أنا المسافر ياأماه فرثيني
وجهزي الزاد ياأماه لست أنا
من أستسيغ حياةً ليس ترضيني
هذي بلادي غدت للحرب حاضنةً
فمن من الموت ياأماه يُنجيني؟
أنا أتيتُ لكي أحيا وليس لكي
بالموت ألفين عربيدٍ سيسقيني
أماه لاتحزني إن كان يوم غدٍ
يوم الفراق ولاتبكي فتُشقيني
أنا سأبحث ياأماه عن وطنٍ
فموطني وجع ٌ في القلب يُرديني
تعذبت أحرفي أماه واحترقت
ولم أزل كزهورٍ في البساتين
وضاق قلبي من أوجاع أمتنا
فكل أوطاننا جرحٌ فلسطيني
أماه ماذا سأحكي عن بني وطني
وكلهم بين مخبولٍ وملعونِ
والغرب قد صار ربا يمتطي سفنا
ونحن مابين وحلِ الأرض والطين
رباه هذا أنا وحدي ترافقني
مواجعٌ إن أطالت سوف تُنهيني
كم سوف أبقى بلا روحٍ بلا وطن
مشرد في دروبٍ ليس تجديني
كم سوف تبقى بلادي تشتكي ألما
وكم ستبكي من غدرٍِ الملايين
رباه أنقذ بلادا صار يحكمها
قهر الزمان وأوجاع المساكين آخر تعديل أم يعقوب يوم
01-22-2016 في 01:14 AM. |