➰. تمثال الطبشور .➰
......أراد حكيم القصر أن يعطي الأمير الصغير ولي العهد الجديد درساً في الحياة ،
فسأله :
مولاي ، ما هو المعدن الذي يستهويك و يستميلك من مختلف المعادن...؟
فأجاب الأمير الصغير بثقة :
الذهب بالطبع...
فسأله مرة أخرى : و لِمَ الذهب...؟
فأجاب بثقة أكثر من سابقتها :
لأنه ثمين و غالي و هو المعدن الذي يليق بالملوك...
صمت الحكيم لساعته و لم يُجب ،
ثم ذهب إلى الخدم و قال لهم :
إصنعوا لي تمثالين بنفس الشكل و لكن أحدهما من الذهب الخالص و الآخر من الطبشور ،
و أطلوا الأخير بطلاء ذهبي ليبدو كأنه ذهب خالص...
بعد يومين أتى الحكيم بالأمير أمام التمثالين و قد غطاهما ، فنزع الغطاء عن التمثالين فأنبهر الأمير لجمال صنعهما وأتقانهما...
فسأل الحكيم :
ما رأي الأمير بما يرى...؟
فأجاب الأمير :
إنهما تمثالين رائعين من الذهب الخالص...
فقال الحكيم : دقق يا مولاي ألا ترى فرقاً بينهما...؟
فقال : كلا...
فكرّر الحكيم : أمتأكد يا مولاي...؟
فقال الأمير بغضب :
قلت لك كلا لم أرَ أي فرق بينهما ، ألا تدرك أن كلام الملوك لا يعاد...!؟
فأشار الحكيم إلى خادم كان يمسك دلو ماء ، فرشق الخادم الماء على التمثالين بقوة فصُعِق الأمير عندما رأى تمثال الطبشور يتلاشى ،
ولكن تمثال الذهب كان يزداد لمعاناً...
فقال الحكيم :
مولاي ، هكذا الناس عند الشدائد
من كان معدنه من ذهب يزداد لمعاناً
و من كان من طبشور يتلاشى كأنه لا شيء...!
.....لا تمشي وراء أهوائك ،
أو ما تصوره لك عيناك ،،،
لا تُعرَفُ قيمة الإنسان الحقيقية إلاّ وقت الشدة ،،،
فمن تركك وقت الشدة لا يستحق أن يكون معك وقت الرخاء ،،،
〰 إنتهت 〰