الموضوع
:
ضع النظّارة
عرض مشاركة واحدة
#
1
03-29-2016
العلوم الشرعية
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Blue
رقم العضوية :
82
تاريخ التسجيل :
Jun 2013
فترة الأقامة :
3990 يوم
أخر زيارة :
منذ 3 ساعات (09:19 PM)
الإقامة :
الشرقية
المشاركات :
4,623 [
+
]
التقييم :
10813
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
ضع النظّارة
ضع النظّارة
[postback=massy/images/backgrounds/45.gif]
ضع النظّارة
دخلتُ من باب الغرفة التى فيها صديقي والذي يعانى ضعفًا شديدًا فى حاسة البصر؛ فهو لا يستطيع تمييز الشخص الواقف على مسافة صغيرة منها بدون نظارته، وعندما سمع صوت الباب سأل من؟!
إن صديقي كان متاحًا لها خياران فإما أن ينهض ويتحرك خطوتين باتجاه المكتب ليحضر نظارته ويرتديها وعندها سيرانى بوضوح أو لا ينهض ويسأل عمن دخل وينتظر جوابى الذى قد أصدقه فيه أو أخدعه وهذا الخيار الأخير هو المفضل لديها.
ولكننى قررت أن أصمت ولا أجيبه
فبدأ يخمّن من قد يكون دخل الغرفة!
ولكن لم يجد تفاعلًا ودفعه هذا إلى النهوض وارتداء النظارة وعندها رأنى بوضوح.
فى الشقة يوجد شخصين غيرنا، ولهذا توقع صديقي قبل ارتدائه النظارة أن أكون أنا من يقف بالباب بنسبة 35% ولكن بعد أن وضع نظارته زالت كل الاحتمالات الأخرى وأصبح يعلم إننى أنا من دخل من الباب بلا شك.
فى علم المنطق يتم تعريف الحقيقة بأنها ما يطابق الواقع؛ ففى الموقف السابق ذكرت ما حدث بالفعل هو إننى أنا من دخل من الباب وهذه هى الحقيقة سواءًا استطاع صديقي معرفة هذا أم لا
ولكن صديقي لأنه لم يكن يمتلك الأداة المناسبة لتشخيص الحاصل اعتبر أن الواقع فى ذلك الوقت نسبى ويمكن القول بأن الحقيقة ثابتة مطلقة قبل ارتداء النظارة أو بعدها ولكن صديقي مر بعدد من المراحل النسبية قبل الارتقاء إلى تشخيص وبلوغ الحالة المطلقة لافتقاده إلى آلة التشخيص المناسبة
وعندما توفرت لديه تلك الآدلة استطاع بكل وضوح رؤية الحقيقة.
وفى حياتنا دائمًا نحتاج إلى تشخيص الحقيقة بشكل سليم، نحتاج إلى ارتداء النظارة!
أما العيش فى ضبابية وعدم وضوح فهو أمر غير مقبول.
غير مقبول أن نطلق أحكامًا ونتخذ قرارات ونحن لم نجتَزْ أول خطوة فى صنع حكم لم نستطع تشخيص الواقع والحاصل بشكل سليم.
فصديقي كان يُمكنه أن يوفر عناء السؤال والتخمين والتفكير فى كيفية جعلى أتكلم بمجرد ارتدائه النظارة.
فلا شئ أوضح من الحقيقة ولكن فقط علينا أن نتعلم كيف نعرف الحقيقة وكيف نتتبع اليقين.
فالحقيقة واضحة وثابته لن يغيرها رأيى أو جهلى بها على الإطلاق!
فلو أننا أحضرنا شخصًا وطلبنا منه تمييز مشروب ما عن طريق تذوقه وكان هذا المشروب حليب فقال أن هذا شاى وأصر على رأيه
هل يكون هناك احتمال لرأيه؟
فأن تتعلم طرق التفكير السليم وتتعلم كيف تُشَخص الواقع بنفسك يمنح فكرك القوة والحريّة، يمنحك حكمًا صحيحًا يمكّنك من اتخاذ قرارات سليمة.
وعندما نتتبع الحقائق ونشخصها بشكل سليم سنصل حتمًا إلى الحق الأوحد المطلق، سنعلم أن الحق واحد عندها فقط لن نقبل بأن يخبرنا أحدهم أن الحق متعدد وأن الكل على حق ، إن اختلف اثنان يمكن القبول أن كلاهما على خطأ!
أما أن نقول بأن كلاهما على حق!!
فلم الخلاف إذن؟!
فالحق واحد والباطل هو ما قد يتعدد.
عندها سنصل إلى المعنى المطلق ونعلم أن السعادة الحقيقية مطلقة وليست نسبية كما يدّعون.
فالسعادة الحقيقية لا تعنى الإثارة المؤقتة والانبساط اللحظى الذى يصاحب المتعة العابرة
ولكن السعادة الحقيقية تشير إلى تناغم النفس مع مصدرها وهو الله فكل ما يناقض السعادة الحقيقية هو غير صحيح وما يمنح سعادة دائمة هو حقيقي.
والمعرفة السليمة المبنية على الحقيقة المطلقة هى باب السعادة الحقيقة.
بإشراف المدرب /الحارث الحربي
[/postback]
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها
أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ
ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ،
فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡.
زيارات الملف الشخصي :
211
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 1.16 يوميا
MMS ~
ام عبدالله وامنه
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ام عبدالله وامنه
البحث عن كل مشاركات ام عبدالله وامنه