بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 1 | تاريخ التسجيل : May 2006 | العمر : 52 | أخر زيارة : منذ 20 ساعات (04:18 PM) | المشاركات : 14,443 [
+
] | التقييم : 59465 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Crimson | |
رد: بحث|| الجنة وصفها اسمائها من يدخلها [formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: Rgb(0, 0, 0); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(255, 255, 255); border-style: Groove; border-width: 10px; border-color: Rgb(0, 0, 0); width: 91%; background-image: Url(massy/images/backgrounds/56.gif);"]المطلب الثالث: أبواب الجنة
قال تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ [الزمر: 73]، وقال في صفة النار: حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا [الزمر: 71]، بغير واو, فزعمت طائفة أن هذه الواو واو الثمانية دخلت في أبواب الجنة لكونها ثمانية بخلاف أبواب النار فإنها سبعة, وذكره الإمام ناصر السنة ابن الجوزي في (التبصرة) وانتصر له.
... الواو عاطفة على قوله تعالى: جَاؤُوهَا وأن الجواب محذوف.
... (وهو اختيار أبي عبيدة، والمبرد، والزجاج، وغيرهم، قال المبرد: (وحذف الجواب أبلغ عند أهل العلم). قال أبو الفتح ابن جني: (وأصحابنا يدفعون زيادة الواو، ولا يجيزونه، ويرون أن الجواب محذوف للعلم به). فإن قيل: ما السر في حذف الجواب في آية أهل الجنة، وذكره في آية أهل النار؟ فالجواب: إن هذا أبلغ في الموضعين, فإن الملائكة تسوق أهل النار إليها وأبوابها مغلقة, حتى إذا جاءوها فتحت في وجوههم ففجئهم العذاب بغتة, فحين انتهوا إليها فتحت أبوابها بلا مهلة، فإن هذا أن الجزاء المرتب على الشرط أن يكون عقيبه، فإنها دار الإهانة والخزي، فلم يستأذن لهم في دخولها، وأما الجنة فدار كرامته تعالى، ومحل خواصه وأوليائه, فإذا انتهوا إليها صادفوها مغلقة فيرغبون إلى صاحبها ومالكها أن يفتحها لهم، ويستشفعون إليه بأولي العزم من رسله فكلهم يتأخر عن ذلك حتى تقع الدلالة على خاتمهم، وسيدهم، وأفضلهم فيقول: ((أنا لها)) (1) . فيأتي تحت العرش، ويخر ساجداً لربه فيدعه ما شاء أن يدعه, ثم يأذن له في رفع رأسه، وأن يسأل حاجته فيشفع إليه سبحانه في فتح أبوابها فيشفعه، ويفتحها تعظيماً لخطرها, وإظهاراً لمنزلة رسوله وكرامته عليه وإن مثل هذه الدار التي هي دار ملك الملوك إنما يدخل إليها بعد تلك الأهوال العظيمة التي أولها من حين عقل العبد في هذه الدار إلى أن ينتهي إليها وما ركبه من الأطباق طبقاً فوق طبق) (2) .
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ [الانشقاق: 19]: (يعني الشدائد والأهوال والموت، ثم البعث، ثم العرض).
وقال عكرمة (3) : (حالاً بعد حال رضيعاً، ثم فطيماً، ثم غلاماً، ثم شاباً، ثم شيخاً هذا معنى الآية الكريمة).
وقيل غير ذلك من الشدائد، والمصائب شدة بعد أخرى حتى يأذن الله سبحانه لنبيه وخاتم رسله أن يشفع إليه في فتحها لهم, وهذا أبلغ وأعظم في تمام النعمة، وحصول الفرح والسرور لئلا يتوهم الجاهل أنها بمنزلة الخان الذي يدخله من شاء فجنة الله غالية، ومنزلة عالية بين الناس, وبينها من العقاب، والمفاوز، والأخطار ما لا تنال إلا به, فما لمن أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني ولهذه الدار, فليعد عنها إلى ما هو أولى به وقد خلق لها وهي له...
تدبر قوله تعالى: زُمَرًا وتأمل قول خزنة الجنة لأهلها: طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا أي: سلامتكم ودخولها يطيبكم، فإن الله حرمها إلا على الطيبين فيبشرونهم بالسلامة, والطيب, والدخول, والخلود، وأما أهل النار فإنهم لما انتهوا إليها على تلك الحالة من الهم, والغم, والخزي, والحزن فتحت لهم أبوابها, فوقفوا عليها وزيدوا على ما هم عليه من الخزي والنكال توبيخ خزنتها وتبكيتهم بقولهم: أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا فاعترفوا و قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ [الزمر: 71].
وكلمة العذاب قوله تعالى: وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ [السجدة: 13].
وحقت بمعنى وجبت، فيبشرونهم حينئذ بدخولها والخلود فيها, وأنها بئس المأوى لهم، وتأمل قول خزنة الجنة لأهليها: ادخلوها وقول خزنة النار لأهلها: ادخلو أبواب جهنم تجد تحته سراً لطيفاً, ومعنى بديعاً ظريفاً، وهو أنها لما كانت دار العقوبة فأبوابها أفظع كل شيء, وأشده حراً, وأعظمه غماً, يستقبل الداخل في العذاب ما هو أشد منها, ويدنو من الغم والخزي بدخول الأبواب فقيل: ادخلوا أبوابها صغاراً لهم, وإذلالاً وخزياً ثم قيل لهم: لا يقتصر بكم على مجرد ذلك, ولكن وراء ذلك الخلود في النار.
وأما الجنة فهي دار الكرامة, والمنزل الذي أعد الله لأوليائه, فيبشرون من أول وهلة بالدخول إلى المقاعد والمنازل والخلود فيها، وتأمل قوله تعالى: جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ [ص: 50-51] كيف تجد تحته معنى بديعاً، وهو أنهم إذا دخلوا لم تغلق أبوابها عليهم, بل تبقى مفتحة كما هي خلاف النار, فإذا دخلوها أغلقت عليهم، كما قال تعالى: إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ [الهمزة: 8] أي: مطبقة, ومنه سمي الباب وصيداً, وهي مؤصدة في عمد ممدة, قد جعلت العمد ممسكة للأبواب من خلفها كالحجر العظيم الذي يجعل خلف الباب.
قال مقاتل: (يعني أبوابها عليهم مطبقة فلا يفتح لها باب, ولا يخرج منها غم, ولا (يدخل فيها روح) ولا يدخل فيها نسيم آخر الأبد، وأيضاً فإن في فتح الأبواب حيث شاؤوا, ودخول الملائكة عليهم من كل باب في كل وقت, بالتحف والألطاف من ربهم, وأيضاً إشارة إلى أنها دار من لا يحتاج إلى غلق الأبواب كما في الدنيا...
وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((في الجنة ثمانية أبواب: باب منها يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون)) (4)
وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان. فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله يا رسول الله ما على أحد من ضرورة من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله؟ قال: نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم)) (5) قال القرطبي: (قيل الدعاء من جميعها دعاء تنويه وإكرام ثم يدخل من الباب الذي غلب عليه العمل) (6) .
وأخرج مسلم عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ – أو فيسبغ – الوضوء ثم يقول: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, اللهم اجعلني من التوابين. إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)) (7) . زاد الترمذي: ((واجعلني من المتطهرين)) (8) . زاد الإمام أحمد وأبو داود: ((ثم رفع نظره إلى السماء فقال: اللهم اجعلني...)) (9) الحديث.
وعند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه يرفعه: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال ثلاث مرات: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. إلا فتح له ثمانية أبواب الجنة من أيها شاء دخل)) (10) .
وأخرج عبد الله بن الإمام أحمد، وابن ماجه عن عتبة بن عبد الله السلمي مرفوعاً: ((ما من مسلم يتوفى له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل)) (11) . (12) [/formatting]
|