04-23-2016
|
#21 |
معلمة في الغرف شمعة حق لا تنطفئ بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 1205 | تاريخ التسجيل : Feb 2016 | أخر زيارة : 01-30-2017 (08:57 AM) | المشاركات : 57 [
+
] | التقييم : 10 | | لوني المفضل : Cadetblue | |
رد: يوم في بيت الرسول صلى الله عليه وسلم - الأقارب الأقـــــارب : لنبي الأمة صلى الله عليه وسلم من الوفاء في صلة الرحم ما لا يفي عنه الحديث ، فهو أكمل البشر وأتمهم في ذلك .. حتى مدحه كفار قريش وأثنوا عليه ، ووصفوه بالصادق الأمين قبل بعثته عليه الصلاة والسلام ، ووصفته خديجة رضي الله عنها بقولها : إنك لتصل الرحم ؛ وتـَصدقُ الحديث .
وها هو عليه الصلاة والسلام يقوم بحق من أعظم الحقوق ، وبواجب من أعلى الواجبات ، إنه يزور أمه التي ماتت عنه وهو ابن سبع سنين ، قال أبو هريرة رضي الله عنه : زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى ؛ وأبكى من حوله فقال : "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور ، فإنها تذكر الموت" رواه مسلم .
وتأمل محبته عليه الصلاة والسلام لقرابته وحرصه ، على دعوتهم وهدايتهم وإنقاذهم من النار ، وتحمل المشاق والمصاعب في سبيل ذلك ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "يا بني عبد شمس ، يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني مره بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار ، يا فاطمة أنقذي نفسك من النار ، فإني لا أملك لكم من الله شيئًا ، غير أن لكم رحمًا سأُبلها ببلالها" رواه مسلم . سأُبلها : أي أصلكم .
وها هو الحبيب صلى الله عليه وسلم لم يمل ولم يكل من دعوة عمه أبي طالب ؛ فعاود دعوته المرة بعد الأخرى ؛ حتى إنه أتى إليه وهو في سياق الموت : "لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أميه ؛ فقال : "أي عم ! قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله عز وجل " ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أميه : يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ قال : فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به ، على ملة عبد المطلب" . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لأستغفرن لك ما لم أنه عنك" ، فنزلت : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } التوبة : 113 ، قال : ونزلت : {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } القصص : 56 . لقد دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته مرات ومرات ، وفي اللحظات الأخيرة عند موته ، ثم أتبعه الاستغفار له برًا به ورحمة ، حتى نزلت الآية ، فسمع وأطاع عليه الصلاة والسلام وتوقف عن الدعاء للمشركين من قرابته .
وهذه صور عظيمة من صور الرحمة للأمة ، ثم هي في النهاية صورة من صور الولاء لهذا الدين ، والبراء من الكفار والمشركين حتى وإن كانوا قرابة وذو رحم :
نـَـبـيٌ أتــانـا بـعـد يـــــــأس وفــتــــــــــــرةٍ ........
........ مِـن الـرُسـل ، والأوثـان فـي الأرض تـُعـبـدُ
فـأمـســــى سِــــراجــًا مُـسـتـنـيـرًا وهـاديــًا ........
........ يَـلـُوح كَـمَـا لاح الـصـقـيــــل الـمــهـــنــــــدُ
وأنـــذرنا نـَــــارًا ، ويُـبــشــــــــر جـنـــــــةً ........
........ وعَـلـَمَـنــــا الإســـــــــلام فـَلله نـحـــــــمـــدُ |
|
اللهم إشرح لي صدري لكل ما تحبه وترضاه |