05-02-2016
|
#25 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 7 ساعات (06:59 PM) | المشاركات : 16,403 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه و سلم في بيان أصول هذه الأخلاق و تحقق وصف النبي بها أما أصل فروعها ، و عنصر ينابيعها ، و نقطة دائرتها فالعقل الذي منه ينبعث العلم و المعرفة ، و يتفرع عن هذا ثقوب الرأي ، و جودة الفطنة ، و الإصابة ، و صدق الظن ، و النظر للعواقب و مصالح النفس ، و مجاهدة الشهوة ، و حسن السياسة و التدبير ، و اقتناء الفضائل ، و تجنب الرذائل .
و قد أشرنا إلى مكانه عليه السلام ، و بلوغه منه و من العلم الغاية التي لم يبلغها بشر سواه ، و إذ جلالة من ذلك ، و مما تفرع منه متحقق عند من تتبع مجاري أحواله ، و اطراد سيره ، و طالع جوامع كلامه . و حسن شمائله ، و بدائع سيره ، و حكم حديثه ، و علمه بما في التوراة و الإنجيل و الكتب المنزلة ، و حكم الحكماء ، و سير الأمم الخالية ، و إياها و ضرب الأمثال ، و سياسات الأنام ، و تقرير الشرائع ، و تأصيل الأداب النفسية ، و الشيم الحميدة إلى فنون العلوم التي اتخذ أهلها كلامه عليه السلام فيها قدره ، و إشاراته حجة ، كالعبارة ، و الطب ، و الحساب ، و الفرائض ، و النسب ، و غير ذلك مما سنبينه في معجزاته إن شاء الله ، دون تعليم و لا مدارس ، و لا مطالعة كتب من تقدم ، و لا الجلوس إلى علم ائهم ، بل بني أمي لم يعرف بشيء [ 23 ] من ذلك ، حتى شرح الله صدره ، و أبان أمره ، و علمه ، و أقرأه ، يعلم ذلك بالمطالعة و البحث عن حاله ضرورة ، و بالبرهان القاطع على نبوته نظراً ، فلا نطول بسرد الأقاصيص ، و آحاد القضايا ، إذ مجموعها مالاً يأخذه حصر ، ولا يحيط به حفظ جمع ، و بحسب عقله كانت معارفه صلى الله عليه و سلم إلى سائر ماعلمه الله تعالى ، و أطلعه عليه من علم ما يكون و ما كان ، و عجائب قدره ، وعظيم ملكوته ، قال تعالى وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما [ سورة النساء / 4 ، الآية : 113 ]
حارث العقول في تقدير فضله عليه ، و خرست الألسن دون و صف يحيط بذلك أو ينهى إليه . |
| |