05-03-2016
|
#32 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 21 دقيقة (06:59 PM) | المشاركات : 16,403 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه و سلم في تواضعه صلى الله عليه و سلم و أما تواضعه صلى الله عليه و سلم ، على علو منصبه و رفعة رتبه ـ فكان أشد الناس تواضعاً ، و أقلهم كبرا .
و حسبك أنه خير بين أن كان نبياً ملكاً أو نبياً عبداً ، فاختيار أن يكون نبياً عبداً ، فقال له إسرافيل عند ذلك : فإن الله قد أعطاك بما تواضعت له أنك سيد و لد آدم يوم القيامة ، و أول من تنشق الأرض عنه ، و أول شافع .
حدثنا أبو الوليد بن العواد الفقيه ـ رحمه الله ـ بقراءي عليه في منزله بقرطبة سنة سبع و خمسمائة ، حدثنا أبو علي الحافظ ، حدثنا أبو عمر ، حدثنا ابن عبد المؤمن ، حدثنا ابن داسه ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الله بن نمير ، عن مسعد ، أبي العنبس ، عن أبي العدبس ، عن أبي مرزوق ، عن أبي غالب ، عن أبي أمامة ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم متكئاً على عصا ، فقمنا له . قال لا تقومو ا كما تقوم الأعاجم ، يعظم بعضهم بعضاً .
و قال إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد ، و أجلس كما يجلس العبد .
و كان يركب الحمار ، و يردف خلفه ، و يعود المساكين ، و يجالس الفقراء ، و يجيب دعوة العبد ، و يجلس بين أصحابه مختلطا ً بهم حيثما انتهى به المجلس جلس .
و في حديث عمر عنه : لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله و رسوله .
و عن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء جائته ، فقال : إن لي إليك حاجة قال : اجلسي يا أم فلان في أي طرق المدينة شئت أجلس إليك حتى أقضي حاجتك .
قال : فجلست ، فجلس النبي صلى الله عليه و سلم إليها حتى فرغت من حاجتها .
قال أنس : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يركب الحمار ، و يجيب دعوة العبد ، و كان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف عليه إكاف . قال : و كان يدعى إلى خبز الشعير و الإهالة السنخة فيجيب .
قال : و حج صلى الله عليه و سلم على رحل رث ، و عليه قطيفة ماتساو ي أربعة دراهم ، فقال : اللهم اجعله حجاً لا رياء فيه و لا سمعة .
هذا ، و قد فتحت عليه الأرض ، و أهدى في حجه ذلك ما أتى بدنة و لما فتحت عليه مكة و دخلها بجيوش المسلمين طأطأ على رحله رأسه حتى كاد يمس قادمته تواضعاً الله تعالى .
ومن تواضعه صلى الله عليه و سلم قوله : لا تفضلوني على يونس بن متى ، و لا تفضلوا بين الأنبياء ، و لا تخيروني على موسى ، و نحن أحق بالشك من إبراهيم و لو لبس ما لبس يوسف [ 42 ] في السجن لأجبت الداعي . و قال للذي قال له : يا خير البرية : ذاك إبراهيم .
و سيأتي الكلام على هذه الأحاديث بعد هذا إن شاء الله .
و عن عائشة ، و الحسن ، و أبي سعيد و غيرهم في صفته ، و بعضهم يزيد على بعض : و كان في بيته في مهنة أهله يفلي ثوبه ، و يحلب شاته و يرقع ثوبه ، و يخصف نعله ، و يخدم نفسه ، و يقم البيت ، و يعقل البعير ، و يعلف ناضحه ، و يأكل مع الخادم ، و يعجن معها ، و يحمل بضاعته من السوق .
و عن أنس : إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه و سلم فتنطلق به حيث شاءت حتى تقضي حاجتها .
و دخل عليه رجل فأصابته من هيبته رعدة فقال له : هون عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد .
و عن أبي هريرة : دخلت السوق مع النبي صلى الله عليه و سلم ، فاشترى سراويل و قال للوزان : زن و أرجح ـ و ذكر القصة قال : فوثب إلى يد النبي صلى الله عليه و سلم يقبلها ، فجذب يده ، و قال : هذا تفعله الأعاجم بملوكها ، و لست بملك ، إنما أنا رجل منكم . ثم أخذ السراويل ، فذهبت لأحمله ، فقال : صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله . |
| |