الموضوع
:
( أطفال صنعوا أمجاداً ) للشيخ : ( عمر بن عبد الله بن محمد المقبل )
عرض مشاركة واحدة
#
1
05-17-2016
SMS ~
[
+
]
اللهم اغفر لنا خطايانا و اجعلنا من التوابين
نجمة
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Blueviolet
رقم العضوية :
374
تاريخ التسجيل :
Jan 2014
فترة الأقامة :
3777 يوم
أخر زيارة :
03-12-2023 (01:47 AM)
المشاركات :
5,201 [
+
]
التقييم :
4814
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
( أطفال صنعوا أمجاداً ) للشيخ : ( عمر بن عبد الله بن محمد المقبل )
( أطفال صنعوا أمجاداً ) للشيخ : ( عمر بن عبد الله بن محمد المقبل )
إن من أهم أسباب الهزيمة النفسية ومن أهم العوائق التي تعيق عن تربية الأبناء: اليأس الذي يؤدي إلى ترك الحبل للأبناء على الغارب. فتجد البعض يقول: نحن في زمن الفضائيات والدشوش، والآخر يقول: نحن في عصر الإنترنت .. إلخ، والحقيقة أن المربي قادر بعون
الله
على تربية الأولاد وذلك بأمور، منها: تنمية قدراتهم العقلية .. إعطاؤهم القدوة الصالحة الحسنة ليقتدوا بها .. وغيرها. ثم تعليمهم كيفية صنع القرار وتصحيح الأخطاء ومنح الثقة لهم. وبالتالي سنجد نماذج فذة يسطرها التاريخ كما سطر نماذج الأفذاذ من قبل.
اليأس وخطره على تربية الأبناء
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على معلم الناس الخير، ومخرجهم
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ
[إبراهيم:1]، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فيا أيها الأحبة الكرام: سلام
الله
عليكم ورحمته وبركاته.
وأسأل
الله
سبحانه وتعالى أن يجعل هذا المجلس المبارك مجلس خير وبركة.
أيها الإخوة الكرام: لا يكاد يخلو مجلس من مجالس الآباء -الذين يأكل الهم قلوبهم على مستقبل أولادهم- من الحديث عن هم تربيتهم، وما السبل إلى هدايتهم؟ وما الطرق التي يتعامل بها الأب مع أولاده؟ خاصة في ظل الظروف الحالية العالمية التي ألقت بظلها على المجتمعات في أمور كثيرة منها هذا الموضوع، ألا وهو: موضوع تربية الأولاد.
وهذا والله جميل، ويسر النفس، ويبهج القلب؛ ولكن من اللافت للنظر أن كثيراً من الآباء بل أكثرهم يتحدث بنبرة اليأس، ودعني أيها الأخ المبارك أنقل لك صورة من هذه المجالس التي قُدِّر لي حضورُها.
ففي ليلة من الليالي جمعني مجلس حوى لفيفاً من الآباء من مختلف الأعمار، فمنهم من هو في طبقة الأجداد، ومنهم من لم يزل بعدُ أباً لطفل أو طفلين، ومنهم من هو بين ذلك، ولقد كان هم تربية الأولاد عموماً والأطفال خصوصاً الموضوع الذي استغرق أكثر وقت المجلس، والعجيب أن حاضري ذلك المجلس يكادون يجمعون على الحديث بنبرة اليأس من الصلاح أو الإصلاح؛ إلا أن تأتي هبة ربانية من السماء تأذن بهداية من لم يهتد منهم! أما أن تجدي فيهم أساليب التربية النافعة فهذا عند كثير من حاضري ذلك المجلس بعيد، وما السبب يا ترى؟
إنه -في نظرهم- بسبب وجود هذا الزخم الكبير من الصوارف والملهيات.
فقلت في نفسي: سبحان الله! إن الأب الذي يعيش بهذه النفسية، وذلك الشعور يحتاج هو أولاً إلى إصلاح نظرته إلى موضوع خطير كهذا؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وكان يدور في خلدي أثناء ذلك الحديث نماذج عظيمة سطرها التاريخ لأطفال
صنعوا
أمجاداً.
نعم
صنعوا
أمجاداً
لأمتهم مع صغر سنهم، وتذكرت بعض ما مر بي في سير بعض الأعلام من أئمتنا رحمة
الله
عليهم جميعاً، وأن بعضهم حفظ القرآن قبل البلوغ، وبعضهم قبل العاشرة، وبعضهم كان يستميت في الدخول في المعارك وهو قريب من الاحتلام أو لَمَّا يناهزه بعد، فكنت أتساءل: هل ستخرج الأرحام من أمثالهم، أو أنهم تاريخ قرئ ولن يرى بعد ذلك؟
فجاء الجواب رأي العين، فشاهدت -كغيري- نماذج لأطفال تقر بهم العين، وتسر بهم النفس، كما سأذكر أخبار بعضهم بعد قليل إن شاء
الله
تعالى.
ولكن كيف نساهم -أيها الإخوة، وهذا هو السؤال المهم- في إخراج جيل من هؤلاء الأطفال الذين
صنعوا
أمجاداً
وهم صغار؟!
هذا ما سأحاول أن أجيب عنه من خلال الكلمات الآتية، مع اعترافي بالعجز عن الإحاطة بموضوع كهذا؛ لكنها مفاتيح، والله الموفق والهادي إلى كل خير.
واسمحوا لي -أيها الإخوة- قبل ذلك أن أقول: إن نبرة اليأس عند المربي يجب أن تختفي من لسانه ومن قلبه أيضاً، نعم! ويحق لكل ولي أمر أن ينتابه شعور بالخوف على أولاده في هذا الزمان؛ ولكن لا يصح أبداً أن يكون هذا الشعور سبباً في اليأس، ومن ثم التقاعس عن تربيتهم، أو التقصير في رعايتهم، وعليه أن يعمل ثم يرجو، صحيحٌ أن الهداية بيد الله؛ ولكن مع إيماننا بهذا فإننا أيضاً مأمورون بفعل الأسباب، يقول
الله
عز وجل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
[التحريم:6].
والواقع والتاريخ كلاهما يشهد أنه قلَّ ما اجتهد إنسان فلم يجد ثمرة اجتهاده.
لماذا معاشر الأحبة لا نئوب إلى الفأل الذي كان خير الخلق صلى
الله
عليه وسلم يحبه؟!
ولماذا لا ننظر بمنظار الأمل المشرق لأبنائنا؟!
ولماذا لا نفترض -بفضل
الله
تعالى، ثم مع فعل الأسباب- أن يكون ابني وابنك ممن يكتب
الله
تعالى على أيديهم نصراً وعزاً للإسلام وأهله؟!
إن الكأس الذي ملئ نصفه بالماء يمكن أن نقول عنه: إن نصفه فارغ، وإذا أردنا أن ننظر إليه نظرة أكثر تفاؤلاً قلنا: إن نصف الكأس مملوء.
إن شحذ الهمم، وإزالة مرض اليأس الذي خيَّم على قلوب كثير من أولياء أمور الأطفال بشأن القلق عليهم في هذا الزمن المليء بالفتن أمر مهم جداً، بل هو ضروري ليُقْلَب هذا اليأس إلى أمل مشرق يتبعه عمل، وصناعة جادة لهذه الفئة المهمة.
أيها المربي الفاضل: إن نظرة الفأل في عملية التربية مع بذل الأسباب كفيلة بإذن
الله
تعالى بأن تجعل من تربيتك لأولادك متعة ولذة، وسترى بحول
الله
تعالى من هذه الفئة -أعني فئة الأطفال- ما يسرك.
فهذه الفئة تملك إمكانات عجيبة، ولدى الكثير منها إدراك وذكاء لا يخطر على بال بعض المربين، بل على بال كثير منهم، والأمثلة على هذا كثيرة في الماضي والحاضر كما سيأتي.
يقول الشيخ محمد الخضر حسين رحمه
الله
تعالى: لا يدري كثير من الناس أن الطفل واحد من رجال الأمة -وتأمَّل هذه الكلمة!- إلا أنه مستتر بثياب الصبا، فلو كُشِف لنا عنه وهو كامن تحتها لرأيناه واقفاً في مصاف الرجال القوَّامين؛ لكن جرت سنة
الله
ألا يتفق زوال تلك الأستار إلا بالتربية شيئاً فشيئاً، ولا تؤخذ إلا بالسياسات الجيدة على وجه من التدرج. انتهى كلامه رحمه الله.
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
زيارات الملف الشخصي :
230
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 1.38 يوميا
MMS ~
حمامة الاسلام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى حمامة الاسلام
البحث عن كل مشاركات حمامة الاسلام