الموضوع
:
( أطفال صنعوا أمجاداً ) للشيخ : ( عمر بن عبد الله بن محمد المقبل )
عرض مشاركة واحدة
05-17-2016
#
4
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
374
تاريخ التسجيل :
Jan 2014
أخر زيارة :
03-12-2023 (01:47 AM)
المشاركات :
5,201 [
+
]
التقييم :
4814
MMS ~
SMS ~
اللهم اغفر لنا خطايانا و اجعلنا من التوابين
نجمة
لوني المفضل :
Blueviolet
رد: ( أطفال صنعوا أمجاداً ) للشيخ : ( عمر بن عبد الله بن محمد المقبل )
كيفية تربية الأبناء على صناعة القرار
وألخص هاهنا تجربة بعض علماء التربية في كيفية تربية الأطفال على صناعة القرار، وهي في الحقيقة تصلح أيضاً حتى للكبار، وقد لخصتها في عشر نقاط:
لأولى: القدوة في صناعة القرار :-
تحدث أيها الأب الفاضل عن القرارات التي واجهتك في هذه الحياة سواء في وظيفتك، أو في دراستك، أو في غير ذلك من القرارات، واشرح لهم بأسلوب مبسَّط تلك الخطوات التي اتبعتَها في صناعة ذلك القرار، ولا مانع من أن تعرض عليهم موضوعاً تدعوهم فيه إلى مشاركتك في صناعة القرار فيه.
فمثلاً شاورهم في وجهة السفر التي تريدونها، وفي المكان الذي يحبون أن يتنزهوا فيه.
النقطة الثانية: كُنْ -أيها المربي- مصدراً ومرجعاً لصناعة القرار :-
أنت -أيها الأخ الفاضل- تعرفُ -بحكم الخبرة والتجربة- ما هو الأفضل، فبدلاً من إعطاء الأطفال الحلول والتوجيهات مباشرة، وعلى طَبَق من ذهب قُمْ أنت بدور المستشار لمساعدتهم في معرفة نتيجة التأثيرات للشيء الذي سيختارونه، ومعرفة كيفية تقويم هذه النتائج، أو بمعنىً آخر: كيف يعرفون سلبياتها وإيجابياتها، وتعويدهم أيضاً على الصبر، وتعليمهم كيفية كسب هذه المهارات؛ لأنه ليس من السهل أن يهضم الطفل عملية اتخاذ القرار على هذه الأسس.
دع أسلوب المحاضرة وكن مستمعاً
توضِّح هذه النقطةَ الثانية النقطةُُ الثالثة وهي: لا تُحاضِر :-
نعم، لا تُحاضِر، بل كن مستمعاً؛ لأن القاعدة في عمليات صنع القرار عند أطفالنا هي أن نكون مصادر ومراجع للتوجيه؛ لأن الأطفال يتعلمون بالعمل.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أهمية غرس روح الحوار الهادئ مع الطفل، فإنه ينمِّي مداركه، ويزيد من قدراته على الكشف عن حقائق الأمور.
ومع الأيام يستطيع الطفل أن يعبر عن حقوقه، وأن يتعود السؤال عن الأشياء التي يجهلها، وبالتالي ينطلق عقله ويتوقد ذكاؤه، فإذا حضر مجالس الكبار عرف كيف يحاورهم، وكيف يستفيد من علمهم.
وأما ما يمارسه بعض الآباء من أسلوب الكبت، أو ما يُعَبَّر عنه باللهجة الدارجة: (التسكيت)، فهذا مسلك سهل جداً؛ لكنه في الحقيقة مسلك العاجزين، وعاقبته وخيمة؛ لأن الطفل حينما يكبر سيواجه في حياته مواقف تتطلب منه أن يتحدث بلغة معينة، وبأسلوب خاص، فإذا لم يتربَّ على ذلك فسيواجه عنتاً كان في غنىً عنه، وكان يمكن استدراكه لو أن أباه رباه على مثل ذلك.
ولعل من مظاهر ذلك ما يمارسه بعض المدرسين مع طلابهم، أو بعض الموظفين مع من يعملون تحت رئاستهم.
والحقيقة أن هذا أسلوب فرعوني، كما قال الله سبحانه وتعالى عن فرعون:
مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ
[غافر:29].
وأما الطريقة المحمدية فهي:
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
[آل عمران:159]، والمشاورة -بلا شك- هي نوع من الحوار وطلب إبداء الرأي.
النقطة الرابعة مما يعين على تربية الأطفال على صناعة القرار: تجنب صناعة القرار :-
وأعني بذلك: ترك اتخاذ القرار في أمور يفترض أن الذي يتولى اتخاذها الأطفالُ أنفسُهم.
فمثلاً: نوعية الأكل الذي يريدون أكله، أو الملابس التي يلبسونها، وإن كنت ترى أن تلك القطعة أنسب لهم، فدعه يختار ما يناسبه ويلائمه، لماذا؟
لأن هدف الأبوين هو: تربية الأطفال على مواجهة الحياة بحقائقها.
لذلك لا بد لنا من إشراكهم في ظروف تؤهلهم لتعلم مهارات الحياة، والتي سوف تساعدهم على التعامل بإذن الله تعالى تعاملاً فعالاً مع جميع ظروف الحياة التي سيواجهونها، مع عدم إغفال دور الوالدين في التوجيه والإرشاد والتنبيه على ما ينفع وما يضر.
خامساً: ماذا سيحدث لو فعلتُ كذا؟! :-
هذا السؤال هو أحد أساليب تربية الأطفال على صنع القرار، وذلك بأن يعوَّدَ الطفلُ على سؤال نفسه:
ماذا سيحدث لو أنني قلتُ كذا وكذا؟!
وأي شيء سيكون لو فعلتُ كذا وكذا؟!
وهذا ما يعبر عنه بعضُهم بتعلم قانون الاحتمالات.
سادساً: أعط طفلك فرصة للخطأ :-
فأنا وأنت وكل البشر من صفتنا الخطأ، فما بالك بطفل صغير؟! إن الوقوع في الخطأ من أسباب النجاح كما هو معلوم.
وتأمل -أيها الأخ المبارك- هذا المثل النبوي التربوي في هذه النقطة: وذلك حينما صحح النبي صلى الله عليه وسلم خطأ
الحسن بن علي رضي الله عنهما حين امتدت يده إلى تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (كَخْ كَخْ! ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟) والحديث في الصحيحين .
فتأمل في هذا التوجيه النبوي، كيف جمع له عليه الصلاة والسلام بين التأديب اللطيف مع بيان الحُكْم، مع أنه طفل صغير لم يبلغ السابعة أو الثامنة بعد، وفي هذا فائدة عظيمة وهي: أن يعلَّم الطفل سبب منعه من ذلك الشيء، لتبقى هذه العلة معه لا ينساها، فمتى وُجِدَت هذه العلة امتنع من ذلك الفعل.
سابعاً: فعِّل دور طفلك في مجتمعات الأطفال :-
أيها المربي: هذه المجتمعات تساهم أحياناً -بدور نفسي- في دفع الطفل لزرع الثقة في نفسه، وتعويده على اتخاذ القرار، مثل ما سبق في تجربة الأخ الذي أعد مسابقة بين الأطفال في الخطابة.
ومن الأمثلة البسيطة التي توضح هذه النقطة: أنك لو حاولتَ أن تعوِّد طفلك الصغير على السباحة ربما ستحتاج إلى وقت طويل لتعلمه على هذه الرياضة الطيبة؛ ولكن ضعه في مجتمع من الأطفال الذين سبقوه في معرفة هذه الهواية، أو في هذه الرياضة، فتأمَّل ولاحظ كيف سيكون حماسه شديداً من أجل أن يثبت أنه طفل قادر على أن يمارس هذه الرياضة بشكل صحيح وسليم.
ثامناً: ابحث -أيها المربي- عن الفرص :-
وذلك بأن تعوِّد أطفالك على مناقشة بعض الأمور التي يفعلها بعض الناس، وذلك من خلال عرضها عليهم، أو حتى تلك المواقف التي شاهدوها هم بأنفسهم، أو عرضوها عليك، اسألهم عن رأيهم في ذلك الرأي أو في ذلك العمل أو في تلك القضية.
فمثلاً: كثير من الأطفال يخرج مع والده عند قضاء حوائجه الشخصية من السوق، وسيرى الوالد أو المربي في طريقه مواقف كثيرة يمكنه أن يستغلها في جوانب تربوية منها ما نتحدث عنه، وذلك بتعويد ابنه على إبداء رأيه في ذلك الموضوع، ومن الأمثلة التي ربما لا تنقطع عنها العين: ظاهرة الكتابة على الجدران، يمكن أن تكون فرصة للمربي ليعرف ما لدى الطفل من رأي فيها، وبالتالي تسديده إن أخطأ، أو تأييده وشكره إن أصاب، وقل مثل ذلك في التشبه بالكفار، في الألبسة، والقصات التي يراها الطفل من أقرانه، أو مِمَّن هم أكبر منه، أو غير ذلك من المظاهر.
تاسعاً: التشجيع :-
وهذا من أهم ما ينبغي أن يعتني به المربي، مع التأكيد على عدم الإفراط في هذا، سواء كان بالتشجيع الحسي أو المعنوي، فالكلمة الطيبة لها أثرها في نفوس الكبار فضلاً عن الصغار، والهدايا، والمكافآت كذلك؛ لأن الطفل أحياناً يبدأ بحماس، ثم لا يلبث هذا الحماس أن يفتر بسبب قلة التشجيع.
لماذا -يا معاشر الإخوة، ويا معاشر الآباء والأمهات- لا نساهم في رفع معنويات أطفالنا بكلمات التشجيع المعتدلة؟!
وما الذي يضرك -أيها الأب ويا أيتها الأم- أن يسمع طفلكما كلمة ثناء، وعبارة تشجيع، وأسلوب مدح يرفع من معنوياته على عمل قام به.
تأمل في هذا الموقف من أمير المؤمنين
عمر رضي الله عنه، الذي كان مربياً من الطراز الأول، تأمل في موقفه مع ابنه عبد الله ، لَمَّا حدث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث النخلة وهو في الصحيحين ، فقال عليه الصلاة والسلام: (إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وهي مثل المسلم، حدثوني ما هي؟ قال ابن عمر : فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت؛ لأني كنت أحدث القوم سناً، فقالوا: يا رسول الله! أخبرنا بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة، قال عبد الله : فحدثتُ أبي بما وقع في نفسي، فقال له أبوه عمر رضي الله عنه -انظر إلى التشجيع!-: لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا). وفي رواية ابن حبان أنه قال: (أحب إلي من حمر النعم) تأمل! ظَفَر ابنه بالجواب على سؤال طرحه النبي صلى الله عليه وسلم يعادل عنده الدنيا وما فيها، فيا له من تشجيع! ويا له من مسلك تربوي نافع مفيد!
أيها الأخ المبارك: النقطة العاشرة في تربية الأطفال على صناعة القرار هي: مساعدتهم في أعمالهم الخاصة :-
وهي النقطة الأخيرة.
إن العمل جنباً إلى جنب مع الأطفال لا شك أن فيه عناء ويحتاج إلى صبر، خاصة في المراحل الأولى، أو التجارب الأولية لهم، وتأكد بإذن الله أن العاقبة حميدة.
فمثلاً: أنت تريد أن تغرس في نفس ابنك الاعتماد على نفسه في ترتيب أموره الخاصة، فينبغي هنا أن تجعل منطلقك: تعويده على ترتيب حاجاته الخاصة، وإن كانت في نظرك بسيطة.
فترة الأقامة :
3777 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
230
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.38 يوميا
حمامة الاسلام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى حمامة الاسلام
البحث عن كل مشاركات حمامة الاسلام