الموضوع
:
( أطفال صنعوا أمجاداً ) للشيخ : ( عمر بن عبد الله بن محمد المقبل )
عرض مشاركة واحدة
05-17-2016
#
5
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
374
تاريخ التسجيل :
Jan 2014
أخر زيارة :
03-12-2023 (01:47 AM)
المشاركات :
5,201 [
+
]
التقييم :
4814
MMS ~
SMS ~
اللهم اغفر لنا خطايانا و اجعلنا من التوابين
نجمة
لوني المفضل :
Blueviolet
رد: ( أطفال صنعوا أمجاداً ) للشيخ : ( عمر بن عبد الله بن محمد المقبل )
أساليب تربية الأبناء على صناعة القرار .. حقيقتها وكيفية التطبيق
قد يقول بعض الإخوة الفضلاء الكرام: لقد بالغتَ -هداك الله- في هذا الموضوع كثيراً! ومَن يقدر على هذه النقاط؟! وهل كانت تربية السلف لأبنائهم قائمة على هذه الخطوات التي ذكرتَ؟!
فأقول جواباً على مثل هذا:
أولاً: لو تأمل الأخ الفاضل في الكتاب والسنة، وفي السنة على وجه الخصوص لَوَجَدَ أصول هذه النقاط :-
ففي القرآن: يكفيك -أيها الأخ المبارك- أن تتأمل في قصة إسماعيل مع أبيه الخليل عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام؛ لترى فيها التربية على تعويد المشاركة في اتخاذ القرار، وفي أي شيء، إنها المشاركة في قرار ذبح ابنه وإزهاق نفسه، لقد كان من هدف الخليل عليه الصلاة السلام وهو يعرض هذا الأمر على ابنه أن يأخذ ابنه الأمرَ طاعة وإسلاماً، لا قهراً واضطراراً؛ لينال هو الآخر أجر الطاعة، ويتذوَّق حلاوة التسليم التي ذاقها أبوه من قبل، وأن ينال الخير الذي هو خير من الحياة وأبقى، فماذا كان من الابن؟
إنه يتلقى الأمر لا في طاعة واستسلام فحسب، كلا؛ ولكنه يتلقاه في رضاً ويقين، وتأمل قوله:
يَا أَبَتِ
[الصافات:102]، فشبح الذبح لا يزعجه، ولا يفزعه، ولا يفقده رشده، بل لا يفقده أدبه ومودَّته،
يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
[الصافات:102]، فهو يحس بما يحس به قلب أبيه.
ثم انظر إلى أدبه مع الله، ومعرفة حدود قدرته، وطاقته في الاحتمال، والاستعانة بربه سبحانه وتعالى على ضعفه، ونسبة الفضل إليه في إعانته على التضحية، ومساعدته على الطاعة بقوله:
سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ
[الصافات:102]، فهو لَمْ يأخذ هذا الأمر بُطُولَةً، ولَمْ يأخذه شجاعةً، ولَمْ يأخذه اندفاعاً إلى الخطر دون مبالاة.
أما السنة: ففيها أمثلة:
منها: ما سبق في قصة الحسن الآنفة.
ومنها: ما ثبت في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنهما، (أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتِي بشراب فشرب منه، وعن يمينه غلام، وعن يساره أشياخ، فقال عليه الصلاة والسلام للغلام: أتأذن لي أن أعطي هؤلاء؟ فقال الغلام: لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحداً، قال: فتلَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده).
فتأمل -يا رعاك الله-! هذا رسول الله عليه الصلاة والسلام، أفضل المربين، وخير الخلق عليه الصلاة والسلام يعطي الطفل حقه في اتخاذ القرار في أمر أعطاه إياه شرع الله عز وجل
ثانياً: من تأمل في سيرة السلف، وخاصة النابغين والعظماء فإنه سيجد أمثلة متفرقة لما تقدم :
ثم يقال: إن أساليب التربية وطرق الوصول إلى بناء الشخصية المسلمة الجادة قد تختلف من زمان إلى آخر، وإن كانت تتفق في تحقيق أصل كبير، ومقصود عظيم من التربية، ألا وهو: تنشئة الفرد الصالح في المجتمع.
ثالثاً: جواباً عن استكثار مثل هذه الطرق يقال للمربي: اتقِ الله ما استطعتَ، وافعل ما تقدر عليه من ذلك:
وهي بطبيعة الحال ليست مُلْزِمة، وقد يرى البعض أن غيرها خيراً منها، أو يُزاد عليها، أو يُحذف منها.
والمهم -أيها الإخوة- أن نسعى ونجتهد في بناء أطفالنا، وتهيئتهم لأدوارهم في هذه الحياة.
وختاماً أيها الأحبة الكرام: تقدَّم في بعض النماذج السابقة الإشارة إلى بعض الأفكار والأساليب التي يمكن أن يُخُدَم بها الإسلام بواسطة هؤلاء الأطفال.
وما ذكرتُه إنما هو نماذج، والحاجة قائمة إلى تفعيل دور هذه الفئة العزيزة على نفوسنا؛ لنجعلهم منذ صغرهم أدوات بناء في حاضر الأمة ومستقبلها، هذه الأمة التي تحتاج وخاصة في هذا الوقت بالذات إلى كل فرد من أفرادها مهما صغُر سنه أو كبر، فالأعداء يكيدون لها من كل جانب، والغزو الفكري زاد وعَظُم خطرُه في هذا الوقت.
ومن هنا فإنني أدعو الإخوة الكرام إلى التفكير والعمل لخدمة الدين، كلٌّ بحسب طاقته.
فترة الأقامة :
3777 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
230
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
1.38 يوميا
حمامة الاسلام
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى حمامة الاسلام
البحث عن كل مشاركات حمامة الاسلام