05-24-2016
|
#4 |
إدارة قناة اليوتوب بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 426 | تاريخ التسجيل : Mar 2014 | أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (06:12 PM) | المشاركات : 16,179 [
+
] | التقييم : 9330 | MMS ~ | | لوني المفضل : Darkturquoise | |
رد: "حكم إحتفال القرقيعان في الإسلام " | | | | "مشابهة الكفار" وأما عن مشابهة الكفار , فقد جاء النهي عن مشابهتهم كما لا يخفى عند أهل الفطر والقلوب السليمة , قال عليه الصلاة والسلام : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) ،
فهذا يقتضي تحريم التشبه . فقد نهينا عن التشبه بهم ، وأمرنا بمخالفتهم ، وعدم موافقتهم . قال شيخ الإسلام : " العيد : اسم جنس يدخل فيه كل يوم أو مكان لهم فيه اجتماع ، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة ، فليس النهي عن خصوص أعيادهم ، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام ، وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك " فبين رحمه الله أن كل اجتماع عام يحدثه الناس ويعتادونه في زمان معين أو مكان معين أو هما معاً ، فإنه عيد ، كما أن كل أثر من الآثار القديمة أو الجديدة يحييه الناس ويرتادونه ، فإنه يكون عيداً لهم . " إذا تقرر هذا الأصل في مشابهتهم فنقول : موافقتهم في أعيادهم لا تجوز من طريقين : الطريق الأول : أن هذا موافقة لأهل الكتاب فيما ليس في ديننا ، ولا عادة سلفنا ، فيكون فيه مفسدة موافقتهم ، وفي تركه مصلحة مخالفتهم ، حتى لو كان موافقتهم في ذلك أمراً اتفاقياً ليس مأخوذاً عنهم ؛ لكان المشروع لنا مخالفتهم . وأما الطريق الثاني : الخاص في نفس أعياد الكفار . فالكتاب والسنة والإجماع . أما الكتاب قوله تعالى { وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ }الفرقان ٧٢
قال مجاهد وغيره : " هو أعياد المشركين " . وأما أعياد المشركين فجمعت الشبهة والشهوة وهي باطل إذ لا منفعة فيها في الدين , وما فيها من اللذة العاجلة : فعاقبتها إلى ألم , فصارت زوراً , وحضورها : شهودها , وإذا كان الله قد مدح ترك شهودها الذي هو مجرد الحضور , برؤية أو سماع , فكيف بالموافقة بما يزيد على ذلك , من العمل الذي هو عمل الزور , لا مجرد شهوده ؟ وأما السنة : فروى أنس بن مالك t قال : قدم رسول الله عليه الصلاة والسلام المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما ، فقال :
(( ما هذان اليومان ؟ )) قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية ، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام
((إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر)) . فهذا يقتضي ترك الجمع بينهما ، لا سيما قوله : ((خيرا منهما )) يقتضي الاعتياض بما شرع لنا عما كان في الجاهلية . وأيضا فإن ذينك اليومين الجاهليين قد ماتا في الإسلام ، فلم يبق لهما أثر على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا عهد خلفائه ، ولو لم يكن قد نهى الناس عن اللعب فيهما ونحوه مما كانوا يفعلونه ، لكانوا قد بقوا على العادة ؛ إذ العادات لا تغير إلا بمغير يزيلها لا سيما وطباع النساء والصبيان وكثير من الناس متشوقة إلى اليوم الذي يتخذونه عيداً للبطالة واللعب . ولهذا قد يعجز كثير من الملوك والرؤساء عن نقل الناس
عن عاداتهم في أعيادهم ؛ لقوة مقتضيها من نفوسهم ، وتوفر همم الجماهير على اتخاذها " وأما الإجماع "فقد اتفق الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام ........... فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم من إظهارها فكيف يسوغ للمسلمين فعلها أو ليس فعل المسلم لها أشد من فعل الكافر لها مظهرا لها" . فكيف إذا كان هذا العيد ديناً لهم ؟ قال شيخ الإسلام : " أعياد الكتابيين التي تتخذ دينا وعبادة أعظم تحريماً من عيد يتخذ لهواً ولعباً ؛ لأن التعبد بما يسخطه الله ويكرهه أعظم من اقتضاء الشهوات بما حرمه ولهذا كان الشرك أعظم إثماً من الزنا ... وإذا كان الشارع قد حسم مادة أعياد أهل الأوثان خشية أن يتدنس المسلم بشيء من أمر الكفار ... فالخشية من تدنسه بأوضار الكتابيين الباقين أشد ، والنهي عنه أوكد ، كيف وقد تقدم الخبر الصادق بسلوك طائفة من هذه الأمة سبيلهم " . يعني بذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام
(( لتتبعن سنن من كان قبلكم )) . وأما عن تخصيص هذه الليلة في مشابهة النصارى ، قال :" لكن لما اختصت به هذه الأيام ونحوها من الأيام التي ليس لها خصوصية في دين الله وإنما خصوصها في الدين الباطل بل إنما أصل تخصيصها من دين الكافرين وتخصيصها بذلك فيه مشابهة لهم وليس لجاهل أن يعتقد أن بهذا تحصل المخالفة لهم كما في صوم يوم عاشوراء لأن ذلك فيما كان أصله مشروعا لنا وهم يفعلونه فإنا نخالفهم في وصفه . فأما ما لم يكن في ديننا بحال ، بل هو في دينهم المبتدع والمنسوخ ، فليس لنا أن نشابههم لا في أصله ولا في وصفه . فإحداث ما في هذه الأيام التي يتعلق تخصيصها بهم لا بنا ، هو مشابهة لهم في أصل تخصيص هذه الأيام بشيء فيه تعظيم ". " وبهذا يتبين لك كمال موقع الشريعة الحنيفية ، وبعض حكمة ما شرعه الله لرسوله من مباينة الكفار ومخالفتهم في عامة أمورهم ؛ لتكون المخالفة أحسم لمادة الشر " أي الشرك " ، وأبعد عن الوقوع فيما وقع فيه الناس " . " فمشابهة الكفار في القليل من أمر عيدهم ، وعدم النهي عن ذلك ، وإذا كانت المشابهة في القليل ذريعة ووسيلة إلى بعض هذه القبائح " أي التي تفعل في أعيادهم " ؛ كانت محرمة ، فكيف إذا أفضت إلى ما هو كفر بالله . لأنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير ، ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس ، وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس ، بل عيداً ، حتى يضاهى بعيد الله ، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر ، كما قد سوله الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام " . "يتبع" "نسأل الله العفو والسلامة في الأمور كلها" | | | | | |
| |