في سور المعـارج تتابع الآيات في وصف رائع لطاعات للطائعين ..
ثم تعجب من حالـهم إذا يقول فيهم ربهم :
( وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ) ..
وكأني ببعـض القـارئين والقـارئات وهــم ينظرون إلى أعمالهم
الصـالحة فيرونها لا ترقى لمستوى الرضــا والكـفايـة ..
وهـذا هـو تفكيـر المسـلم الخـاضع لله .. الذي يرى
تقصيره ويسأل ربـه أن يرحم ضعـفه ..
إلا أني أقـف وقفـة لأستـدرك أنه ليس من الصحيح
أن يوصل هذا التفـكير إلى القنوط أو إلى ترك العـمل ـ
نسأل الله السـلامة ـ .
قرأت ـ قديما ـ لأهل الحكمة والعلم قولا معناه : ـ
" أنه لا ينبغي لمسلم أن يزهد في قليل خير عمله
أو يحتقر سيئة فعلها ، فإنه لا يدري أين يكون
رضا الله وسخطه في تلك الأعـمال".
وأنا أريد أن أتحف أسماعكم بحديث ثابث :
عن ابن عمر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما فهل لي توبة
قال هل لك من أم قال لا قال هل لك من خالة قال نعم قال : "فبرها".
فهذه صلة الرحم ـ التي قد يستصغرها أحد ـ
تراها قد كفرت عنه كبيرة من الكــبائر ..
فلا تستصغر قراءتك لشئ من آيات الله ـ حاذر ـ ،
ولا لصلاة النافلة وإن قلت ، ولا لوردك البسيط في الذكر .
وفي المقـابل :ـ
لا تستهين بكلمة تقولها لتضحك بها أحـد وهي لا ترضي الله الصمـد ..
ولا تحقرن مسلما لتترك في قلبك مكانا للكبر ..
في الحديث القدسي :قال الله عز وجل: الكبرياء ردائي ،
والعزة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار .
واحمد الله أن جعل في قلبك أعظم سبب لدخول الجنة وهو :
توحيد الإلــه ...