الموضوع
:
حوار حول رمضان ــ مع أ. د/ ناصر العمر كيف نبقي وهج العبادة طوال رمضان؟
عرض مشاركة واحدة
06-23-2016
#
3
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 18 ساعات (07:07 PM)
المشاركات :
16,200 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: حوار حول رمضان ــ مع أ. د/ ناصر العمر كيف نبقي وهج العبادة طوال رمضان؟
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: groove; border-width: 7px; border-color: rgb(11, 138, 104); width: 91%; background-image: url(massy/images/backgrounds/30.gif);"]
للأب والأم دورٌ كبيرٌ في إشعار صغارهم بأهمية الشهر الفضيل، وتعويدهم على العبادات ونقلهم من مستوى تربوي إلى آخر في رمضان، بماذا تنصحون في هذا الخصوص؟
هذا صحيح، فالحقيقة أولا :
أن للوالدين تأثيراً كبيراً في تربية الأبناء على تعظيم الشهر أو تعظيم حرمات الله، وإشعارهم قبل مجيئه بفترة أننا مقبلون على حدث عظيم جداً، وهو شهر رمضان.
ثانياً:
ينبغي الاعتدال في تكليفهم، بأن يكون ترغيباً كما في الحديث في عاشوراء، التي قالت عنه الصحابية
الربيع بنت معوذ رضي الله عنها:
"
فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار
" [
رواه البخاري
].
لكن لا يشدد عليهم، حتى لا يكرهون الصيام، إنما توضع لهم الجوائز، وهذا هو المنهج الصحيح.
وأذكر قديماً كان الآباء يهيئون أبناءهم للصيام مبكراً، وكان المجتمع كله يشجع على هذا الأمر، أما اليوم فهناك غفلة، حتى إن بعض الآباء لا يفطر مع أولاده ولا يتسحر معهم، وبعض الأمهات أصبحت مشغولة عن أبنائها، وهذه المطاعم فرقتنا وأفقدنا رمضان بعضاً من سماته، ولكن ما زالت القرى تحتفظ بشيء من ذلك حتى الآن.
وأذكر أننا ونحن صغار في المرحلة الابتدائية، ما نترك أبداً صلاة التراويح ولا قيام الليل برغبة داخلية، فما كان أحد يأمرنا بهذا، لأننا نعتبره جزءاً من رمضان، وكنا نخدم المصلين، فكنت تشعر بوقع رمضان، لكن أعود وأقول بأن الأصل قائم وهو أن الأبوين عليهم عامل مهم جداً كما أشرت.
حسناً، لكن في بعض البلدان، في الغرب والشرق، ربما يقع على الوالدين عبء أكبر من التعويد على الصيام أو ما شابه، ففي البلدان العلمانية قد يجد الوالدان في رمضان فرصة عامة لربط الأولاد بالدين عموماً، ليس صياماً وتلاوة فحسب، وإنما بشيء من السيرة والقصص وربما الفقه البسيط.. هل تتفقون مع هذا التوجه التربوي حينئذ؟
أنا أنصح بأن يكون هناك تكافؤ في التربية طول السنة، لكن لا شك عندما تفضل العبادات زمناً أو مكاناً، ولهذا ابن رجب في كتاب اللطائف تحدث عن وظائف الأشهر - وهو كتاب عظيم أنصح بقراءته، وعلماؤنا كانوا يعنون به - وجاء بالأشهر ابتداء من محرم إلى ذي الحجة، وبيَّن وظيفة كل شهر، يشعرك أنك تنتقل بين الأشهر ووظائفها من جنة إلى أخرى، بينما ارتسم الآن في ذهن بعض المسلمين أن العبادة في رمضان أو الحج والباقي كأنه ليس لله، ولذلك جاءت الكلمة القديمة التي تروى عن أحد السلف بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان. لذا يجب أن يربى الناس على التوازن، بين فضل الزمان والمكان وضرورة استغلال هذه الفرص في العبادة، وبين ديمومة العبادة والمحافظة عليها في سائر العام ومراعاة خصائص ووظائف الأشهر.
هل تلحظون تراجعاً في حالة التدين في رمضان أو العبادة في رمضان عن ذي قبل في المجتمعات الإسلامية تلحظون نوعاً من التراجع؟
لا؛ ربما أخالفك في هذا، تلحظ مثلاً الزيادة الهائلة في إيجارات الغرف الفندقية في المناطق المحيطة بالحرم، بما يعكس إقبالاً كبيراً، كذلك الازدحام الحاصل برغم التوسعات الهائلة في الحرم جزى الله من وسعها خيراً، والازدحام الشديد في سائر أيام السنة ليس فقط في رمضان في الطواف والسعي.
وفي غير الحرمين تجد الآن إقبالاً على المساجد من قبل الأذان، وتجد الصفوف الأولى ممتلئة مبكراً في غير رمضان، أما فيه فشيء آخر، عدا الصلاة، إقبال على المكث في المساجد وتلاوة القرآن..
صحيح أن هناك تقصيراً وتفريطاً، لكننا نلمس في المقابل إقبالاً متزايداً ويجب أن ندعم هذا التوجه.
لكن ربما في بعض الدول هناك تراجع ملحوظ..
أنا لا أستطيع أن أحكم عموماً على العالم الإسلامي؛ لأني لم أقضِ رمضان خارج المملكة، لكن كمؤشرات أجد أحياناً مؤشرات طيبة وقبولاً، في محاضرات ألقيها عبر الهاتف في أوروبا أو في دول عربية، على الهواء مباشرة، يحدثني المنظمون أن تلك المساجد كانت مليئة رجالاً ونساء؛ فلا شك أن هناك إقبالاً.
وستبقى طبيعة البشر، حتى في وقت النبي
صل الله عليه وسلم
، كما في حديث صلاة السهو
"
فخرج سرعان الناس
"، فحتى هؤلاء الذين ينفرون سريعاً بعد الصلاة كانوا موجودين على عهد النبي
صل الله عليه وسلم
؛ فلذلك يجب أن نتعامل تعاملاً طبيعياً، ونتوقع التفاوت فهذه حكمة الله عز وجل.
التأثير الإعلامي في رمضان ألا تشعرون أنه يزداد أثره على المجتمع بشكل سلبي كل عام عن سابقه؟
نعم، أنا أوافقك، هذه مصيبة، بل أعتبرها بلية كبرى خاصة للأبناء، لاسيما مع الأجهزة الذكية التي سلبت عقول الصغير والكبير، وقد حدثني متخصص للبصريات قبل أيام، قال قمت بدراسة باتفاق مع إدارة التعليم على عدد من المدارس من أنحاء الرياض؛ فوجدنا بعد أخذ عينة كبيرة أن 40% من طلاب الابتدائي
قال: أجرينا دراسة علمية فوجدنا سببها في هذه الجوالات التي يعكفون عليها يومياً عشر ساعات أقل أو أكثر، والتي قد أثرت حتى في تفكيرهم، وبصرهم، وعلاقاتهم الاجتماعية.. والخوف على العقول أكبر من العيون على أهميتها.
نعم الإعلام بمفهومه الواسع قد سلب عقول الناس؛ فالبعض يظن أنه قد أنهى المشكلة بالاقتصار على القنوات الهادفة، نعم هذا جيد، ولكن ماذا عن هذه الأجهزة، وأبناؤك الذين لا يرون أصلاً هذه القنوات، ويتجولون بأجهزتهم حول العالم وإعلامه الساحر لعقولهم، ولذلك نحن نحتاج لدراسات لكيفية التعامل مع هذه المشكلة، وإلا فالأمر ينذر بكارثة في الأمة، وخاصة في بلاد المسلمين، .
هل من نصيحة في هذا الصدد فيما يخص رمضان؛ فالبعض يقاطع مواقع التواصل في رمضان مثلاً، فما رأيكم؟
لستُ مع مبدأ المقاطعة دائماً إلا بحدود، صحيح أن بعض السلف كالإمام مالك، المحدث العظيم رحمه الله كان يترك التحديث من أجل العناية بالقرآن، لكن نقول ينبغي ألا نعمم الحالة؛ فقد يكون التخفيف النسبي هو الصحيح لكيلا ينقطع المرء عن الواقع، ولا إشكال في أن ينقطع بسبب عبادة كصلاة وصيام وقراءة القرآن.
لكنني كنت توقعت أنك تسأل عما ينبغي أن نفعله مع أبنائنا؟
الآن ينقطع الأب كثيراً وتتعدد اهتماماته، وتصبح مشكلة هؤلاء الأبناء كيف نعالج مسألة ولعهم بمواقع التواصل، وهذا يحيلنا إلى قضية الدراسات وأهمية أن نعمل على إيجاد حلول عملية لذلك، وأن يصار إلى إيجاد منهج تربوي في كل بيت بما يناسب أحواله وخصوصياته، وأن نرسخ فكرة الاقتناع لدى أولادنا، لأن اليوم لا يصلح معه إلا الإقناع والحوار، ولذا نحن بحاجة لبرنامج مدروس لأن الله ما أنزل من داء إلا أنزل له دواء.
أيضاً الفضائيات، يلحظ أن ثمة إقبالاً شديداً من الأسر والنساء خصوصاً على المسلسلات التافهة وما شابهها بكثرة لم تكن في السابق.
صحيح، ولها أسباب عديدة، أهمها الفتور، ومنها الفراغ، وأيضاً من أسبابها وسائل التواصل التي يدل فيها صديق السوء على بعض هذه البرامج والمسلسلات السيئة.
كذلك من أسبابها إخفاق الوالدين في إقناع الأبناء بالبعد عنها، ونحن نجد في المقابل نماذج لأسر ناجحة في صرف أبنائها أو نسائها عن كل ما يضرها ولا ينفعها من هذه البرامج، ولو بتوفير بعض البدائل مع مراعاة أخف الضررين.
أذكر أن أحد كبار العلماء قبل عقود كان يجلس مع أحد المسؤولين في حضور بعض العلماء؛ فتحدث العالم عن بعض المحرمات الموجودة في برامج التليفزيون
(
قبل ظهور الفضائيات
)،
فقال له المسؤول:
"
نحن لا نرضى بالحرام ولا المكروه
"،
فقال له العالم:
"
مسامحينكم في المكروه لكن فكونا من الحرام
"؛
فنحن في ظل هذا الواقع ينبغي ألا نتشدد، فالبعض لا يرضى من القنوات الهادفة بأنها قد تبث برامج لا تصرف الناس إلى القرآن، لكن في الحقيقة نحن لا نملك الناس، وبعضهم إن لم يشاهد هذا انصرف إلى القنوات الهابطة، فمنهج العالم هذا، منهج جميل في الحقيقة.
شيخ الإسلام في مسألة المغول كانت له نفس النظرة..
نعم، ينبغي مراعاة المصالح والمفاسد وأخف الضررين
.
اخترتم في هذا العام سورة الأحزاب في عام برنامجكم "ليدبروا آياته" الثامن.. لماذا هذا الاختيار؟
سورة الأحزاب ليست الأولى، فقد سبقتها سور، وسبقتها آيات مختارات، والحمد لله.
لكن بالنسبة لهذا الاختيار هذا العام، وجدتها كأنها نزلت اليوم، وهذا من عظمة القرآن العظيم؛ فإذا نظرنا إلى أحوال المنافقين ومؤامراتهم، وإذا رأينا إلى داخل البيت المسلم وما يحتاج إلى القدوة وهو قطعاً رسولنا
صل الله عليه وسلم
، تجده حياً واضحاً في تلك السورة.
تجد تطرقها لموضوعات إيمانية، تجد ملامسة لأحوال المنافقين والتغريب الذي يُروج له حالياً، تجد أموراً كثيرة جعلتني أجتهد في اختصارها مع كثرة ما تحمله السورة من معانٍ لا يمكن حدها ببرنامج واحد، ولو استمر لمدة شهر كامل.
في العام الماضي، كانت سورة النور، وهي أيضاً تعالج قضايا كبيرة كالحجاب، وأحوال المنافقين؛ فحركة النفاق موجودة في أغلب القرآن، واليوم هي تمثل الحرب الداخلية، وكذلك تتناول سورة الأحزاب الحرب الخارجية أيضاً؛ فالله سبحانه وتعالى ذكر فيها الأحزاب، والأحزاب اليوم قد غزوا الأمة، وما حدث من انكسار في النفوس بسبب هؤلاء الأحزاب ننقل لهم صورة واضحة، كيف أن القرآن فعلاً أعطانا صورة كأنها اليوم {
إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ
...} الآيات حتى لا أطيل في هذا الأمر ومع ذلك كيف كانت النتائج
{
وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ
}.
ولعل هذا يحيلنا إلى قضية التفاؤل، التي هي منهج عندي، نحتاج إليه دائماً، وتتناوله السورة أيضاً.
كل هذا جعل السورة عجيبة، ومليئة بكل ما تعني. ومرة أخرى - وهذا من سر القرآن - كأنها نزلت تعالج أحداث اليوم تماماً. أسأل الله أن أكون وُفقت في طرحها.
وبالمناسبة أنا أريد أن أوضح نقطة مهمة فيما يتعلق بالبرنامج، وهي أننا نشرع في التحضير للبرنامج فور انتهاء شهر رمضان، ونستغرق شهوراً بالجلوس مع الباحثين ومع غيرهم، ثم أبدأ بإعداده ومراجعته
.
وأنت حينما تريد أن تقدم شيئاً للناس لابد أن تبذل فيه جهداً وتتعب من أجله؛ فإذا كان أهل الشر، أصحاب المسلسلات السيئة تلك يجلسون شهوراً، طول السنة يعدون موادهم، أفيليق بأهل الخير ألا يهتموا في إعداد برامجهم؟! ومع كل أسف هناك من لا يهتم بإعداد ما يقدمه للناس ويتكلم بعفو الخاطر، والناس يدركون اليوم ويميزون بين العمل المبذول له الجهد وغيره.
الحمد لله رب العالمين
"وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين"
[/formatting]
فترة الأقامة :
3724 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.35 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة