لست أدري لماذا التواريخ مهمة لهذا الحد بالنسبة لنا معشر النساء ..
لماذا أقلقني مرور يوم مولدي هكذا دون أن ينتبه إليه أحد .. فأنا لم أكن احتفل به يومًا ..
وهذا العام خاصة وافق يوم ميلادي أحد أيام العيد .. طبيعي جدًا أن ينشغل الناس بالعيد عن هذا اليوم .. تماما كما يغطي ظهور البدر ضوء النجوم ..
وكالعادة لابد أن ينسى عزيز ما تهنئتي به .. لم أكن أنتظر هدية يومًا لكنه ربما كان يعنيني ان يتذكره أشخاص معينين ..
مر ذلك اليوم في هدوء لكنه أحدث ضجيجًا مرعبًا بداخلي ليس لأن الكثير نسوه في وسط ضجة العيد ..
بل لأنني في هذا اليوم قد أتممت الأربعين !!
لا ليس كما تظنون لست من ذلك النوع من النساء الذين يفزعهن تقدم العمر أو يخشون الافصاح عنه .. فبالنسبة لي لكل عمر جماله ورونقه .. وأظن أن سن الأربعين يجمع بين حيوية الشباب وحكمة المسنين وفيه تنضج المشاعر ويتزن التفكير .. فهو السن الذي يستطيع العقل فيه التغلب على اندفاع العاطفة ..
لكن ما أفزعني حقًا هو ادراكي أن ما تبقى من العمر بالتأكيد أقل مما مضى .. فكان لابد من وقفة تأمل ..
نظرت خلفي أتفقد ماقطعت من الطريق .. نعم هناك محطات مضيئة افتخر بها .. وبذورٌ طيبة زرعتها وأنا الآن أجني بعض ثمارها ..
وهناك أيضًا منعطفات مظلمة مليئة بالعثرات والنكسات .. وددت لو لم أمر بها يومًا في حياتي ..
لكن مالنا بد ففي كل طريق نقطعه سنمر على جزئه المؤنس وجزئه الموحش .. سنختبر خيره وشره ..
....
حسنًا أظن أن مايميز عامي الجديد هو بدئه بعد نهاية رمضان حيث كان محطة جيدة للتخفف من بعض الذنوب التي أثقلت كاهلي ..
نعم سأبدأ عامي الجديد من عمري الباقي بروح جديدة وصفحة جديدة أملأها بما أحب أن ألقى الله به يوم أن يقضى الأجل ..
لك الحمد ربي أن وهبتني فرصة جديدة لأصلح نفسي وأكون إليك أقرب .. فأعني بلطفك ياكريم ..
منقول فأنا لازلت في الثلاثين