كلمات مبكية ...
كلمات شديدة الخطورة والتهديد ..
نداء لكل
حامل لكتاب الله ..
لكل حافظ لكتاب الله ....
أخيَّ ، إليَّ وإليك هذه الكلمات ...
تعال نمررها على قلوبنا ...
فوالله إن وافقت ما بداخلنا لهلكنا وكنا لجهنم حطباً ..
قال الإمام الآجري المحدث البغدادي رحمه الله في " أخلاق حملة القرآن " :
[ فأما من قرأ القرآن للدنيا ولأبناء الدنيا ، فإن من أخلاقه :
أن يكون حافظاً لحروف القرآن ، مضيعاً لحدوده ، متعظماً في نفسه ، متكبراً على غيره ،
قد اتخذ القرآن بضاعة يستقضي به الحوائج [ أي يجعله طريقا يعظمه الناس به ، فيقضون له حوائجه ] ،
إن علم الغني رفق به طمعاً في دنياه ، وإن علم الفقير زجره وعنفه ؛ لأنه لا دنيا له يطمع فيها ،
يفخر على الناس بالقرآن ، ويحتج على من دونه في الحفظ بفضل ما معه من القراءات [ يعني الشاذة ] ،
والتي لو عقل لعلم أنه يجب عليه ألا يقرأ بها ؛
فتراه تائهاً متكبراً ،
كثير الكلام بغير تمييز ،
يعيب كل من لم يحفظ كحفظه ،
ومن علم انه يحفظ كحفظه طلب عيبه [ أي تلمس له الزلات والمعايب ليسقط قدره عند الناس حسداً وبغياً ] ،
متكبراً في جلسته ،
متعاظماً في تعليمه لغيره ،
ليس للخشوع في قلبه موضع ،
كثير الضحك والخوض فيما لا يعنيه ،
راغباً في الدنيا وما قرب منها ،
إن قصر رجل في حقه ، قال : ( أهل القرآن لا يقصر في حقوقهم ، وأهل القرآن تقضى حوائجهم ) ،
قد عظمت الدنيا في قلبه ، إن فاته منها شيء لا يحل له أخذه حزن على فوته .
لا يتأدب بأدب القرآن ، ولا يزجر نفسه عند الوعد والوعيد ،
لاهٍ غافل عما يتلو أو يتلى عليه ، همته حفظ الحروف ، إن أخطأ في حرف ساءه ذلك ؛ لئلا ينقص جاهه عند المخلوقين فتنقص رتبته عندهم ، فتراه محزونا مغموما بذلك ، وما قد ضيعه فيما بينه وبين الله تعالى ( مما أمر به في القرآن أو نهى عنه ) غير مكترث به ،
يتبع هواه فيما تحب نفسه ، غير متصفح لما زجره القرآن عنه ،
إن كان ممن يقرئُ ( أي تصدر للإقراء ) ؛ غضب على من قرأ على غيره ،
وإن ذكر عنده رجل من أهل القرآن بالصلاح كره ذلك ، وإن ذكر عنده بمكروه سره ذلك ،
وأعظم من ذلك : أن أظهر على نفسه شعار الصالحين بتلاوة القرآن ، وقد ضيع في الباطن ما يجب لله ، وركب ما نهى عنه مولاه الكريم ، قد فتنه العجب بحفظ القرآن والإشارة إليه بالأصابع ..
فمن كانت هذه أخلاقه صار فتنة لكل مفتون ؛ لأنه إذا عمل بالأخلاق التي لا تحسن بمثله اقتدى به الجهال ،
فإذا عيب الجاهل قال : فلان الحامل لكتاب الله فعل هذا ، فنحن أولى أن نفعله !
ومن كانت هذه حاله ، فقد تعرض لخطر عظيم ، وثبتت عليه الحجة ، ولا عذر له إلا أن يتوب ] ..
اللهم إنا نلجأُ إليك ونستغيث بك ... أن تجيرنا من شرور أنفسنا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ....
مجرد فضفضة.. ثائر الأنصاري....
د. ماجد بن حسّان بن وصفي شمسي باشا ،،