في الصف الثاني الابتدائي ..
وفي الإجازة الصيفية ..
كنت ألعب مع أقراني بالكرة ، وكان ذلك بعد صلاة العصر ..
قذف صاحبي الكرة بقوة فدخلت إلى المسجد ؛ إذ كان بابه مفتوحا ..
فدخلت المسجد لأحضر الكرة ..
فرأيت منظرا لم أره من قبل ..
أطفال في مثل عمري جلسوا في حِلق حول شاب ذي قميص أبيض
مبتسم ..
ما زلت أذكر هذا الشاب بالتفصيل ؛ فقد كان الشخصية الأولى في حياتي
أذكر سمته .. ابتسامته .. طلاقته .. حنوه علينا ..
وما زلت أذكر له أنه أوقف الحلقة من أجلي .. من أجلي فقط ..
ناداني : تعالى يا حبيبي .. اسمك إيه ؟
أجبت - وما زلت ممسكا بكورتي -: سعيد !
فقال:
الله ! اسمك جميل .. تعال !
أقبلت عليه وكورتي ..
قال لي: اجلس ..
ما العمل؟ أقراني في الشارع يستعجلونني والكرة !
ألقيت إليهم الكرة .. وإلى الأبد !
الآن .. فليجلس سعيد مستريحا وسط مجتمع جديد
وكيف لا أجلس وقد أهداني قطعة حلوى (كَرملة ملوكي) ؟!!
ثمنا .. لم تكن تساوي شيئا ..
معنىً .. تساوي الكثير والكثير
لقد كان صنيع هذا الشاب نقطة تحول في حياتي كلها ..
وما زلت أدعو له ..
وإني لأرجو أن يكون كل ما ييسر
الله لي من عمل وخدمة لكتابه في
ميزان حسنات هذا الشاب ..
والعجيب أني بقيت محتفظا بهذا المعنى ..
وبقيت أوزع قطع حلوى من نفس النوع (كرملة ملوكي ) في مقرأة
المسجد التي شرعت فيها منذ 2004 م خصوصا الأطفال ..
أيها الفضلاء ..
النشءَ النشءَ
يرحمكم الله ..
د.#سعيد_حمزة