مرّ النهارُ بشمسهِ، جزِعا
والليلُ لا يمضي، وما شبِعا
والريحُ تطفي النارَ زفرتُها
وهبوبُها المجنونُ ما انقطعا
وصغيريَ المُلقى على جسدي
أرخى اليدين، وصوتُهُ ارتجعا
وعيونُهُ ظلّتْ تطاردني
وفمٌ سوى الأحزان ما رضعا
قد كان يدعوني، فأُلقِمُهُ
ثدياً، فما أغنى، وما اقتنعا
وأخوهُ يبكي، والدموع غدتْ
مثل الزجاج، تجمّدتْ قِطَعا
وأبوه! لا ندري. قد انقطعَتْ
أخبارُه، مذْ غاب ما رجعا
ويعودُ حدّ الريحِ يطعنُني
ويشقّني إذ هبّ مندفعا
كالذئب يعوي فوق خاصرتي
ونحيبُنا قذ زادهُ طمعا
ما عندنا شيءٌ، فندفعهُ
الا الدعاء لخالقٍ سَمِعا
ندعو وندري أن خالقنا
لبّى شديدَ الداءِ حين دعا