رسالة إلى طالب علم خامد!
بقلم/ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
أما أيقظتك صيحة النملة في أهلها [ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ] ؟!
أما أحرجتك غَيرة الهدهد على جناب التوحيد ، وهو ينادي بالوعيد [ ألا يسجدوا لله ..] ؟!
أما أحيت قلبك لهفة الميِّت على قومه بقوله [ يا ليت قومي يعلمون ] ؟!
أم أخافتك حمحمات الباطل ، فقعدت تلملم أطرافك من شدَّة الفزع ؟!
كيف تنام ملء عينيك وعواء الذئاب من حولك ؟!
لقد علا صوت الباطل ،
وظهرت خفايا الرزايا ،
وقام قائم البدعة لينعق بما كان يتوارى به بين الزوايا ،
وأطلَّ الفساد برأسه البغيض ،
وأطبقت الفتن على القلوب ،
وأنت تغط في سبات عميق ، فمتى تُفيق ؟!
أراك ركنت للراحة والدَّعة ، واشتغلت بالعرض الفاني ، وانغمست في فضول المساكن والملابس والمراكب والمطاعم والمشارب ، فقل لي : متى تشبع ؟!
أو لعلَّك انكفأت على نفسك تجمع من المسائل العلمية فروع الفروع ، والكثير من الناس أضاعوا أصول الأصول ، فيا لك من جموع منوع !
أما آن لما في قرطاسك المكنون أن تراه العيون ؟!
انفض عنك غبار الكسل ،
واطرد عن جفنك خدر الوسن ،
فميدان الدعوة إلى الله تعالى يناديك ـ أحوج ما يكون إليك ـ فجد بما لديك ـ جُعلت فداك ! قبل أن يصل داعي الضلالة إليك ، فيدركك الهلاك .