الموضوع
:
شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة الزلزلة)
عرض مشاركة واحدة
#
1
08-18-2016
~
أمة الرحمن( اشراف اكاديمية الكتاب والسنة دروس واجازات علمية )
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Brown
رقم العضوية :
727
تاريخ التسجيل :
Dec 2014
فترة الأقامة :
3418 يوم
أخر زيارة :
01-23-2022 (12:30 AM)
المشاركات :
707 [
+
]
التقييم :
204
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة الزلزلة)
شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة الزلزلة)
شرح
الدروس
المهمة
لعامة
الأمة
سورة الزلزلة
سورة الزلزلة مع السور الثلاثة التالية لها "العاديات-القارعة-التكاثر" موضوعاتها متقاربة، إذ أنها تتكلم عن [البعث]،
وهي قضية يركز عليه القرآن المكي، وتبدو أهميتها في باب الإيمان بالله عز وجل، أو في باب الإيمان عموماً على درجة كبيرة،
ذلك أن الإيمان باليوم الآخر هو الذي يضبط العمل، ويحمل الإنسان على التقوى، ويحجزه عن غشيان محارم الله تعالى.
فحري بنا ان نقف عندها وعند مثيلاتها من سُوَر القرآن , متدبرين متفكرين , لما فيها من أهوال وشدائد يوم القيامة ما يبهر العقول , ويحرك مكامنها..
المقصد العام الرئيسي للسورة هو :
تقرير الإيمان باليوم الآخر وما يتضمنه.
فهي تتحدث عن الزلزال العنيف الذي يكون بين يدي الساعة ، حيث يندك كل صرحٍ شامخ ، وينهار كل جبل راسخ ، ويحصل من الأمور العجيبة الغريبة ما يندهش له الإِنسان!!
•كإِخراج الأرض ما فيها من موتى ،
•وإِلقائها ما في بطنها من كنوز ثمينة من ذهبٍ وفضة،
•وشهادتها على كل إِنسان بما عمل على ظهرها تقول : "عملت يوم كذا، كذا وكذا "، وكل هذا من عجائب ذلك اليوم الرهيب!!
•كما تتحدث عن انصراف الخلائق من أرض المحشر إِلى الجنة أو النار، •وانقسامهم إِلى أصناف ما بين شقي وسعيد.
﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾
ابتدأت السورة بقوله تعالى :
﴿إِذَا زُلْزِلَتْ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾
أي: إِذا حُركت الأرض تحريكاً عنيفاً، واضطربت اضطراباً شديداً، واهتزت بمن عليها اهتزازاً يقطع القلوب, ويُفزع الألباب كقوله تعالى : ﴿يأيها الناس اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾
قال المفسرون: إِنما أضاف الزلزلة إِليها تهويلاً , كأنه يقول: الزلزلة التي تليق بها على عظم جرمها ، وذلك عند قيام الساعة تتزلزل وتتحرك تحريكاً متتابعاً ، وتضطرب بمن عليها، ولا تسكن حتى تلقي ما على ظهرها من جبل وشجر وبناءٍ
وقلاع.
•الزلزلة هي التحريك الشديد بدليل قوله ﴿زِلْزَالَهَا﴾ وكأن هذا أمر معروف بُيِّن، فعرفه بالإضافة إليها ﴿زِلْزَالَهَا﴾
وذلك أنه يوم القيامة يقع كما تقدم تغيرات كونية فمن ذلك:
•أن الأرض تبدل غير الأرض فهذه الأرض الكروية القارَّة يقع لها اهتزاز عظيم، وتُمد مد الأديم، وتعود كالقرص أو الخبزة ليس فيها معلم لأحد، لا جبل يشرف عليه، ولا وادي يكن من فيه، أرض لم يسفك عليها دم، وذلك لكي تتسع المحشر العظيم.
﴿وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾
أثقالها: أي ما في بطنها من الموتى المقبورين.
وعبَّر بعض المفسرين بقولهم:
كنوزها ونحو ذلك، ولكن المقصود هو ما في بطنها من المقبورين، إذ أن المقصود ها هنا هو إثبات البعث، ولا شك أن الأرض قد امتلأت بالقبور، والأحداث.
فلا شك أن هذه الأرض من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا إلى قيام الساعة مستودع للأموات، فهي بمنزلة الأم لهم، ثم يوم القيامة تلفظ ما فيها، وتخرج ما في رحمها، فمن كان في بطنها خرج على ظهرها.
ثم قال سبحانه
﴿وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا﴾؟
يقول : ما للأرض تزلزلت هذه الزلزلة العظيمة، ولفظت ما في بطنها ؟! يقول ذلك دهشة وتعجباً من تلك الحالة الفظيعة.
-يحتمل أن يكون جنس الإنسان
-يحتمل أن يكون المكذب والمنكر بالبعث، وربما هذا الثاني كون الاستفهام استفهام انكاري
﴿وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا﴾ فهذا الاستنكار إنما يقع من [الكفار]،
كما اخبر الله عز وجل بقوله: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾
فهذا التعجب والاستنكار منهم يؤيد أن المراد بالإنسان هاهنا [منكر البعث] على وجه الخصوص.
•﴿مَا لَهَا﴾
يعني : ما الذي جرى لها؟ ماذا حل بها؟
يقول : ما للأرض تزلزلت هذه الزلزلة العظيمة، ولفظت ما في بطنها ؟! يقول ذلك دهشة وتعجباً من تلك الحالة الفظيعة!!
قارنوا بين هاذين القولين:
•قول من يقول: ﴿يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾
•وبين من يقول: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَن وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾
الأول: مدهوش، مفزوغ ، مصدوم،مفجوء
والثاني: مطمئن، مصدق،مستوعب لما جرى.
فحينها ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾
أي: في ذلك اليوم العصيب - يوم القيامة - تتحدث الأرض وتخبر بما عُمل عليها من خير أو شر،
وتشهد على كل إِنسان بما صنع على ظهرها،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله ﷺ : "يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا" فقال: أتدرون ما أخبارها ؟ قالوا: اللهُ ورسولهُ أعلم، قال: فإِن أخبارها أن تشهد على كل عبدٍ أو أمةٍ بما عمل على ظهرها، تقول: عمل يوم كذا، كذا وكذا، فهذه أخبارها " .
[رواه أحمد (8854) والترمذي (2429) وغيرهما]، إلا أن هذا الحديث قد ❌ضعفه بعض العلماء ومنهم الألباني - رحمه الله –]
ثم قال تعالى
﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾
أي: ذلك الإِخبار بسبب أن الله جلت قدرته أمرها بذلك ، وأذن لها أن تنطق بكل ما حدث وجرى عليها، فهي تشكو العاصي وتشهد عليه، وتشكر المطيع وتثني عليه ، والله على كل شيء قدير .
•وقد جاءت أيضاً آثارٌ أخرى في أن البقاع تشهد لمن مر عليها، أو عمل عليها عملاً.
•وهذه الآية أصل في أن الأرض تحدث وتخبر بما جرى على ظهرها، وهي من شهود الله.
فإن شهود الله كثر:
-فمما يقيم الله تعالى به الحجة على الظالم وعلى الكافر: أن تشهد عليه الملائكة الكرام،
﴿بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾،
-ومن إقامة الله الحجة: أن تشهد عليهم جوارحهم؛
كما جاء في حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ فَضَحِكَ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ ؟ قَالَ : قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ ؟ قَالَ : يَقُولُ : بَلَى ، قَالَ : فَيَقُولُ : فَإِنِّي لاَ *أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلاَّ شَاهِدًا مِنِّي ، قَالَ : فَيَقُولُ : كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا ، قَالَ : فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ، فَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ : انْطِقِى ، قَالَ : فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ ، قَالَ : ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ ، قَالَ : فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا ، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ *أُنَاضِلُ".
[رواه مسلم: 2969 ]
فهذا سبب ضحك النبي.
*لا أجيز اليوم : أي : لا أمضي ولا أقبل علي شاهداً.
*أناضل: أي أدافع وأجادل.
-ومن شهود الله تعالى: هذه الأرض، فإنها تشهد أيضا بما عمل على ظهرها؛ فحجة الله بالغة.
قوله تعالى:﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ﴾
(يَصْدُرُ) أي: ينصرف، ويرجع.
فالناس يصدرون من موقف الحساب، بمعنى أنهم ينصرفون إلى مآلاتهم.
•(أَشْتَاتًا) أي: متفرقين بحسب ما أسلفوا من العمل، فهم ليسوا على نسق واحد، ولا يساقون مساقاً واحداً، بل لكل وجه ولكل طريق، كما كانوا أشتاتاً في الدنيا.
فآخذٌ ذات اليمين إِلى الجنة، وآخذٌ ذات الشمال إِلى النار.
•(لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) أي:
- لِيُرَوْا نتائج وجزاء أعمالهم؛ لأنه بعد صدورهم يكون قد قضي بينهم (فريق في الجنة وفريق في السعير)، وهذا
الراجح في المعنى المراد.
- ويحتمل أن يكون أن يكون المعنى: لكي يروا ما قدموا من خير، أو شر، ويجازوا عليه،
فتشمل: رؤية العمل، والمجازاة عليه.
تشمل رؤية العمل بمعنى: أن الله يوقفهم عليه، والمجازاة عليه.
وربما يؤيد الأول أنه جعلها بعد قوله:
﴿يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا﴾؛ فصدورهم هذا يكون بعد أن أروا أعمالهم، فبقي أن يروا جزاء أعمالهم.
ثم قال تعالى:
﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾:
(الفاء) للتفريع.
والمقصود بـ (مِثْقَالَ ذَرَّةٍ) يعني: وزن ذرة،
•والذرة: هي النملة الصغيرة، ويضرب بها المثل في دقة الشيء، وحقارته، وصغره.
وهذا هو الذي تفهمه العرب من لغتها، ودعك من قوم أرادوا أن يحملوا القرآن على غير مراده، فزعموا أن الذرة هنا هي الذرة المعروفة في علم الفيزياء الآن، (الذرة الفيزيائية) فإن هذا لم يكن معروفاً عند المخاطبين، ولا يمكن أن يخاطب الله الناس بغير ما يعلمون، وهم إنما قالوا ذلك؛ لأنهم لاحظوا أن هذه الذرة التي عند (الفيزيائيين) هي أصغر ما يكون.
إذن الحساب على مثاقيل الذر، وهذا يدل على أن كل ما يصدر من الإنسان من خير، أو شر، فهو محفوظ كما قال قائلهم
﴿مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾
فهناك دقة في الإحصاء وعدل في الأحكام.
الفوائد المستنبطة:
-الفائدة الأولى:
هول يوم القيامة، وانقلاب الأرض.
-الفائدة الثانية:
إثبات البعث.
-الفائدة الثالثة:
مفاجئة منكري البعث - أجارنا الله وإياكم من هذه الفجئة؛ قارنوا بين هذين القولين:
-قول من يقول: ﴿يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا﴾
-وبين من يقول: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾
الأول: مدهوش، مفزوع، مصدوم، مفجوء.
والثاني: مطمئن، مصدق، مستوعب لما جرى.
-الفائدة الرابعة:
قدرة الله على إنطاق كل شيء، وهذا رد على هؤلاء المادين والعقلانيين، الذين حجروا عقولهم في الشيء المادي المحسوس، الذي يقع تحت الحواس، ولا تتسع أفاقهم، لأن يخلف الله تعالى هذه السنن، ويجري الأمور على غير النسق الذي هو عليه.
-الفائدة الخامسة:
إثبات الجزاء
-الفائدة السادسة:
كمال عدل الله، وإحاطته، وإحصائه؛ حيث انه لم يترك صغيرة، ولا كبيرة، من خير، أو شر، إلا أحصاها، وأحاط بها، وجازى عليها بالعدل.
والله أعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
تلخيص الأستاذة: ميرنا حفظها الله
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
آخر تعديل دكتورة سعاد يوم 08-18-2016 في
09:10 AM
.
زيارات الملف الشخصي :
134
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.21 يوميا
دكتورة سعاد
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى دكتورة سعاد
البحث عن كل مشاركات دكتورة سعاد