تأتيك منه رسالة فلا تفتحها أصلا فضلا عن أن تقرأها أو ترد عليها!
يطلب منك شيئا فتعطيه مرتبة متأخرة في سلم أولوياتك،
مع أنه محتاج إلى معونتك..
والعذر أنك "بتمون عليه"، ومتوقع يتحملك لأنه صاحبك، وأنك مشغول...مع أنه يراك تنفق وقتا في عمل علاقات مع أصدقاء "أجدد" منه!
أصبح كالخلفية الباهتة للصورة بالنسبة لك،
حتى أنك قد تراه وسط أناس "جديدين" عليك فتسلم عليهم وتنسى أن تسلم عليه!
تصرفات جارحة لأصدقائنا...جارحة للغاية،
نؤذيهم بها ونحن لا نشعر.
حتى في الدعوة:
شابٌّ استقام على يديك...كنت قبل ذلك تهتم به اهتماما بالغا.
اليوم، بعد أن استقام وأصبح "في الجيبة" و "منا وفينا"، وضعته على الرف،
وأصبح يرى منك اهتماما بغيره أكثر منه، مع أنه الآن أحوج إلى الاهتمام من ذي قبل ليبقى ثابتا على الاستقامة -وهي مهمة غير سهلة-
لكنك مشغول بغيره ممن يشكل التأثير عليهم تحديا "أكثر متعة" من متابعة صاحبك هذا !
لم تدع سيرة نبينا القدوة الكاملة صلى الله عليه وسلم أمرا إلا عالجته،
حتى هذا الأمر...
فنراه صلى الله عليه وسلم يهدي لأصحابه "القدامى" ويعبر عن مودته لهم،
مع أن المجتمع النبوي كان مجتمعا جادا حازما مجاهدا قليل الكلام عظيم الفعال.
وعندما احتاج الأنصار تعزيزا وتأكيدا من النبي على استمرار مودته لهم بعدما وزع غنائم حنين على المؤلفة قلوبهم ولم يعط شيئا منها للأنصار،
أغدق نبينا عليهم من وده ووفائه الصادق قائلا:
(لَولا الهِجرةُ لَكُنتُ امرءًا مِن الأنصارِ ولَو سلَكَ النَّاسُ شِعبًا وسلَكَتِ الأنصارُ شِعبًا لسلَكْتُ شِعبَ الأنصارِ . اللَّهمَّ ارحمِ الأنصارَ وأبناءَ الأَنصارِ وأبناءَ أبناءِ الأنصارِ).
مرة أخرى،
لا تعذر نفسك بأنك مشغول،
فأنت تجري علاقات "جديدة" لأنها "أمتع"...
للوفاء أيضا متعته،
ولحفظ حقوق الأخوة لذة.
نحبكن في الله
~_~
منقول