اللهمّ كما صُنتَ وجوهَنا من أن تسجُد لغيرك
فصُنْ قلوبَنا من أن تتوكّل على غيرك…
#لا تُعوّلْ في طلب السعادة و تحقيق غاياتك و الخروج من همومك على تحصيل ما تظنُّه من أسباب ذلك
-فليس ذلك مُوجبًا لها ،بل قد يكون عينَ شقائك-
بقدْر ( بقدْر) ما تُعوّل على الافتقار و الذُّل و الدُعاء و الرجاء و التضرع إلى من يملكها سبحانه أن يُسعدك و يُفرّج عنك و يُنجز غايتك
الفقرُ… الذُّّل.. الافتقار.. الدُّعاء ..التضرُّع المُناجاة، الشكوى إلى الله ..
تلك المقامات: أسلِحةٌ يخوض بها العبد معركتَه في هذه الحياة و كبَدها و غاياتها..
وَدّ الشيطانُ أن تغفل عن أسلحتك تلك
فيَفنى عُمرُك و جُهدك في طلب أسباب - مع أهميّتها- لم تكن لِتُغنيَك أو تُنجز مقاصدك
فلا تعجِز عن ذلك
و دَرِّب نفسَك عليها و جاهِدها و حاسِبْها
ولا تربط ذلك ب:
مصيبةٍ تنزل بك
أو ذنب أو فاحشةٍ تقع فيها
أو فقرٍ
أو مرَض
فما أعظم أن تعيش:
عزيزا بالذُّل إليه
غنيّا بالفقر إليه
مُستأنِسًا بمُناجاته
فرِحا بالشكوى إليه
* فيا ربّ يا ربّ يارب :
إنّنا لما أنزلتَ إلينا من خير فقراء
لا تُعلّق قلوبنا بغيرك
و اصرفها عمّن سواك
اللهمّ كما صُنتَ وُجوهَنا من أن تسجد لغيرك فصُنْها من أن تُذَل لغيرك
أو تُعلّق به
لا تكِلْنا لأنفُسنا
واغفرْ لنا مغفرةً مِن عندك
و أسعد قلوبَنا و قلوبَ من نُحِب
و فرّج عنّا الكرَب
و استُرنا
و امنُن علينا بتوبةٍ نصوحٍ نلقاك بها
أذِقنا حلاوة مُناجاتك و التضرُّع إليك
أَشغِلنا بما يُرضيك و صرّف هِمّتَنا إليه
قَوِنّا على ما نُواجِهه من فتنٍ و مصائب
( و إنْ لم تكُن أعمالُنا و نيّاتُنا لِتبلُغَ بنا كُل ذلك=فطمعُنا في إلهٍ عنده خزائنُ كُل شيء ..عفوٍّ يُحبُ العفو.. كتب الرحمةَ على نفسِه فوسِعتْ كُل شيء ..يرزُق بغير حساب ..أرحم بِنا من الأمِّ برضِيعِها .. )
فاللهم لا ترَدَّ عبدًا ليس له إلّا أنت