سافرتُ نحْوكَ كَيْ أَراك وأَسْمعك
مُضناك وَدَّعَ قلبهُ مذْ ودّعكْ
دنياي ما دنياي ؟ أَيُّ حلاوةٍ
لمتاعها.. إِنْ لمْ أكُنْ فيْها معكْ؟
سافرْتُ نحْوك أَستعيدُكَ.. لا تسَلْ
لِلحُبِّ بوْصَلَةٌ... تُحدِّدُ موْقعكْ
في شُرفة الأَشْواق أَجلِسُ.. كُلَّما
جنَّ الظَّلامُ.. أَبِيتُ أَرْقُبُ مَطْلَعَكْ
فَمتى تعُوْدُ ؟ نحُوْلُ جسْمي شَاهِدٌ
بعْض الشهُوْد إِذَا تكلّم روَّعكْ
طال انْتظارُ الصَّبِّ يفْترشُ المُنَى
إِنْ لَمْ تَعُدْ.. فَاسْمَحْ لَهُ أَنْ يتْبعكْ
رتبْتُ فِي عَيْنَيَّ مَهْدَكَ مِثْلَمَا..
أَثثتُ مَا بَيْنَ الجَوَانِحِ مَخْدَعَكْ
وَلَكَمْ شَكَوْتُ إِلَيْكَ مِنْكَ وَأَدْمُعِي
تَجْرِي.. وَلَكِنْ مَا اسْتثارَتْ أَدْمُعَكْ
خَاصَمْتُ كُلَّ النَّاسِ كَيْ تَرْضَى وَكَمْ
بَعْثَرْتُ عُمْرِي فِي هَوَاكَ لأَجْمَعَكْ
وَشَقِيْتُ فِي صَمْتٍ.. لأمْنَحَكَ الهَنَا
مِنْ غَيرِ مَنٍّ وَانْخَفَضْتُ لأَرْفَعَكْ
وَتَرَكْتُ رُوْحِي فِي يَميْنِكَ شُعْلَةً
وَضَّاءَةً عَلِّي أُذِيْب تَمَنُّعَكْ
سَافَرْتُ نَحْوَكَ بَاحِثاً عَنْ مُهْجَتِي
مِنْ أَضْلُعِي طَارَتْ لِتَسْكُنَ أَضْلُعَكْ
أَأَعِيْشُ دُوْنَكَ؟ مَنْ سَيُطْفِئُ لَوْعَتِي؟
لا بَارَك الرَّحْمَنُ فِيْمَنْ ضَيَّعَكْ!
يَا سَيِّدِي جَفَّتْ حَدَائِقُ بَهْجَتِي
فَمَتَى سَتُجْرِي في ثَرَاهَا مَنْبَعَك؟
الحُبُ مِيقٓاتُ القلُوب سَكَنتُه ُ
مُتَبتِلاً.. حَتَى أَرَاكٓ وأَسْمَعُكْ..
لـ عيسى جرابا.