حينما يتكلّم الداعيةُ و يعظُ بأمورٍ لا يعمل بها ، بل لا يجاهد نفسه عليها من الأساس
ثم هو يُعيدها و يكررها و يُبكّتُ الناس و يجلدهم عليها ،
و ربّما بكَى في وعظه ( كجُزء من الأداء التمثيلي )
و لا يكترث و لا يهتمّ بأنّه يقول ما لا يعمل ،و لا يسعى له
و هو بعدُ راضٍ عن نفسه جدا
حينها قد تحوّلت الدعوة إلى أداء تمثيلي
مجرّد وظيفة
و مصدر رزق أو شهرة !
#حينما يتقي الداعيةُ الكلام عن أخصّ ما يحتاجه الناس
و آكد ما يطلبون لأنه يخشى على مصلحته الدنيوية بل على تَرفه و رفاهيته ،
ثم هو يُطيلُ الكلام و يُزخرفه في أمورٍ شبع الناس منها و حفظوها و لا يحتاجونها ،
و تُنفَقُ ملايين الدولارات على برامج و يُحشَد فيها دُعاة و مشايخ من جميع الجنسيّات يُقال فيها كلامٌ يحفظه الطفل الصغير ،
و يُحكَى فيها كلامٌ نادرُ الفائدة ..إن وُجدت
و لم تكن تستحق كل هذا البذخ المبذول لها
ثم ينقلبُ هؤلاء الدعاةُ إلى قصورهم راضين عن أنفسهم بما قدّموا لأُمتهم من جهد و نضال !
و قد تحوّلت الدعوة إلى
شو إعلامي
و فلكلور
و مادة للتسليّة كأيّ برنامج آخر ،
مجرّد حُقن
و مُسكّنات دينيّة
و وجبة حمضانة و مغشوشة
يُفكّر
الداعية في الحديقة التي سيقدم فيها البرنامج
و في اللباس الذي يليق بالحلقة
و بطريقة العرض دون أن يفكّر بجديّة
و يجتهد في تحضير ما يحتاجه الناس و فيما سيقول و يُقدّم ..المهم يكون شكله حلو .
و البرنامج ظريف.
# لقد فقدَ الداعيةُ مكانتَه و مكانه من التأثير و النفع و الإصلاح
بقدر ما فقَد من العمل و بقدر حب الدنيا في قلبه و حرصه عليها و على ما فيها من متاع و مال و شهرة و منزلة
# و لأنّ الكلام يقعُ في قلوب الناس بقدر موقعه من قلب المتكلّم و عمله = ضاع كلام هؤلاء من قلوب الناس و مرّ كالهواء..
بل كان كثيرٌ منهم فتنةً للناس ..
إلا من رحم الله ..
فاللهم ارزقنا دُعاةَ خيرٍ ،و أصلحنا و اهدنا و استرنا
#حسين عبد الرزاق