شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح كل ما يشمل السيرة النبوية وقصص الصحابة و التابعين و السلف الصالح |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
رد: الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه و سلم فصل الضرب الثاني : ما يتفق على المدح بكثرته و الضرب الثاني ما يتفق المدح بكثرته ، و الفخر بوفوره ، كالنكاح و الجاه : أما النكاح فمتفق فيه شرعاً و عادة ، فإنه دليل الكمال ، و صحة الذكورية ، و لم يزل التفاخر بكثرته عادة معروفة ، و التمادح به سيرة ماضية . و أما في الشرع فسنة مأثورة ، و قد قال ابن عباس : أفضل هذه الأمة أكثرها نساء يشير إليه صلى الله عليه و سلم . و قد قال عليه السلام : تناكحوا تناسلوا ، فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة . و نهى عن التبتل مع ما فيه من قمع الشهوة ، و غض البصر اللذين نبه عليهما صلى الله عليه و سلم بقوله : من كان ذا طول فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، و أحصن للفرج حتى لم يره العلماء مما يقدح في الز هد . قال سهل بن عبد الله : قد حببن إلى سيد المرسلين ، فكيف يزهد فيهن ؟ و نحوه لابن عيينه . و قد كان زهاد الصحابة كثيري الزوجات و السراري ، كثيري النكاح . و حكي في ذلك على علي ، و الحسن ، و ابن عمر ، و غيرهم غير شيء . و قد كره غير و احد أن يلقى الله عزباً . فإن قلت : كيف يكون النكاح و كثرته من الفضائل ، و هذا يحيى بن زكريا عليه السلام قد أثنى ال له تعالى عليه أنه كان حصوراً ، فكيف يثني الله بالعجز عما تعده فضيلة ؟ . و هذا عيسى عليه السلام تبتل عنه النساء ، و لو كان كما قررته لنكح ؟ فاعلم أن ثناء الله تعالى على يحيى بأنه حصور ليس كما قال بعضهم : إنه كان هيوباً ، أو لا ذكر له ، بل قد أنكر هذا حذاق المفسرين و نقاد العلماء ، و قالوا : هذه تقيصة و عيب ، و لا تليق بالأنبياء . و إنما معناه أنه معصوم من الذنوب ، أي لا تأتيها ، كأنه حصر عنها . و قيل : مانعاً نفسه من الشهوات . و قيل : ليست له شهرة في النساء . فقد بان ذلك من هذا أن عدم القدر على النكاح نقص ، و إنما الفضل في كونها موجودة ، ثم قمعها ، إما بمجاهدة ، كعيسى عليه السلام ، أو بكفاية من الله تعالى ، كيحيى عليه السلام ـ فضيلة زائدة لكونها شاغلة في كثير من الأوقات حاطة إلى الدنيا . ثم هي في حق من أقدر عليها و ملكها و قام بالواجب فيها ، و لم تشغله عن ربه ـ درجة عالياً ، و هي درجة نبينا صلى الله عليه و سلم الذي لم تشغله كثرتهن عن عبادة ربه ، بل زاده ذلك عبادة لتحصينهن ، و قيامه بحقوقهن ، و اكتسابه لهن ، و هدايته إياهن ، بل صرح أنها ليست من حظوظ [29] دنياه هو ، و إن كانت من حظوظ دنيا غيره ، فقال : حبب إلي من دنياكم . فدل على أن حبه لما ذكر من النساء و الطيب اللذين هما من أمور دنيا غيره ، و استعماله لذلك ليس لدنياه ، بل لآخرته ، للفوائد الذي ذكرناها في التزويج ، و للقاءالملائكة في الطيب ، و لأنه أيضاً مما يحض على الجماع ، و يعين عليه ، و يحرك أسبابه . و كان حبه لهاتين الخصلتين لأجل غيره ، و قمع شهوته ، و كان حبه الحقيقي المختص بذاته في مشاهدته جبروت مولاه و مناجاته ، و لذلك ميز بين الحبين ، و فصل بين الحالين ، فقال : و جعلت قرة عيني في الصلاة ، فقد ساوى يحيى و عيسى في كفاية فتنتهن ، و زاد فضيلة بالقيام بهن . و كان صلى الله عليه و سلم ممن أقدر على القوة في هذا ، و أعطي الكثير منه ، و لهذا أبيح له من عدد الحرائر ما لم يبح لغيره . و قد روينا عن أنس أنه صلى الله عليه و سلم كان يدور على نسائه في الساعة من الليل و النهار ، و هن إحدى عشرة . و عن طاوس : أعطي عليه السلام قوة أربعين رجلاً في الجماع . و مثله عن صفوان بن سليم . و قالت سلمى مولاته : طاف النبي صلى الله عليه و سلم ليلة على نسائه التسع ، و تطهر من كل واحدة قبل أن يأتي الأخر ى ، و قال : هذا أطيب و أطهر . قال أنس : و كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين رجلاً . خرجه النسائي ، و روي نحوه عن أبي رافع . و قد قال سليمان ـ عليه السلام : [ لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع و تسعين ] و أنه فعل ذلك . قال ابن عباس : كان في ظهر سليمان ماء مائة رجل أو تسع و تسعين ، و كانت له ثلاثمائة امرأة و ثلاثمائة سرية . و حكى النقاش و غيره سبعمائة امرأة و ثلاثمائة سرية . و قد كان لداود عليه السلام على زهده و أكله من عمل يده تسع و تسعون امرأة ، و تمت بزوج أوريا مائة . و قد نبه على ذلك في الكتاب العزيز بقوله تعالى : إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة [ سورة ص / 38 ، الآية : 23 ] . و في حديث أنس عنه ، عليه السلام : فضلت على الناس بأربع : بالسخاء ، و الشجاعة ، و كثرة الجماع ، و قوة البطش . و أما الجاه فمحمود عند العقلاء عادة و بقدر جاهه عظمه في القلوب . و قد قال الله تعالى في صفة عيسى عليه السلام : وجيها في الدنيا والآخرة ، لكن آفاته كثيرة ، فهو مضر لبعض الناس لعقبى الأخرة ، فلذلك ذمه من ذمه ، و مدح ضده . و ورد في الشرع مدح الخمول ، و ذم العلو في الأرض . و كان صلى الله عليه و سلم قد رزق من الحشمة ، و المكانة في القلوب ، و العظمة قبل النبوة عند الجاهلية و بعدها ، و هم يكذبونه و يؤذون أصحابه ، و يقصدون أذاه في نفسه خفية حتى إذا واجههم أعظموا أمره ، و قضوا حاجته . و أخباره في ذلك معروفة سيأتي بعضها . و قد كان يبهت و يفرق لرؤيته من لم تره ، كما روي عن قيلة أنها لما رأته أرعدت من الفرق ، فقال : يا مسكينة ، عليك السكينة . و في حديث أبي مسعود أن رجلاً قام بين يديه فأرعد ، فقال : هون عليك فإني لست بملك .. لحديث . فأما عظم قدره بالنبوة ، و شريف منزلته بالرسالة ، و إنافة رتبته بالإصطفاء و الكرامة في الدنيا فأمر هو مبلغ النهاية ، ثم هو في الآخرة سيد ولد آدم . و على معنى هذا الفصل نظمنا هذا القسم بأسره . |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عُذرًا حبيبي المصطفى | إسمهان الجادوي | شعاع الأدب العربي | 5 | 01-12-2015 09:03 AM |
صفحات من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم | مريم مصطفى رفيق | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 3 | 07-22-2014 04:28 PM |
حقوق الإنسان لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي | امي فضيلة | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 07-05-2014 06:43 PM |
حقوق المسلم على المسلم منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب | هوازن الشريف | شعاع الحديث الشريف و أصوله | 4 | 06-08-2014 09:10 AM |
حقوق الطفل | ام مصطفى | شعاع الأمومة والطفولة | 6 | 05-13-2014 01:16 PM |