شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح كل ما يشمل السيرة النبوية وقصص الصحابة و التابعين و السلف الصالح |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
رد: الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه و سلم فصل الضرب الثالث : ما تختلف الحالات في التمدح به و أما الضرب الثالث ، فهو ما تختلف الحالات في التمدح به و التفاخر بسببه ، و التفضيل [ 30 ] لأجله ، ككثرة المال ـ فصاحبه على الجملة معظم عند العامة ، لإعتقادها توصله به إلى حاجاته ، و تمكن أغراضه بسببه ، و إلا فليس فضيلة في نفسه ، فمتى كان المال بهذه الصورة ، و صاحبه منفقاً له في مهمات من اعتراه و أمله ، و تصريفه في مواضعه مشترياً به المعالي و الثناء الحسن ، و المنزلة في القلوب ـ كان فضيلة في صاحبه عند أهل الدنيا ، و إذا صرفه في وجوه البر ، و أنفقه في سبيل الخير ، و قصد بذلك الله و الدار الآخرة ، كان فضيلة عند الكل بكل حال ، و متى كان صاحبه ممسكاً له غير موجهه وجوهه ، حريصاً على جمعه ، عاد كثرة كالعدم ، و كان منقصة في صاحبه ، و لم يقف به على جدد السلامة ، بل أوقعه في هوة رذيلة البخل ، و مذمة النذالة ، فإذا التمدح بالمال و فضيلته عند مفضله ليست لنفسه ، و إنما هو للتوصل به إلى غيره ، و تصريفه في متصرفاته ، فجامعه إذا لم يضعه مواضعه ، و لا وجهه وجوهه غير مليء بالحقيقة و لا غنى بالمعنى ، و لا ممتدح عند أحد من العقلاء ، بل هو فقير أبداً غير واصل إلى غرض من أغراضه ، إذ ما بيده من المال الموصل لها لم يسلط عليه ، فأشبه خازن مال غيره ، و لا مال له ، فكان ليس في يده منه شيء . و المنفق مليء و غني بتحصيله فوائد المال ، و إن لم يبق في يده من المال شيء . فانظر سيرة نبينا صلى الله عليه و سلم و خلقه في المال تجده قد أوتي خزائن الأرض ، و مفاتيح البلاد ، و أحلت له الغنائم ، و لم تحل لنبي قبله ، و فتح عليه في حياته صلى الله عليه و سلم بلاد الحجاز و اليمن ، و جميع جزيرة العرب ، و ما دانى ذلك من الشام و العراق ، و جلبت إليه من أخماسها و جزيتها و صدقاتها ما لا يجني للملوك إلا بعضه ، و هادته جماعة من ملوك الأقاليم فيما استأثر بشيء منه ، و لا مسك منه درهما ، بل صرفه مصارفه ، و أغنى به غيره ، و قوى به المسلمين ، و قال : ما يسرني أن لي أحداً ذهباً يبيت عندي منه دينار ، إلا ديناراً أرصده لدين . و أتته دنانير مرة فقسمها ، و بقيت منه ستة ، فدفعها لبعض نسائه ، فلم يـأخذه نوم حتى قام و قسمها ، و قال : الآن استرحت . و مات و درعه مرهونة في نفقة عياله . و اقتصر من نفقته و ملبسه و مسكنه على ما تدعو ضرورته إليه . و زهد فيما سواه ، فك ان يلبس ما وجده ، فيلبس في الغالب الشملة ، و الكساة الخشن ، و البرد الغليظ ، و يقسم على من حضره أقيبة الديباج المخوصة بالذهب ، و يرفع لمن لم يحضره ، إذ المباهاة في الملابس و التزين بها ليست من خصال الشرف و الجلالة ، و هي من سمات النساء . و المحمود منها نقاوة الثوب ، و التوسط في جنسه ، و كونه لبس مثله ، غير مسقط لمروءة جنسه مما لا يؤدي إلى الشهرة في الطرفين . و قد ذم الشرع ذلك ، و غاية الفخر فيه في العادة عند الناس إنما يعود إلى الفخر بكثرة الموجود ، و وفور الحال . و كذلك التباهي بجودة المسكن ، و سعة المنزل ، و تكثير آلاته و خدمه و مركوباته . و من ملك الأرض ، و جبي إليه ما فيها ، فترك ذلك ذهداً و تنزهاً ، فهو حائز لفضيلة المال ، و مالك للفخر بهذه الخصلة إن كانت فضيلة زائد عليها في الفخر ، و معرق في المدح بإضرابه عنها ، و زهدة في فانيها ، و بذلها في مظانها . |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عُذرًا حبيبي المصطفى | إسمهان الجادوي | شعاع الأدب العربي | 5 | 01-12-2015 09:03 AM |
صفحات من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم | مريم مصطفى رفيق | شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح | 3 | 07-22-2014 04:28 PM |
حقوق الإنسان لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي | امي فضيلة | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 07-05-2014 06:43 PM |
حقوق المسلم على المسلم منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب | هوازن الشريف | شعاع الحديث الشريف و أصوله | 4 | 06-08-2014 09:10 AM |
حقوق الطفل | ام مصطفى | شعاع الأمومة والطفولة | 6 | 05-13-2014 01:16 PM |