منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع اللغة العربية (https://hwazen.com/vb/f97.html)
-   -   شرح مختصر في موطأة الفصيح لابن المرحل (https://hwazen.com/vb/t1192.html)

إسمهان الجادوي 07-31-2013 09:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤلؤة الخير (المشاركة 8240)
ماشاء الله

بارك الله فيكِ اختي




http://files.fatakat.com/2010/4/1272225799.gif


إسمهان الجادوي 07-31-2013 09:38 PM

[تكملة باب فعِلت بكسر العين]

[91- وَقَدْ بَرِئْتُ وَبَرَأْتُ أَبْرَأُ ..... بُرْءًا مِنَ السُّقْمِ فَعُمْرِي يُنْسَأُ]
تقول (برِئ) بكسر الراء في الماضي، (يبرَأ) بفتح الراء في المضارع، ومعناه السلامة أو الشفاء من المرض، وقد عبر الناظم عن هذا المعنى بلازمه فقال (فعمري يُنسأ) أي يؤخّر.
ويجوز أن تقول (برَأ) بفتح الراء في الماضي أيضا، ولكن الكسر أشهر، ولذلك ذكره ثعلب في هذا الباب ولم يذكره في باب ما يقال بلغتين، لا سيما والفعل (برَأ) يستعمل بمعنى آخر وهو الخلق؛ تقول (برَأ الله السموات والأرض) ومنه اسمه تعالى (البارئ).
وأذكّر هنا بقاعدة حرف الحلق، وهي أن الفعل إذا كان مفتوح العين في الماضي والمضارع فلا بد أن تكون عينُه أو لامُه حرف حلق، وهذا متحقق هنا لوجود الهمزة.
وقول الناظم (بُرْءًا) هو بضم الراء إن أردت مصدر (برِئ)، وبفتح الراء إن أردت مصدر (برَأ).

[92- وَقَدْ بَرَيْتُ قَلَمِي وَقِدْحِي ..... بَرْيًا وَلَيْسَ الْبَابُ بَابَ الْفَتْحِ]

تقول (برَى) بفتح الراء في الماضي، (يبرِي) بكسر الراء في المضارع، ومعناه قَشْر القَلَم أو نَحْتُه، وقوله (وقِدْحي) زيادة من الناظم، وأما ثعلب فقال (بريت القلم وغيرَه) فعمّم، فذِكرُ الناظم (القِدْح) من باب التمثيل لقول ثعلب (وغيره).
وأما (القِدْح) فهو السهم قبل أن يُركَّب نصلُه، وجمعه (قِداح)، وأما القَدَح فهو الكوب، وجمعه أَقْداح، والناس تخلط بينهما أحيانا، ولا سيما في قول العرب إذا أرادوا أن يمدحوا شخصا (فلانٌ له القِدْحُ المُعَلَّى) والمقصود بذلك أحد السهام التي كانت العرب تستقسم بها في الميسر وفي القرعة، وهي التي تسمى الأزلام، وكل منها له قيمة أو نصيب معين، فإذا اقترعوا بها وخرج أحدُها كان لصاحبه حظُّه، وأسماءُ هذه السهام عشرة: الفَذّ، والتوأم، والرقيب، والحِلْس، والنافس، والمُسبِل، والمُعَلَّى، ثم ثلاثة سهام لا نصيبَ لها وهي الفسيح والمنيح والوَغْد.
فالسهم المعلى أو القِدْح المعلى: هو أعلى هذه السهام نصيبا، ولذلك يُضرب به المثل كما قلنا فيقال (فلان له القدح المعلى).
ولكن هذا الفعل (برَى) مفتوح العين في الماضي، فلا ينبغي أن يدخل في هذا الباب، ولذلك قال الناظم (وليس البابُ بابَ الفتح) أي وليس هذا البابُ الذي نحن فيه بابَ الأفعال المفتوحة العين حتى يذكر فيها هذا الفعل، وإنما ذكره ثعلب استطرادا من باب تتميم الفائدة؛ لأن بعض الناس قد يخطئ في الفعل المهموز (برِئت) أو (برَأت) فيقول (برَيت)، والمتقدمون كانوا يعتنون بإفادة الطالب أكثرَ من عنايتهم بمراعاة صناعة التأليف والتقسيم الاصطلاحي.
وأما هذا الفعل (بريت) فيستعمل كثيرا مع القوس، ولما كان بَرْيُ القوس بحاجة إلى إحكام الصناعة ضربوا به المثل في الإتقان عموما فقالوا (أعطِ القوسَ باريها) أي: ارجع في كل عمل إلى صاحبه الذي يُتقنه، واسأل في كل شيء أهلَه الذين يُحسنونه؛ وفي بعض نسخ الفصيح زيادة هذا البيت:
يا باريَ القوسِ بَرْيا ليس تُحكِمه .... لا تظلمِ القوسَ واعط القوسَ باريها

[93- وَقَدْ بَرِئْتُ مِنْهُ أَوْ إِلَيْهِ ..... بَرَاءَةً ظَاهِرَةً لَدَيْهِ]

سبق ذكر معنى للفعل (بَرِئَ) وهو الشفاء من المرض، وذكر هنا معنى آخر، وهو البراءة من الحقوق؛ تقول: (برِئتُ من الرجل، وبرِئتُ من الدَّين) أي سقطت عني المطالبة بذلك، وقد ذكر ثعلب هذين المثالين (الرجل والدين) ولم يذكرهما الناظم، واقتصر ثعلب على تعدية الفعل بـ(من) وزاد الناظم تعديته بـ(إلى).
ويلاحظ هنا اختلاف المعاني باختلاف المصادر؛ فبرئت من المرض مصدره (البُرء) وبرئت من الحقوق مصدره (البراءة).

[94- وَقَدْ ضَنِنْتُ أَيْ بَخِلْتُ بَخَلاَ ..... وَالأَمْرُ إِنْ عَمَّ فَقُلْ قَدْ شَمِلاَ]

تقول (ضنِنْت) بكسر النون في الماضي، (أضَن) بفتح الضاد في المضارع، ومعناه البُخْل كما ذكر الناظم، وأصله (أضْنَن) بسكون الضاد وفتح النون على ما ذكرنا سابقا في تصريف الفعل المضعف، ومن كلام البلغاء (فلانٌ لا يَضَنُّ على القرطاس) أي يطيل في بحثه وتصنيفه.
وقول الناظم (بَخَلا) بفتح الباء والخاء هو مثل البُخْل، وكثيرا ما يأتي هذا في كلام العرب؛ أعني تعاقب وزن (فَعَل) ووزن (فُعْل)؛ مثل عَرَب وعُرْب، عَجَم وعُجْم، رَهَب رُهْب، وَلَد وُلْد، شَغَل وشُغْل، سَقَم وسُقْم .. إلخ.
وتقول (شمِل) بكسر الميم في الماضي، (يشمَل) بفتح الميم في المضارع، بمعنى العموم كما ذكر الناظم، وقد وقع في النسخة المطبوعة من موطأة الفصيح (شمَلا) بفتح الميم وهو سبق قلم؛ لأن الباب كله باب فعِل بكسر العين.

[95- وَدَهِمَتْهُمْ خَيْلُنَا أَيْ كَثُرَتْ ..... عَلَيْهِمُ وَفَجِئَتْ وَانْتَشَرَتْ]

تقول (دهِم) بكسر الهاء في الماضي، (يَدْهَم) بفتح الهاء في المضارع، تقول (دهِمتهم الخيل تدهَمهم)، وذكر ثعلب (الخيل) لكنه لم يذكر تفسير الفعل، وقد فسره الناظم بقوله (أي كثُرت عليهم وفجِئت وانتشرت)، فمعناه الكثرة والانتشار؛ ومنه اشتقاق (الدهماء) للعدد الكثير من الناس.

[96- وَشَلَّتِ الْيَدُ وَمَعْنَى الشَّلَلِ ..... تَقَبُّضُ الْكَفِّ لِبَعْضِ الْعِلَلِ]

تقول (شَلِلْتَ) بكسر اللام في الماضي (تَشَلّ) بفتح الشين في المضارع، وأصله (تشْلَل) بسكون الشين وفتح اللام كما سبق بيانه في تصريف الفعل المضعف، ومصدره (الشَّلَل) وهو قياس فَعِلَ اللازم كما قال ابن مالك:
وفَعِلَ اللازمُ بابه فَعَل ..... كفرح وكجوى وكشَلَلْ
وفسّره الناظم بقوله (تقبُّض الكف لبعض العلل)، وأوضحُ منه أن يُقال (ذَهابُ عمل اليد أو بطلان حركتها لمرض أو نحوه).
والعامة تقول (شُلّت اليد) وهي لغة حكاها بعض اللغويين، إلا أن الأكثرين من العلماء على أنها خطأ، وعلى كل حال فلا خلاف أن (شَلّت) بفتح الشين هو الفصيح المشهور في كلام العرب.
ولم يذكر الناظم المضارع في معظم الأفعال في هذا الباب؛ لأنها جارية على القياس كما قلنا، لكن ثعلب ذكر المضارع في معظم الأفعال؛ لأنه وضع كتابه تمرينا للمبتدئ الذي لا يعرف مثل هذه القواعد القياسية، وأكثرُ الاعتراضات التي اعترض بها الشراحُ على ثعلب جاءت من الغفلة عن هذه النكتة، مع أنها واضحة فيما أرى.
وزاد ثعلب قوله (ولا تَشْلَلْ يَدُك) وهو دعاء بالسلامة من الشلل، وفي بعض نسخ الفصيح جاء هذا البيت:
فلا تَشلَلْ يدٌ فتكت بعمرو .... فإنك لن تذِل ولن تُضاما

[97- وَنَفِدَ الشَّيْءُ بِمَعْنَى فَنِيَا ..... وَقَدْ لَجِجْتَ يَا فَتَى تَأَبِّيَا]

تقول (نفِد) بكسر الفاء في الماضي، (ينفَد) بفتح الفاء في المضارع، ومعناه (فَنِي) كما قال الناظم، وقد قال تعالى: {ما عندكم ينفَد وما عند الله باق}، ومن الأخطاء الشائعة بين العامة قولهم (نفَذ الشيء ينفذ) بالذال، وفتح الفاء في الماضي، وكلاهما خطأ، والصواب كسر الفاء في الماضي، وكونه بالدال المهملة.
وتقول (لَجِجْت) بكسر الجيم في الماضي، (تلَجّ) بفتح اللام في المضارع، وأصله (تلْجَج) بسكون اللام وفتح الجيم كما سبق ذكره في تصريف الفعل المضعف.
وقول الناظم (يا فتى) زيادة لم يذكرها ثعلب، إلا أنها مشهورة في كتب اللغة، والمقصود بها تفهيم القارئ أن الفعلَ المسطور مذكورٌ بصيغة المخاطب (لججتَ) بفتح التاء، وليست (لججتُ) بتاء المتكلم، ولا (لججتِ) بتاء المخاطبة.
ولم يفسر ثعلب كعادته الفعل(لَجّ)، وقد فسره الناظم بقوله (تأبِّيا) وهو من باب التفسير باللازم؛ لأن اللجاج عادة يكون مع الإباء والرفض.

[98- وَخَطِفَ الشَّيْءَ بِمَعْنَى أَسْرَعَا ..... فِي أَخْذِهِ أَوْ نَقْلِهِ مُسْتَمِعَا]

تقول (خطِف) بكسر الطاء في الماضي، (يخطَف) بفتح الطاء في المضارع، ومعناه الإسراع في الأخذ، كما قال تعالى في المضارع: {يكاد البرق يخطَف أبصارهم}، وقال في الماضي {إلا من خطِف الخطفة}، وفيه لغة أخرى وهي خطَف يخطِف، لكن اللغة الأولى هي الأشهر والأكثر استعمالا.

[99- وَقَدْ وَدِدْتُ الْمَرْءَ أَيْ أَحْبَبْتُهُ ..... وَقَدْ وَدِدْتُّ أَنَّنِي أَصَبْتُهُ]

تقول (ودِدْت) بكسر الدال في الماضي، (أوَدّ) بفتح الواو في المضارع، وأصله (أوْدَد) بسكون الواو وفتح الدال كما سبق بيانه، ومعناه الحب، ومعناه أيضا تمني الشيء، وهما متقاربان.
ولذلك تقول العرب (وددت أنْ كان كذا) أي رغبت وأحببت، و(وددت لو كان كذا) أي تمنيت، فيستعملون (لو) لأن المقصود التمني، وهو الأشهر في كلام العرب.
وقد جاء الماضي في قوله تعالى: {وَدّ الذين كفروا لو تغفلون}، وجاء المضارع في قوله تعالى: {يَوَدُّ أحدُهم لو يعمر ألف سنة}.
والمصدر من ذلك (الوُد) بضم الواو؛ كما في قوله تعالى: {سيجعل لهم الرحمن وُدا}، و(الموَدّة) كما في قوله تعالى: {وجعل بينكم مودة ورحمة}.

والله أعلى وأعلم.

إسمهان الجادوي 07-31-2013 09:40 PM

(تابع باب فعِلت بكسر العين)

[100- وَرَضِعَ الْمَوْلُودُ حَتَّى رَوِيَا ..... وَفَرِكَتْهُ زَوْجُهُ فَابْتُلِيَا]
تقول (رضِع) بكسر الضاد في الماضي، (يرضَع) بفتح الضاد في المضارع، وفيه لغة أخرى حكاها بعض العلماء، وهي (رضَع يرضِع) مثل ضرَب يضرِب، ولكن اللغة التي ذكرها ثعلب هي الأفصح والأشهر، ونلاحظ أن لام الفعل هي حرف العين، وهو من حروف الحلق، ومن ثم فلو كان في هذا الفعل لغة أخرى بفتح الماضي والمضارع (رضَع يرضَع) لما كانت مخالفة للقياس، ولكن بعض العلماء ذكر أن هذه اللغة لم تسمع عن العرب، إلا أن تركيب اللغات جائز ما لم يؤدِّ إلى محظور، والمقصود بالتركيب أن تأخذ تصريفا من إحدى لغات العرب، وتأخذ التصريف الآخر من لغة أخرى من لغات العرب؛ وعلى ذلك حمل بعض العلماء قول العرب (أبَى يأبَى)؛ لأنه مخالف لقاعدة حروف الحلق، قالوا: إن فيه لغتين (أبِي يأبَى) و(أبَى يأبِي)، فأخذ بعضهم الماضي من اللغة الأولى والمضارع من اللغة الثانية فتركبت لغة (أبَى يأبَى).
وقد يقول قائل: كيف عرف العلماء هذا التركيب؟ إنهم يسمعون كلام العرب في سياقه، والعربي قد يتكلم بالماضي وحده وقد يتكلم بالمضارع وحده، ولا يلزم أن يتكلم بهما معا، فكيف حكموا أن (رضِع يرضَع) لغة وأن (رضَع يرضِع) لغة أخرى. وأحيانا يطلقون إطلاقات واسعة لا يمكن الجزم بها؛ كقولهم: (الهجانُ: الخيار من كل شيء)، فكيف عرف العالم أن ذلك يقال في كل شيء؟
والجواب: أننا لا نعرف كيف عرف العلماء ذلك على وجه اليقين، وإن كنا نستطيع أن نفكر في بعض الاحتمالات، وقد ذكرتُ في موضع آخر أن هذا الموضوع مهم، ويستحق أن يفرد بالبحث في رسائل علمية، وأعني بذلك (تتبع طرائق العلماء الأوائل في معرفة اللغة)، فمثلا قد يقال: إن العالم كثرت مخالطته لبعض قبائل العرب ولم يسمع أحدا منهم جمع بين الفتح في الماضي والمضارع، وهكذا.
وإنما أطلتُ في هذه المسألة؛ لأننا صرنا في عصر كثر فيه التعدي على أهل العلم الأوائل بالاعتراض والتجهيل والتخطئة اعتمادا على الجهل بطرائقهم في الاستدلال

ولم يفسر ثعلب معنى الرضاع، وفسره الناظم بقوله (حتى رويا)، ففيه إشارة إلى أن المقصود من الرضاع هو الشرب وإن لم يكن بالتقام، ولذلك قرر العلماء أن العبرة في الرضاع هي اللبن بغض النظر عن الالتقام

وتقول (فرِك) بكسر الراء في الماضي (يفرَك) بفتح الراء في المضارع، ولم يفسره الناظم إلا بالإشارة في قوله (فابتليا) وسوف يفسر المصدر في البيت القادم، أما ثعلب فقد فسره بالنص في قوله (فركت المرأة زوجها تفركه فركا إذا أبغضته).
ومن الأفعال التي تشتبه بهذا الفعل قولهم (فرَك يفرُك فَرْكا) بمعنى دَلَك، كما في حديث عائشة: كنت أفرُك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي الحديث (لا يفرَك مؤمنٌ مؤمنة؛ إذا كره منها خلقا رضي منها آخر) الحديث بفتح الراء، وكثير من الناس يخطئ في نطقه، فبعضهم يضم الراء وبعضهم يكسر الراء، والصواب الفتح.

[101- وَالْفِرْكُ بُغْضُ الزَّوْجِ وَهْيَ فَارِكُ ..... كَمَا تَقُولُ طَامِثٌ وَعَارِكُ]

المصدر من (فرِكت المرأةُ زوجَها) هو الفِرْك؛ بكسر الفاء كما سيأتي للناظم النص عليه، وقد وقع في بعض كتب اللغة ضبطه بالفتح وهو تساهل من المحققين، وإن كان بعض العلماء حكى الفتح إلا أن المشهور المعروف هو الكسر، لا سيما لمنع اللبس بالفَرْك الذي هو الدلك.
وبعد أن ذكر الناظم معنى (الفِرك) تبرع بزيادة لم يذكرها ثعلب، وهي أن الصفة من الفرك هي (فارك) والقياس أن تقول (فاركة) مثلما تقول (كارهة) (ساخطة) (غاضبة)؛ لكن لما كان الفرك مختصا بالنساء عند الإطلاق حذفت منه الهاء كما قالوا (امرأة طامث) و(امرأة عارك) أي حائض.

[102- وَقَدْ شَرِكْتُ رَجُلاً مِسِّيكَا ..... أَشْرَكُهُ كُنْتُ لَهُ شَرِيكَا]

تقول (شرِك) بكسر الراء في الماضي، (يشرَك) بفتح الراء في المضارع، ومعناه كما قال الناظم: أن يكون الشخص شريكا لغيره، والعامة تخطئ في هذا الفعل فتقول: (شرَك يشرِك)، وقول الناظم (رجلا مسيكا) أي بخيلا، وهي صيغة مبالغة مثل (فِسِّيق) و(سِكِّير)، وهي حشو لمجرد الوزن؛ لأن الشركة أعم من ذلك.

[103- تَقُولُ فِي مَصْدَرِ هَذَا الشِّرْكُ ..... كَمِثْلِ مَا تَقُولُ قَبْلُ الْفِرْكُ]

معظم نسخ الفصيح لم يرد فيها مصدر (شرك يشرك)، وورد في بعضها، ولعل الناظم اعتمد على ذلك أو تبرع بذكره، فتقول: شرِك يشرَك شِرْكا، كما تقول: فرِك يفرَك فِرْكا، وكذلك تقول: علِم يعلَم عِلْما، وألِف يألَف إِلْفا، وخطِئَ يخطَأ خِطْأ، وهكذا.
وذِكرُ هذه النظائر مما يعين على حفظ العلم ورسوخه في الصدر، ولذلك ينبغي لطالب العلم أن يهتم بمثل هذه الفوائد، ويحفظ هذه النظائر، ويربِط بعضها ببعض؛ حتى لا ينسى العلم


[104- وَقَدْ صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ يَا فَتَى ..... كَأَنَّ هَذَا مَثَلٌ كَذَا أَتَى]

تقول (برِرْتَ) بكسر الراء في الماضي، (تَبَرّ) بفتح الباء في المضارع، وأصله (تبْرَر) بسكون الباء وفتح الراء، ثم نقلت الحركة على قاعدة الفعل المضعف كما سبق بيانه.
وقولهم (صدَقت وبرِرت) بفتح الدال وكسر الراء، والعامة تقوله بفتح الراء من باب المشاكلة، وهو خطأ، ومقصود ثعلب التنبيه على (بررت) وإنما ذكر (صدقت) معه لورودهما هكذا في الاستعمال، ولذلك قال الناظم في شرحه (كأن هذا مثل كذا أتى)، ولا يسمى مثل هذا (مثلا) في الاصطلاح؛ لأن المثل يكون معتمدا على (حكمة) أو (أفضلية) أو (قصة) في الغالب.
ومعنى (برِرت) قريب من معنى صدقت، ولذلك قرن ثعلب بينهما وتبعه الناظم؛ لأن تفسير الألفاظ بالقرائن واللوازم والسياقات كثيرا ما يكون أفضل من التفسير بالمرادف؛ لأن المرادف التام لا يكاد يوجد، وإن وجد فقد يكون أخفى من الأصل فلا يصح التفسير به.

[105- وَقَدْ بَرِرْتُ وَالِدِي أَبَرُّهُ ..... فَأَنَا بَرٌّ لاَ يَغِبُّ بِرُّهُ]

الفعل (برّ) يستعمل لازما ومتعديا، فاستعماله لازما سبق بيانه في البيت السابق، واستعماله متعديا ذكره الناظم في هذا البيت؛ تقول (بَرَّ فلانٌ والدَه) أي أكرمه وأطاعه، والصفة منه (بَرّ) و(بارّ)، وقد أشار الناظم إلى (بر) في هذا البيت، وإلى (بار) في البيت القادم.

[106- وَقَدْ أَتَى اسْمَ فَاعِلٍ مِنْ بَرَّا ..... بِأَلِفٍ كَمَا أَتَى مِنْ سَرَّا]

أشار الناظم في هذا البيت إلى أن الصفة من (البر) هي (بارّ) أيضا على وزن فاعل، وقوله (وقد أتى اسمَ فاعل) أي وقد أتى الوصف اسمَ فاعل، فكلمة (اسم) منصوبة، ويجوز رفعها على الفاعلية ويكون التقدير (أتى اسمُ فاعل بهذا المعنى)، ولكن الأقرب فيما أرى أن تكون منصوبة.
وقول الناظم (بألف كما أتى من سرا) أي كما تقول (سَرَّني الخبر فهو سارّ) فكذلك (بَرَّني الولد فهو بار)، فهو من باب ذكر النظائر أيضا لتسهيل الحفظ.
وجمع (بَرّ) أبرار؛ مثل جَدّ وأجداد، وجمع (بارّ) بَرَرَة؛ مثل فاجر وفَجَرة.

[107- وَجَشِمَتْ نَفْسِيَ هَذَا الأَمْرَ ..... تَكَلَّفَتْهُ مَعَ كُرْهٍ قَسْرَا]

تقول (جشِم) بكسر الشين في الماضي، (يجشَم) بفتح الشين في المضارع، وقد ورد شرحه في بعض نسخ الفصيح، إلا أن أكثر النسخ خلت من تفسيره، وفسره الناظم بقوله (تكلفته مع كره قسرا)، وأوضح منه أن يقال (فعلته بمشقة).

[108- وَسَفِدَ الطَّيْرُ وَغَيْرُ الطَّيْرِ ..... وَفَجِئَ الأَمْرُ عَسَى بِخَيْرِ]

تقول (سفِد) بكسر الفاء في الماضي، (يسفَد) بفتح الفاء في المضارع، وقول الناظم (وغير الطير) مثل قول ثعلب (سفد الطيرُ وغيرُه) والمقصود (غيره) من جنس الحيوان، مثل السبع والبعير والثور والتيس، فلا يشمل الإنسان؛ لأن الإنسان مخصوص بلفظ آخر وهو (الجماع)، وكثيرا ما تخص العرب الإنسان بلفظ وتستعمل لفظا آخر في الحيوان، أو تستعمل لفظا خاصا بكل جنس من أجناس الحيوان، كما سبقت الإشارة إليه في (الخضم والقضم) وغيره.
وتقول (فجِئ) بكسر الجيم في الماضي، (يفجَأ) بفتح الجيم في المضارع، بمعنى: حصل بغتة، أو حدث فجأة، ولم يفسره ثعلب، وفسره الناظم بلازمه إذ قال (عسى بخير)، وفي بعض نسخ الفصيح (يفجأني فَجْأة وفُجاءة) فذكر المصدر، وقد ورد في الحديث النهي عن نظر الفجأة أو الفجاءة في رواية.

وبهذا ينتهي بابُ (فعِلت) بكسر العين، والحمد لله رب العالمين.

نور الأمل 09-29-2013 11:18 AM

سلمت لنا يمناك على كل حرف خطته,,,
,,,,,,على كل كلمة رسمتها
عذرا,, لتقبل عباراتي المتواضعة,,,
فلم اجد الحروف التي تليق بسمو قلمك ,,وبك روحى
,,,,التي قد تلملم ردا يناسب روعة ما قدمته
لك ودي وجل تقديري,,يا تؤام روحي
جزاك الله خير وبارك الله فيك يا نور شعاع

أم يعقوب 08-03-2014 04:34 PM

رد: شرح مختصر في موطأة الفصيح لابن المرحل
 
استمتعت واستفدت كثيرا من هذا النظم وشرحه
مواضيعك دائما تحوي مادة علمية ثمينة



إسمهان الجادوي 08-03-2014 05:13 PM

رد: شرح مختصر في موطأة الفصيح لابن المرحل
 
http://im32.gulfup.com/X06Kn.gif

عطر الجنة 08-05-2014 03:26 PM

رد: شرح مختصر في موطأة الفصيح لابن المرحل
 
ماشاء الله .. أنت رائعة أختي

مواضيعك دائما مميزة

بوركت جهودك الخلابة الباهية

http://hamsmasry.com/up//uploads/ima...95fb0f82d7.gif

http://files.fatakat.com/2010/1/1264871317.gif

إسمهان الجادوي 08-06-2014 03:44 AM

رد: شرح مختصر في موطأة الفصيح لابن المرحل
 
http://im31.gulfup.com/b122P.gif

أم منير 03-06-2015 09:58 PM

رد: شرح مختصر في موطأة الفصيح لابن المرحل
 
http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwa...679537_819.gif

حمامة الاسلام 03-07-2015 01:08 PM

رد: شرح مختصر في موطأة الفصيح لابن المرحل
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك


الساعة الآن 01:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)