منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   امراض القلوب تشخيصها و علاجها (https://hwazen.com/vb/t12285.html)

حمامة الاسلام 05-19-2016 01:47 AM

امراض القلوب تشخيصها و علاجها
 
امراض القلوب




أنواع الامراض:
تتنوع امراض القلب- مثل كل الامراض- الى انواع ثلاثة يمكن حصرها فى امراض عضوية واخرى نفسية وزد على ذلك الامراض الايمانية- وهى الاخطر على الاطلاق حيث ان الاوليين- سبب للالم والشقاء فى الحياة الدنيا فقط بينما الثالثة سبب للشقاء فى الدارين الاولى والاخرة


( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى )

فعلى سبيل المثال اذا قلنا مرض قصور شرايين القلب فأننا نعنى بذلك مرضا عضويا واذا قلنا الاكتئاب فاننا نعنى بذلك مرضيا نفسيا -وقد توجد منطقة رمادية بين الاثنين فيما يعرف بالامراض النفس جسمانيه يشمل ذلك المريض -الذى يحير العديد من الاطباء بان يعطى اعراضا تتشابهه لامراض قلبية عضوية دون ان يكون مصابا باى منها بعد استنفاذ كل الفحوص اللازمة والنوع الثالث والاخطر هنا هو الامراض الايمانية وهى الامراض التى تم الاشارة اليها فى القرآن الكريم والتى نعنى بعرضها هنا بشىء من التفصيل وقد ورد فى كتب التفاسير الكثير من الشرح لهذه الامراض ومنها تفسير الامام القرطبى الذى ذكر فيه عشرة اوصاف او اسماء لها هى :
(الختم والطبع والضيق والمرض والرين والموت والقساوة والانصراف والحمية والإنكار)

- قلبٌ سليمٌ:

وهو الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به، قال تعالى:
{يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88-89].

والقلب السليم هو الذي قد سلم من كل شهوةٍ تُخالف أمر الله ونهيه، ومن كلِّ شبهةٍ تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله صلى الله عليه وسلم. الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شركٌ بوجهٍ ما، بل قد خلصت عبوديته لله: إِرادةً، ومحبةً، وتوكلاً، وإِنابةً، وإِخباتاً، وخشيةً، ورجاءً، وخلص عمله لله، فإِن أحبَّ أحبَّ لله، وإن أبغض أبغض في الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله، فهمه كله لله، وحُبُّه كله لله، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له، ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كلِّ حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه، ومحابه.

[انظر: إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم رحمه الله 1/7 و 73].
ويقول ابن القيم قولا جامعا لهذا القلب :
ولايسلم القلب حتى يسلم من خمسة أشياء :
1 ـ حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد
2 ـ وحتى يسلم من بدعة تناقض السنة
ـ وحتى يسلم من بدعة تناقض السنة
3 ـ وحتى يسلم من شهوة تناقض الامر
4 ـ وحتى يسلم من هوى يناقض الاخلاص
5 ـ وحتى يسلم من غفلة تناقض الذكر

نسأل الله تعالى هذا القلب.


2 - القلب الميت:
وهو ضدُّ الأول وهو الذي لا يعرف ربه ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقفٌ مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها سخط ربِّه وغضبه، فهو متعبدٌ لغير الله: حباً، وخوفاً، ورجاءً، ورضاً وسخطاً، وتعظيماً، وذُلاً، إن أبغض أبغض على لهواه، وإن أحب أحب لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه، فالهوى إمامه، والشهوة قائده، والجهل سائقه، والغفلة مركبه. [انظر: المرجع السابق 1/9]. نعوذ بالله من هذا القلب.




3- القلب المريض:

هو قلبٌ له حياةٌ وبه علةٌ، فله مادتان تمده هذه مرةً وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما. ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به، والإِخلاص له، والتوكل عليه: ما هو مادة حياته، وفيه من محبة الشهوات والحرص على تحصيلها، والحسد والكبر، والعجب، وحبِّ العلوِّ، والفساد في الأرض بالرياسة، والنفاق، والرياء، والشحِّ والبخل ما هو مادة هلاكه وعطبه.

[انظر: إغاثة اللفهان: 1/9]. نعوذ بالله من هذا القلب.



وعلاج القلب من جميع أمراضه قد تضمَّنه القرآن الكريم.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]

، {وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا} [الإسراء: 82].


وأمراض القلوب نوعان:

نوع : لا يتألم به صاحبه في الحال وهو مرض الجهل، والشبهات والشكوك، وهذا أعظم النوعين ألماً ولكن لفساد القلب لا يُحسُّ به.


ونوعٌ : مرضٌ مؤلمٌ في الحال: كالهمِّ، والغمِّ، والحزن، والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدويةٍ طبيعيةٍ بإِزالة أسبابه وغير ذلك.

[انظر: إغاثة اللفهان 1/44].


وعلاج القلب يكون بأمورٍ أربعةٍ :

الأمر الأول : بالقرآن لكريم، فإنه شفاءٌ لما في الصدور من الشك، ويزيل ما فيها من الشرك ودنس الكفر، وأمراض الشبهات، والشهوات، وهو هدىً لمن علم بالحقِّ وعمل به، ورحمةٌ لما يحصل به للمؤمنين من الثواب العاجل والآجل:
{أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا}. [الأنعام: 122].



الأمر الثاني : القلب يحتاج إلى ثلاثة أمورٍ :

(أ) ما يحفظ عليه قوته وذلك يكون بالإيمان والعمل الصالح وعمل أوراد الطاعات .

(ب) الحمية عن المضار وذلك باجتناب جميع المعاصي وأنواع المخالفات .


(ج) الاستفراغ من كلِّ مادةٍ مؤذيةٍ وذلك بالتوبة والاستغفار .



الأمر الثالث: علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه: له علاجان: محاسبتها ومخالفتها



والمحاسبة نوعان:

أ - نوع قبل العمل وله أربع مقاماتٍ :

1 - هل هذا العمل مقدورٌ له؟

2 - هل هذا العمل فعله خيرٌ له من تركه؟

3 - هل هذا العمل يُقصد به وجه الله؟

4 - هل هذا العمل معانٌ عليه وله أعوانٌ يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل يحتاج إلى أعوانٍ؟ فإذا كان الجواب موجوداً أقدم وإلا لا يُقدم عليه أبداً.


ب - نوعٌ بعد العمل وهو ثلاثة أنواعٍ :

1 - محاسبة نفسه على طاعةٍ قصَّرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعه على الوجه المطلوب، ومن حقوق الله تعالى: الإخلاص، والنصيحة، والمتابعة، وشهود مشهد الإحسان، وشهود منَّة الله عليه فيه، وشهود التقصير بعد ذلك كله.

2 - محاسبة نفسه على كلِّ عملٍ كان تركه خيراً له من فعله.

3 - محاسبة نفسه على أمرٍ مباحٍ أو معتادٍ لم يفعله وهل أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا فيكون خاسراً.

وجماع ذلك أن يُحاسب نفسه أولاً على الفرائض، ثم يُكمِّلها إن كانت ناقصةً، ثم يحاسبها على المناهي، فإن عرف أنه ارتكب شيئاً منها تداركه بالتوبة والاستغفار، ثم على ما عملت به جوارحه، ثم على الغفلة.

[انظر إغاثة اللهفان 1/136].




الأمر الرابع : علاج مرض القلب من استيلاء الشيطان عليه :

الشيطان عدو الإنسان والفكاك منه هو بما شرع الله من الاستعاذة وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الاستعاذة من شر النفس وشر الشيطان، قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكرٍ:

"قل اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، ربَّ كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشركه، وأن اقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم. قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك". [الترمذي وأبو داود، وانظر: صحيح الترمذي 3/142].

والاستعاذة، والتوكل، والإِخلاص، يمنع سلطان الشيطان.


هذا الدواء .. فبادر بالعلاج !

وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.






حمامة الاسلام 05-19-2016 01:57 AM

رد: امراض القلوب تشخيصها و علاجها
 


داء فتاك أصاب الملتزمين

انه


مرض قلبي (( العجب ))


كثير من الملتزمين وقعوا في هذا المرض القلبي واغتروا بأعمالهم و أنفسهم ونسوا ان الله هو الذي وفقهم لها.




فتراه استعظم أعماله من قلة السائرين الي الله وكثرة الفساد



عندما تجد خللاً في الدعوة، وبطئاً في السير، ففتش عن القلب،
فأمراضه أشد من أمراض الأبدان،
كما أن اكتشافه أخفى، ويحتاج إلى خبير في ذلك، وليس هناك وصف أدق لمكانة القلب من وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - حين يقول:

"ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".


ومن أمراض القلب التي تفسد على المرء دينه ودنياه مرض العُجب، وهو ناشئ عن الكِبْر؛ لأن المعجَب بنفسه لا يزال يزداد إعجاباً وينفخ الشيطان فيه حتى يزدري الكبار من العلماء والدعاة، وهو وإن حاول إخفاء هذا الإعجاب، لكنه يظهر على فلتات لسانه أو على تصرفاته.






قال ابن القيم:

العارف من صغرت حسناتهُ في عينِه وعظمت ذنوبهُ عنده ُوكلما صغرت الحسناتُ في عينكَ كبرت عند الله وكلما كبرت وعظمت في قلبك قلت عند الله ومعرفة حقه وما ينبغي لعظمته من العبودية, تلاشت حسناته عنده, وصغرت جدا في عينه وعلمَ أنها ليست مما ينجو بها من عذابهِ وأن الذي يليقُ بعزتِه ويصلحُ له من العبودية أمر آخرُ...
لأنه كلما استكثر منها فتحت له أبواب المعرفة بالله والقرب منه فشاهد قلبه من عظمته سبحانه وجلاله ما يستصغر معه جميع أعماله....
وإذا كثرت في عينه وعظمت دل علي أنه محجوب عن الله غير عارف به وبما ينبغي له....


و

من مظاهر العجب



فى العلم


قد يعجب المرء بعلمه ويغتر بكثره معارفه فيحمله ذلك على عدم الاستزاده وعلى ترك الاستفاده او يحمله على احتقار اهل العلم واستصغار سواه وكفى ذلك هلاكا له



فى المال

قد يعجب المرء بوفره ماله وبغتر بكثره عرضه فيبذر ويسرف



فى القوه

قد يعجب المرء بقوته ويغتر بعزه وسلطانه فيتعدى ويسرف ويتعالى على الخلق



فى الشرف

قد يعجب المرء بشرفه ويغتر بنسبه واصله



فى العباده

قد يعجب المرء بعمله ويغتر بكثره طاعته يحمله ذلك على الادلال على ربه والامتنان على منعمه فيحبط عمله ويهلك بعجبه ويشقه باغتراره



العلاج

والعلاج لهذا الداء هوفى ذكر الله بالعلم بان الذى اعطاه العلم والمال والقوه والعزه والشرف قد يسلبه منه غدا ان شاء ذلك

وان طاعه العبد للرب مهما كثرت لاتساوى بعض ما انعم الله على عبده

وان الله تعالى لا يمن عليه بشىء اذا هو مصدر كل فضل وواهب كل خير وان الرسول عليه الصلاه والسلام يقول
"لن ينجى احدا منكم عمله , قالوا ولا انت يارسول الله ؟
قال ولا انا الا ان يتغمدنى الله برحمته





ومن العلاج ايضا :

1 ـ ان يعلم قول الله تعالي{واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه}الأنفال24


2- اعلموا ان أكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام :يا مُقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك,كما في حديث أم المؤمنين أم سلمة قالت: فقلت:يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك,قال( يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبهُ بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ) صحيح سنن الترمذي,
قال الشيخ مصطفي العدوي فيه ان هذا الحديث أقرب الي الضعف ولكن الحديث له شواهد



3-اعلموا ان المعجبُ لايحقق قول الله تعالي{وإياك نستعين}

وقال شيخ الاسلام ابن تيمية:من أراد أن يكسر العجبَ, فعليه بأربعة أشياء:


أولها:أن يرى التوفيق من الله, فإذا رأى التوفيق من الله تعالي فإنه يشتغلُ بالشكر ولا يعجبُ بنفسه.


والثاني:أن ينظر إلي النعماءِ التي أنعم َاللهُ بها عليهِ فإذا نظر في نعمائِه اشتغل بالشكرِ عليها واستقل عملُه ولا يعجبُ به.


والثالث: أن يخاف أن لايتقبل منه فإذا اشتغل بخوف القبول لا يعجبُ بنفسه.


والرابع: أن ينظرَ في ذنوبه التي أذنبَ قبل ذلك ,فإذا خافَ أن ترجحَ سيئاته على حسناتِه فقد كسرَ عجبَه,


وكيف يعجب المرء بعمله ولا يدري ماذا يخرجُ من كتابِِه يوم القيامة وإنما يتبين عجبه وسروره بعد قراءة الكتاب.


والموضوع متواصل



حمامة الاسلام 05-19-2016 02:07 AM

رد: امراض القلوب تشخيصها و علاجها
 
حقا انه داء فتاك ..


  1. وهو العجب



    العُجب من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيراً من الناس ، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم ، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون ، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال ، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجحد حقوقهم .



    قال الماوردي : (( وأما الإعجاب فيخفي المحاسن ، ويظهر المساوئ ، ويكسب المذام ، ويصد عن الفضائل .. وليس إلى ما يكسبه الكبر من المقت حد ، ولا إلى ما ينتهي إليه العجب من الجهل غاية ، حتى إنه ليطفئ من المحاسن ما انتشر ، ويسلب من الفضائل ما اشتهر ، وناهيك بسيئة تحبط كل حسنة ، وبمذمة تهدم كل فضيلة ، مع ما يثيره من حنق ، ويكسبه من حقد )) .


    قال أبو حامد الغزالي رحمه الله : (( اعلم أن العجب مذموم في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم )).


    قال الله تعالى : { كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا }[ 25: سورة التوبة]


    وقال صلى الله عليه وسلم (( ثلاث مهلكات : شحُّ مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه )).


    [ أخرجه البيهقي وحسنه الألباني ] .


    فان من أعظم الآفات التي تدخل على المعجب أن يفتر في العمل الصالح الذي هو سبب النجاة لظن المعجب أنه قد فاز ، وأنه قد استغنى وهو الهلاك الصريح، نسأل الله العظيم حسن التوفيق لطاعته .


    جاء في الفتح لابن حجر : قال القرطبي : [ إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظته لها بعين الكمال ، مع نسيان نعمة الله ، فإن احتقر غيره مع ذلك فهو الكبر المذموم .


    ومن الأدلة كذلك على ذم العجب حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه ، فعن أبي أمية الشعباني قال : أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له : كيف تصنع بهذه الآية ؟ قال : أيّةُ آية؟ قال : قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ }[105: سورة المائدة].



    قال أبو ثعلبة : أما والله لقد سألت عنها خبيراً ، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (( بل ائتمروا بينكم بالمعروف وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شَّحاً مطاعاً ، وهوىً متبعاً ، ودنيا مؤثَرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودع العوامَّ ، فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن كالقبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم )). [ رواه الترمذي وقال : حسن غريب وضعفه الألباني ] .


    قال ابن مسعود رضي الله عنه : الهلاك في اثنين : القنوط والعجب .


    وقال مطرف : لأن أبيت نائماً وأصبح نادماً أحب إليّ من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً .


    تأمل أخي الحبيب هذا القول فهو من رجاحة العقل فربما فعلاً ظللت واقفاً طيلة الليل قائم في الصلاة حتى إذا ما انتهيت دخل العجب إلى القلب والعياذ بالله من كثرة القيام أي تعجب الفرد من عمله ... فيوجب السخط والعياذ بالله


    وقيل لعائشة رضي الله عنها : متى يكون الرجل مسيئاً ؟ قالت : إذا ظن أنه محسن .


    وربما طغت آفة العجب على المرء حتى وصل به الحدّ إلى الكفر والخروج من ملة الإسلام ، كما هو الحال مع إبليس اللعين ، حيث أعجب بأصله وعبادته ، ودفعه ذلك إلى الكبر وعصيان أمر الرب تعالى بالسجود لآدم عليه السلام .


    قال ابن قدامة : اعلم أن العجب يدعو إلى الكبر ، لأنه أحد أسبابه ، فيتولد من العجب الكبر ، ومن الكبر الآفات الكثيرة وهذا مع الخلق .


    >>>>>>>>>>>>>>


    المؤمن يعرف نفسه، فيبادر إلى علاج ما بها فوراً قبل أن يستفحل الداء ويعز الدواء.ولعله من المناسب أن أنقل هنا كلاماً لأحد كبار علماء الإسلام، يتحدث فيه عن نفسه بصراحة، وأنه كان فيها عيوب وقد عالجها وبرئت - بإذن الله - يقول ابن حزم - رحمه الله-:"كانت فيّ عيوب، فلم أزل بالرياضة (مجاهدة النفس) واطلاعي على ما قال الأنبياء - صلوات الله عليهم - والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين، في الأخلاق وآداب النفس أعاني مداواتها، حتى أعان الله - عز وجل - على أكثر ذلك - بتوفيقه ومنّه - وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها (العيوب)؛ ليتعظ بذلك متعظ - إن شاء الله-.


    <<<<<<<<<<<<<<<<<<


    بادئ ذي بدء علينا أن نعلم أن مرض الإعجاب بالنفس، وتضخم الذات من الأمراض التي يصعب علاجها، فنفس كل منا محبوبة لديه، وما تدعو إليه محبوب كذلك، وكما قال يوسف بن الحسين للجنيد: لا أذاقك الله طعم نفسك، فإن ذقتها لا تفلح.


    لمهم أن نُدرك خطورة هذا الداء، ونعترف بتلبسنا به – ولو بقدر يسير – ونستشعر حاجتنا الماسة للتخلص منه.


    قال تعالى: ﴿ إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ﴾[ النساء: 35 ].


    فالله – عز وجل – هو الشافي لكل ما يمكن تصوره من أمراض، هذا الشفاء قريب ممن يحرص عليه ويطلبه،


    كما في الحديث القدسي: " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم " } رواه مسلم {


    وقال بعض السلف: أنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين، لأن زجل المسبحين ربما شابه الافتخار، وأنين المذنبين يزينه الانكسار والافتقار


    من هنا يتضح لنا أن من صور تربية الله للعبد: أن يتركه، ولا يعصمه من الوقوع في الذنب، فينكس رأسه، و يهتز صنمه، وهذا أحب إلى الله من فعل كثير من الطاعات، فإن دوام الطاعات وترك المنكرات قد توجب لصحبها العُجب، قال الحسن: لو أن ابن آدم كلما قال أصاب، وكلما عمل أحسن، أوشك أن يُجَن من العُجب.


    هذا العلاج الرباني ليس معناه أن يستمرئ العبد الذنب، ويفرح به ولا يجد غضاضة في فعله، فالذنب – كما نعلم – له أضراره الخطيرة على فاعلة من حرمان للتوفيق والرزق، ومن ضيق في الصدر، وتعسير في الأمور


    ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [ الشورى: 30].










هوازن الشريف 05-19-2016 03:26 AM

رد: امراض القلوب تشخيصها و علاجها
 
http://up.mosw3a.com/files/58421.gif

عطر الجنة 05-20-2016 02:49 AM

رد: امراض القلوب تشخيصها و علاجها
 


بوركت أختي حمامة
موضوع قيم رااائع ...

وعلم ينتفع به

جزاك الله جنة الفردوس

"سلمتي لنا دائما"

حمامة الاسلام 05-22-2016 05:29 PM

رد: امراض القلوب تشخيصها و علاجها
 
بارك الله فيكن


الساعة الآن 10:38 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)