&#913mr=massy/images/backgrounds/95gif&#93 &#127934 كلمة عن يوم عرفة &#127934 &#128171 أ أناهيد السميري حفظها الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين &#127802في هذا اللقاء المبارك نتكلم عن يوم عظيم، عظّمه العظيم، ونعظّمه تعبّدًا له -سبحانه وتعالى-، وهو مِن النعم العظيمة {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} وهو الذي وصف نفسه -سبحانه وتعالى- بالكمال ونرى آثاره في كل أحوالنا، { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} فنعم الله علينا لا تُعدّ ولا تحصى، وأهمها ما نحن فيه من الأيام العظيمة، فَبَعْدَ ما هدانا للإسلام ولم يهدنا إليه إلا هو، وبعد ما أمدّ في حياتنا، وعلّمنا، أقبلت علينا هذه الأيام المباركة، ونسأله -سبحانه وتعالى- كما يسّر الحياة فيها، أن ييُسّر حياة القلب فيكون الانتفاع بها كما ينبغي &#127811سنتكلم في هذا اللقاء عن هذا اليوم العظيم يوم عرفة، يومٌ أكمل الله فيه الدِّين، وأتمّ فيه النعمة، اليوم الذي نزلت فيه هذه الآية العظيمة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} ومن المشهور المعلوم كلام اليهودي لعمر -رضي الله عنه- عندما جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ مَعْشَرَ الْيَهُودِ لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ وَأَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} فَقَالَ عُمَرُ: &quotإِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ: نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِعَرَفَاتٍ فِى يَوْمِ جُمُعَةٍ&quot والحديث رواه البخاري ومسلم &#127802هذا اليوم العظيم فيه جَمْعٌ من الفضائل لو تأمّلها العبد لأغنت قلب الحيّ فرحًا وسرورًا - هذا اليوم يوم عيد لأهل الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها قال صلى الله عليه وسلم: يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَهِىَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ ومن هنا عُلم أن أهل الأمصار يبدأ عيدهم من يوم عرفة، فيكون الصيام العبادة العظيمة محبوبة في هذا اليوم ثم يأتيه صلاة العيد؛ ولذلك التكبير المقيّد يكون في فجر يوم عرفة قال أهل العلم: إن الله أقسم بيوم عرفة في سورة البروج في قوله: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}، روى الترمذي وحسنه الألباني: قال صلى الله عليه وسلم: الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وقد ذكر ابن عباس -رضي الله عنه- في قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} أن الشفع يوم الأضحى والوتر عرفة وهذا كله أفراد من تفاسير هذه الأيام، لكن المقصود أن نفهم عظم شأن هذه الأيام &#127811 مِن فضائل هذا اليوم -يوم عرفة-: أن صيامه يكفّر سنتين، ففي صحيح مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ وقد استحبّ العلماء صيام هذا اليوم؛ ليشاركوا الحجاج في نفحات الخير والبر من الرب العظيم &#127802 وفي هذا اليوم ترى اجتماع المسلمين واحتشادهم في مكان واحد مِن كل فجٍّ عميق، فهو آية عظيمة على قدرة الله وعلى جمعه لخلقه، وهو -سبحانه وتعالى- يرى مكانهم ويعلم حالهم ويسمع كلامهم على اختلاف ألسنتهم، فسبحانه من إله عظيم، جلّ عن الأشباه والأنداد وتقدس عن الصاحبة والأولاد &#127811فعلى أهل الأمصار أن يُعظّموا هذا اليوم ويستعدّوا له، وأن لا يقضوا ساعات النهار المباركة في النوم أو الانشغال بالمباحات، أو الانشغال بالاستعداد للطعام والشراب &#127802وعليهم بالإكثار من التهليل والتكبير والتسبيح وأحسن ما يقال في هذا اليوم كما أرشد لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير، وفي الحديث خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فهذا الذكر العظيم دعاء جامع فيه من التمجيد والثناء عليه -سبحانه وتعالى- ما يحبه، فالدعاء ليس خاصًّا بالطلب والمسألة بل هو أعمّ من ذلك، وعلى رأس أنواع الدعاء: ذكره سبحانه وتعالى وتمجيده والثناء عليه ففي التهليل والتسبيح والتوحيد دعاء يدعوه الداعي بالاعتبارين: 1 اعتبار الثناء المحض 2 واعتبار قصده لأمر بعينه فإن الداعي طالبٌ من ربه طالب ٌله، يطلب من ربه شيء وهو في نفس الوقت طالب لرضاه فهذا الأحقّ أن يسمى داعيًا؛ لأن مَن جمع قلبه على تمجيد ربه وتوحيده والذُلّ بين يديه والانكسار له، لابدّ أن يكون جزاؤه أن يقبله ربه ويعطيه أكثر مما يتمنّى، بل أكثر مما يمرّ على خاطره! فالكريم العظيم إذا أعطى أدهش! &#127811ثم إن هذا اليوم يحتاج منّا مزيد عناية من جهة حفظ ألسنتنا وجوارحنا عما يبغض الله فإن هذا يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة من أهل الموقف، فلابد أن يقع تعظيمه من أهل الأمصار &#127802 فلو كنت لست من أهل الموقف، لا يعني ذلك أنك لا تعتني بهذا اليوم، بل تعتقد أن هذا يوم عظيم، وأن في هذا اليوم عتق من النار، فافعل أفعالًا ترجو من العظيم الكريم أن يعاملك برحمته وفي الحديث مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وهذه جملة من الحديث عامة من يوم عرفة، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟! يعني يدنو من أهل عرفة فيباهي بأهل عرفة الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء؟ &#128172 يقول ابن عبد البر: &quotوهذا يدل على أنه مغفور لهم؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يباهي بأهل الخطايا إلا بعد التوبة والغفران، والله أعلم&quot &#128172وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلاَئِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا! وفضل الله واسع &#128172قال ابن القيم: &quotإنه في يوم عرفة يدنو الرب تبارك وتعالى عشية من أهل الموقف، ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ أشهدكم أني قد غفرت لهم وتحصل مع دنوه تعالى ساعة إجابة لا يرد فيها سائلًا يسأل خيرًا، فيقربون منه بدعائه والتقرب إليه في تلك الساعة، ويقرب منهم تعالى نوعين من القُرْب: 1- أحدهما قُرْب الإجابة المحققة في تلك الساعة 2- والثاني قُرْبه الخاص من أهل عرفة ومباهاتهم به الملائكة &#127811 فتستشعر قلوب أهل الإيمان بهذه الأمور، فتزداد قوة إلى قوتها وفرحًا وسرورًا وابتهاجًا ورجاء بفضل ربها كرمه فبهذه الوجوه وغيرها فُضلت وقفة يوم الجمعة على غيرها&quot فمعنى ذلك أن عشيّة عرفة يجتمع فيها أمران: 1 يجتمع فيها قُرْب الإجابة 2 ويجتمع فيها المباهاة &#127811 ونحن نأمل أن يكون قرب الإجابة هذا لكل أحد، فعلى ذلك لا تبخل على نفسك وتكن من الظالمين لها وتحرمها من فضل هذا اليوم ثم إن وقت هذا الفضل يبدأ من العشيّة، والعشيّة يعني بعد الزوال -بعد صلاة الظهر-، فلا تترك هذه السّعة وتعتني بالوقت الأخير، إنما اجعل عنايتك لأول الوقت &#10024فهذا يوم هذه فضائله وهذا مزاياه وهذه منزلته ودرجته، أيليق بنا أن نفرّط فيه أو أن نُعرض عن التّعرض فيه لنفحات ربنا وعظيم عفوه ورحمته؟ فالمستحب لكل مسلم أن يستغّل هذه الفرصة العظيمة بالإكثار من العمل الصالح من ذكر ودعاء وقراءة وصلاة وصدقة، لعله أن يحظى من الله تعالى بالمغفرة والعتق من النار ‏o أكثر من الدعاء وأكثر من التضرّع، تذكر ذنوبك، فتب منها ‏o اسأل الله أن يغفر لك حقوق المسلمين، ادع لكل من اغتبته أو ظلمته، اطلب من الله أن يعينك على رد حقوقهم كلهم، كن بكّاءً منكسرًا بين يدي الغفور الرحيم، اجمع في قلبك بين معرفتك له وحده معرفتك له بصفات الكمال، وبين تذكرك للآخرة ‏o ابذل جهودك أن تكون ممن طاب مطعمه ومشربه ‏o ابتعد ما استطعت في الأيام هذه عن الذنوب صغيرها وكبيرها ‏o احذر من التعدي في الدعاء ‏o احذر من ظلم الخلق، فالظلم ظلمات يوم القيامة ‏o أكثر من قول لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ‏o كبّر وأكثر من التكبير، واعلم أن كل حاجاتك قاضيها الله ‏o واجعل همك الأكبر رضاه ‏o طُف حول رضاه، واسعَ إليه وإذا منعك مانع من الصيام، فصوّم لسانك عن كل شيء إلا عن ذكره، ثم إن شاء الله يستقيم القلب نتيجة هذا العمل هذا كلام مختصر في فضل هذا اليوم &#127801&#127811 جزاكم الله خيرًا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته •••••••••••••• &#128218 قال عمر عن يوم عرفة : كثر خير الله كثر خير الله •••••••••••••• &#128149 وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد &#128149 &#127811 نذكرانفسنا ونذكركن أخواتي باستغلال يوم عرفة &#128149 عسى الله أن يعتقنا في هذا اليوم العظيم &#127802 إحرصي غاليتي على 1&#10024 الصلاة في أوقاتها والتكبير المقيد دبر الصلوات 2&#10024 الصوم &#128072ولمن منعها العذر &#9664 فلتكثري من الشكر قال صلى الله عليه وسلم: &quotإن للطاعم الشاكر من الأجر مثل ما للصائم الصابر&quot 3&#10024 اجلسي في مصلاك حتى الشروق اذكري الله وصلي صلاة الشروق لتنالي أجر الحج والعمرة 4&#10024 قراءة القرآن وأكثري منه فهو الشفاء وانزلي اياته على قلبك ولا تنسي قراءة سورة الكهف 5&#10024 الذكر والإستغفار في كل وقت وحين والصلاة على النبي فهي معروضة عليه &#65018 يوم الجمعة 6&#10024 التوبة لله تعالى فما أجملها في مثل هذا اليوم 7&#10024 التهليل والتكبير والتحميد المطلق في كل وقت 8&#10024 شاركي أولادك وأسرتك هذا الخير فادفعيهم للعبادة 9&#10024 لا تتركي صلاة الضحى صليها واعلمي انها صلاة الأوابين فأظهري أوبتك ورجوعك وذلك لله فيها 10&#10024 لا تتركي أذكار الصباح والمساء واستشعريها بقلبك 11&#10024 احرصي على الدعاء طوال اليوم فهو مجاب في هذا اليوم وأنتي صائمة ! فاجتمعت سببين للإجابة &#8617‏يقول أحد الصالحين &quot والله مادعوت دعوة يوم عرفة ومادار عليها الحول إلا رأيتها مثل فلق الصبح&quot اجعلوا للمسلمين عامة نصيب 12&#10024 احرصي على الصدقة ولو اليسيرة منها، فهي تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار 13&#10024 احتسبي أجرك في كل أعمال المنزل وفي طهيك لإفطار الصائمين 14&#10024 الإعتكاف إن استطعتي لتخلوا بربك بعيدا عن صخب الدنيا وضجيجها &#128072 وصلاة المرأة في بيتها أفضل كما علمنا نبي الرحمة &#127775 وأخيرا &#127799 لا تفرطي في أي دقيقة تمر في هذا اليوم اجعليه بعدد أنفاسك طاعات &#127799 أظهري فقرك لله في كل حركاتك وسكناتك &#128073 لعلك بهذا الفقر تفوزي بالعتق &#127799 استشعري منة الله عليك بأن أمد في عمرك إلى بلوغ هذا اليوم وهذا الفضل فكم من ساكني القبور يود يوما مثل هذا اليوم ليعمل فيه ولو بالشيء اليسير &#127799 قولي لنفسك لعلي لا أبلغ عرفة العام القادم فأقبلي على مولاك لتنالي فضله &#127800 اجعلي هذه العبارة نصب عينيك : &quot لبيك ربي وإن لم أكن بين الزحام ملبيا &quot &#128149 وصلى اللهم وبارك على من لا نبي بعده اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه