منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الأمومة والطفولة (https://hwazen.com/vb/f107.html)
-   -   نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين (https://hwazen.com/vb/t13430.html)

أم يعقوب 09-21-2016 03:48 PM

نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين
 
&#913mr=massy/images/backgrounds/176gif&#93 &#91ft=impact&#93نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين ! بدأ الأمر معي مذ كنت صغيراً، أنا الصبي الذي تأخذه أمه المكافحة كي تشتري له ما يحتاج من ثياب، كنت ـ كما أمرتني ـ طفلاً مطيعاً، أشاهدها وهي تنتقي، تُقلب البضائع حتى تضع أمامها أكوام وأكوام مما تحتار فيه، ثم وهي تجادل البائع في الثمن، حتى يحين دوري في المشهد، ذلك الدور المعد سلفاً وبت أحفظه لكثرة تكراره طوال طفولتي، دوري في قياس الملابس لمعرفة مدى ملائمتها لجسدي! بلى، لم أكن أختار ما ألبسه، لم أتربى على الاختيار، الكبار يعرفون دائماً مصلحتي، وعليه يجب أن أحتمي خلف اختياراتهم الناضجة والصحيحة، وهكذا كنت آكل ما أجده في حقيبتي المدرسية من طعام دون أن يكون لي حق الاختيار، أذهب لدرس خصوصي رأى أبي أني بحاجة إليه، واقع أنا تحت سيطرة الأوامر والفرمانات واجبة النفاذ، وحينما قابلت أول مفترق طرق في حياتي وهو تخصصي الجامعي كانت رغبات الكبار حاضرة، أبي يريدني مهندساً، أمي تريدني طبيباً، مكتب التنسيق يريد لي شيء ثالث، المهم أنني منفي تماماً عن أرض الاختيار، لا أملك ترف المواجهة، مرتبك لأني لا أعرف كيف أقرر، مرتبك أكثر لأنني لم أتربى على تحمل نتائج قرارتي، حدثتني نفسي أن أختار ما يقرره الكبار لي، أضعف الإيمان سألقي عليهم تبعة الخطأ لو كان قرارهم غير صائب! يمكنك أن تمد الخط على استقامته ليمر على قرار زواجي، وقرار عملي، وقرار سفري، وكل ما يرتبط بي، هناك دائماً من يشاركني فيه، وفي غير قليل من الأوقات هناك من يقوم به بدلاً عني أورثني هذا خوف دائم من فكرة أن أختار، أن أتحدى وأقاوم وأخالف المعروف أو المتفق عليه، ساعدني على تقبل هذه الجرعة من الخنوع أن المناخ العام كان يسير معي في نفس الاتجاه، هناك دائماً من يختار لنا رئيساً يحكمنا، وممثلين في المجالس النيابية يتحدثون باسمنا، الصحف والتلفاز وخطيب المسجد أيضاً يفعلون نفس الشيء، لا أحد هنا يختار مواقفه، هناك ثمة مساحة يجب أن نقف فيها ولا نبرحها غير أنني تمردت! درست ما أحب، سافرت على غير رغبة الجميع، عملت في المهنة التي تلامس شغفي، دفعت ثمناً غير هين من الفشل والتعثر والسخرية والتشفي، المهم أنني في الأخير أصبحت شيئاً يشبهني!، يشبه الروح التي كنت عليها قبل أن يطالني عبث الكبار وتحكمهم، دعك من أنني أصبحت أكتب للناس ما يجب عليهم فعله في الحياة، والمدهش أنهم يصدقونني! الغريب في الأمر ـ وهو ما دعاني لتصديعك بهذه المقدمة المملة ـ هو أنني ضبطت نفسي وأنا أكرر نفس أخطاء الكبار معي، قبل شهرين تقريباً أراد صغيري مهند أن يمارس رياضة ما، فما كان مني إلا أن اقترحت عليه لعب التنس، لكنه خالفني مؤكداً أنه يريد ممارسة كرة القدم، ولأنني أعرف ولدي جيداً، وأعرف عدم ميله للألعاب الجماعية، وكذلك تواضع موهبته في كرة القدم، فقد حاولت ثنيه عن رغبته تلك، مؤكداً له أن لعبة التنس أفضل له، فضلاً عن كونها لعبة أنيقة تليق به! تذمر الصغير قليلاً لكنه وافق في نهاية المطاف، هو يعلم جيداً أن معاندته لأبيه قد تلقي بكلا اللعبتين في خانة الأماني، وعليه قرر أن ينال الممكن عوضاً عن المطلوب راضياً عن نفسي جلست أمارس عملي المسائي قبل أن أنتبه إلى جريمتي، جريمة مصادرة حق صغيري في الاختيار، حتى وإن كان اختياره غير ملائم من وجهة نظري، ألا يحق له أن يختار ويجرب ويتحمل نتيجة اختياره وضرائب قراراته؟!، يُعرف بعض علماء الاجتماع الإنسان بأنه كائن يتخذ القرارات، فإذا ما صادرنا حقه في الاختيار فإننا نجني على جزء كبير من إنسانيته، ونطمس معالم تفرده وتميزه، نجعل منه مسخاً مشوها يعمل على إرضاء من حوله ونيل استحسانهم دعك من أن الحرية في اتخاذ القرار تشبه العضلة في الجسم، كلما تمرنا عليها ومارسناها كلما قويت واشتدت، وكلما أوقفنا عملها كلما ضمرت وتشوهت وعليه كانت مفاجئة كبيرة لولدي مهند حينما أخبرته بموافقتي على اختياره، كان ممتناً حقاً لنزولي على رغبته، امتناناً دفعه لأن يحاول التفوق في التدريب، غير أن رؤيتي السابقة كانت صائبة، لم ينقضي الشهر إلا وأتاني في خجل معلناً رغبته في لعب التنس! وهنا كانت فرصتي كي أكمل عملي الصائب، لم أسخر منه أو أعنفه أو أذكره بما قلته سابقاً، كل ما فعلته أن وسعت دائرة النقاش لتشمل فكرة كيف نختار حتى لا نضيع وقتاً كبيراً في المحاولات الغير موفقة، ثم كيف نتأكد من خطأ اختيارنا ونتحمل نتائجة بشجاعة، أخبرته أننا يجب حين نقرر أن نختار ألا نلتفت فقط إلى ما نحب ونهوى، بل علينا أن نقف أيضاً على قدراتنا الحقيقية، ومن ثم فرص نجاحنا في هذا القرار قلت له أن الحياة لا تعطي الإنسان منا ما يريد، وإنما ما يستحق، وإلا فأماني الناس وادعائاتهم كبيرة، بيد أن قدرتهم على دفع الثمن متخاذلة، وعليه فإن هناك مهمة تلي الاختيار وهي انجاح القرار، بالجهد والتعب وعمل ما يجب عمله ولم أنس قبل أن أضرب له موعداً مع مدرب التنس أن أخبره بشيئين هامين، الأول أن كل تجربة خاطئة مررنا بها ليست شراً خالصاً، هناك ثمة فائدة سنعرفها يوماً ما، الحياة تجارب، وقيمة الإنسان منا تحددها تجربته الخاصة ومدى قدرته على استيعابها وهضمها، أما الشيء الثاني فهو امتناني لاعترافه بخطأ تقديره وعدم مكابرته، ذلك أن الأسوء من الوقوع في اختيار خاطئ هو الاستمرار فيه خجلاً، أو كبراً، أو خوفاً أتمنى أن يعي صغيري هذا الدرس جيداً، أن يثق بنفسه، وبقدرته على الاختيار الصحيح، ذلك لأن الحياة ما فتئت تخبرنا بعدم احترامها للخائفين المرتبكين، وفوق هذا لعدم قدرتي المادية على دفع اشتراك لعبة ثالثة إذا لم ترق له لعبة التنس! #كريم الشاذلي
[/3mr]
[/font]

أم انس السلفية 09-22-2016 03:45 AM

رد: نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين
 
من أروع ماقرات صراحة جميل جدا اختيارك
جزاك الله خيرا
زادك الله من فضله

حمامة الاسلام 09-22-2016 12:21 PM

رد: نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين
 
مقال رائل
اتخاد القرارت الصائبة في راي من اصعب الاشياء عند الصغار
وجهة نظري انه علينا توجيههم و نصحهم بعيدين كل البعد عن الاوامر
فالطفل ليس الة نحركها حسب رغباتنا له رغباته الخاصة في الاكل و اللبس ووو
علينا ان نطور رغباته و نوجهها لا نقيده فيكبر بشخصية امعة لا يستطيع ان ينسلخ عن قرارات والديه
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

أم يعقوب 09-22-2016 07:09 PM

رد: نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين
 
ام انس
حمامة الاسلام

أسعدتني ردودكم

هوازن الشريف 09-22-2016 07:23 PM

رد: نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين
 
درست ما أحب، سافرت على غير رغبة الجميع، عملت في المهنة التي تلامس شغفي، دفعت ثمناً غير هين من الفشل والتعثر والسخرية والتشفي، المهم أنني في الأخير أصبحت شيئاً يشبهني!، يشبه الروح التي كنت عليها قبل أن يطالني عبث الكبار وتحكمهم، دعك من أنني أصبحت أكتب للناس ما يجب عليهم فعله في الحياة، والمدهش أنهم يصدقونني!.



اختيار مميز

نعم البعض يعتبر ابنه جهاز يتحكم فيه عن بعد
ارهاق ابوي علي الابناء
مصادرة الحرية يسبب مشاكل جما

شكرا عزيزتي علي روعة الاختيار

ناجية عثمان 09-23-2016 01:19 AM

رد: نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين
 
إختيارك ... إذا فهو جدير بالقراءة
جزاك الله خيرا

أم يعقوب 09-24-2016 03:41 AM

رد: نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين
 
أ.هوازن شكرا على مرورك الجميل

ناجية ....مبدعة في الردود

شكرا لكم جميعا


الساعة الآن 11:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)