شعاع الأمومة والطفولة كل مايخص الحمل والولادة والعناية بالطفل - والمقالات التربوية |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين Αmr=massy/images/backgrounds/176gif]
[ft=impact]نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين !
بدأ الأمر معي مذ كنت صغيراً، أنا الصبي الذي تأخذه أمه المكافحة كي تشتري له ما يحتاج من ثياب، كنت ـ كما أمرتني ـ طفلاً مطيعاً، أشاهدها وهي تنتقي، تُقلب البضائع حتى تضع أمامها أكوام وأكوام مما تحتار فيه، ثم وهي تجادل البائع في الثمن، حتى يحين دوري في المشهد، ذلك الدور المعد سلفاً وبت أحفظه لكثرة تكراره طوال طفولتي، دوري في قياس الملابس لمعرفة مدى ملائمتها لجسدي!
بلى، لم أكن أختار ما ألبسه، لم أتربى على الاختيار، الكبار يعرفون دائماً مصلحتي، وعليه يجب أن أحتمي خلف اختياراتهم الناضجة والصحيحة، وهكذا كنت آكل ما أجده في حقيبتي المدرسية من طعام دون أن يكون لي حق الاختيار، أذهب لدرس خصوصي رأى أبي أني بحاجة إليه، واقع أنا تحت سيطرة الأوامر والفرمانات واجبة النفاذ، وحينما قابلت أول مفترق طرق في حياتي وهو تخصصي الجامعي كانت رغبات الكبار حاضرة، أبي يريدني مهندساً، أمي تريدني طبيباً، مكتب التنسيق يريد لي شيء ثالث، المهم أنني منفي تماماً عن أرض الاختيار، لا أملك ترف المواجهة، مرتبك لأني لا أعرف كيف أقرر، مرتبك أكثر لأنني لم أتربى على تحمل نتائج قرارتي، حدثتني نفسي أن أختار ما يقرره الكبار لي، أضعف الإيمان سألقي عليهم تبعة الخطأ لو كان قرارهم غير صائب!
يمكنك أن تمد الخط على استقامته ليمر على قرار زواجي، وقرار عملي، وقرار سفري، وكل ما يرتبط بي، هناك دائماً من يشاركني فيه، وفي غير قليل من الأوقات هناك من يقوم به بدلاً عني
أورثني هذا خوف دائم من فكرة أن أختار، أن أتحدى وأقاوم وأخالف المعروف أو المتفق عليه، ساعدني على تقبل هذه الجرعة من الخنوع أن المناخ العام كان يسير معي في نفس الاتجاه، هناك دائماً من يختار لنا رئيساً يحكمنا، وممثلين في المجالس النيابية يتحدثون باسمنا، الصحف والتلفاز وخطيب المسجد أيضاً يفعلون نفس الشيء، لا أحد هنا يختار مواقفه، هناك ثمة مساحة يجب أن نقف فيها ولا نبرحها
غير أنني تمردت!
درست ما أحب، سافرت على غير رغبة الجميع، عملت في المهنة التي تلامس شغفي، دفعت ثمناً غير هين من الفشل والتعثر والسخرية والتشفي، المهم أنني في الأخير أصبحت شيئاً يشبهني!، يشبه الروح التي كنت عليها قبل أن يطالني عبث الكبار وتحكمهم، دعك من أنني أصبحت أكتب للناس ما يجب عليهم فعله في الحياة، والمدهش أنهم يصدقونني!
الغريب في الأمر ـ وهو ما دعاني لتصديعك بهذه المقدمة المملة ـ هو أنني ضبطت نفسي وأنا أكرر نفس أخطاء الكبار معي، قبل شهرين تقريباً أراد صغيري مهند أن يمارس رياضة ما، فما كان مني إلا أن اقترحت عليه لعب التنس، لكنه خالفني مؤكداً أنه يريد ممارسة كرة القدم، ولأنني أعرف ولدي جيداً، وأعرف عدم ميله للألعاب الجماعية، وكذلك تواضع موهبته في كرة القدم، فقد حاولت ثنيه عن رغبته تلك، مؤكداً له أن لعبة التنس أفضل له، فضلاً عن كونها لعبة أنيقة تليق به!
تذمر الصغير قليلاً لكنه وافق في نهاية المطاف، هو يعلم جيداً أن معاندته لأبيه قد تلقي بكلا اللعبتين في خانة الأماني، وعليه قرر أن ينال الممكن عوضاً عن المطلوب
راضياً عن نفسي جلست أمارس عملي المسائي قبل أن أنتبه إلى جريمتي، جريمة مصادرة حق صغيري في الاختيار، حتى وإن كان اختياره غير ملائم من وجهة نظري، ألا يحق له أن يختار ويجرب ويتحمل نتيجة اختياره وضرائب قراراته؟!، يُعرف بعض علماء الاجتماع الإنسان بأنه كائن يتخذ القرارات، فإذا ما صادرنا حقه في الاختيار فإننا نجني على جزء كبير من إنسانيته، ونطمس معالم تفرده وتميزه، نجعل منه مسخاً مشوها يعمل على إرضاء من حوله ونيل استحسانهم
دعك من أن الحرية في اتخاذ القرار تشبه العضلة في الجسم، كلما تمرنا عليها ومارسناها كلما قويت واشتدت، وكلما أوقفنا عملها كلما ضمرت وتشوهت
وعليه كانت مفاجئة كبيرة لولدي مهند حينما أخبرته بموافقتي على اختياره، كان ممتناً حقاً لنزولي على رغبته، امتناناً دفعه لأن يحاول التفوق في التدريب، غير أن رؤيتي السابقة كانت صائبة، لم ينقضي الشهر إلا وأتاني في خجل معلناً رغبته في لعب التنس!
وهنا كانت فرصتي كي أكمل عملي الصائب، لم أسخر منه أو أعنفه أو أذكره بما قلته سابقاً، كل ما فعلته أن وسعت دائرة النقاش لتشمل فكرة كيف نختار حتى لا نضيع وقتاً كبيراً في المحاولات الغير موفقة، ثم كيف نتأكد من خطأ اختيارنا ونتحمل نتائجة بشجاعة، أخبرته أننا يجب حين نقرر أن نختار ألا نلتفت فقط إلى ما نحب ونهوى، بل علينا أن نقف أيضاً على قدراتنا الحقيقية، ومن ثم فرص نجاحنا في هذا القرار
قلت له أن الحياة لا تعطي الإنسان منا ما يريد، وإنما ما يستحق، وإلا فأماني الناس وادعائاتهم كبيرة، بيد أن قدرتهم على دفع الثمن متخاذلة، وعليه فإن هناك مهمة تلي الاختيار وهي انجاح القرار، بالجهد والتعب وعمل ما يجب عمله
ولم أنس قبل أن أضرب له موعداً مع مدرب التنس أن أخبره بشيئين هامين، الأول أن كل تجربة خاطئة مررنا بها ليست شراً خالصاً، هناك ثمة فائدة سنعرفها يوماً ما، الحياة تجارب، وقيمة الإنسان منا تحددها تجربته الخاصة ومدى قدرته على استيعابها وهضمها، أما الشيء الثاني فهو امتناني لاعترافه بخطأ تقديره وعدم مكابرته، ذلك أن الأسوء من الوقوع في اختيار خاطئ هو الاستمرار فيه خجلاً، أو كبراً، أو خوفاً
أتمنى أن يعي صغيري هذا الدرس جيداً، أن يثق بنفسه، وبقدرته على الاختيار الصحيح، ذلك لأن الحياة ما فتئت تخبرنا بعدم احترامها للخائفين المرتبكين، وفوق هذا لعدم قدرتي المادية على دفع اشتراك لعبة ثالثة إذا لم ترق له لعبة التنس!
#كريم الشاذلي [/3mr][/font] آخر تعديل أم يعقوب يوم
09-21-2016 في 04:10 PM. |
09-22-2016 | #3 |
|
رد: نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين مقال رائل اتخاد القرارت الصائبة في راي من اصعب الاشياء عند الصغار وجهة نظري انه علينا توجيههم و نصحهم بعيدين كل البعد عن الاوامر فالطفل ليس الة نحركها حسب رغباتنا له رغباته الخاصة في الاكل و اللبس ووو علينا ان نطور رغباته و نوجهها لا نقيده فيكبر بشخصية امعة لا يستطيع ان ينسلخ عن قرارات والديه بارك الله فيك و نفعك و نفع بك |
|
09-22-2016 | #5 |
|
رد: نولد أحرار ثم نصبح مؤدبين درست ما أحب، سافرت على غير رغبة الجميع، عملت في المهنة التي تلامس شغفي، دفعت ثمناً غير هين من الفشل والتعثر والسخرية والتشفي، المهم أنني في الأخير أصبحت شيئاً يشبهني!، يشبه الروح التي كنت عليها قبل أن يطالني عبث الكبار وتحكمهم، دعك من أنني أصبحت أكتب للناس ما يجب عليهم فعله في الحياة، والمدهش أنهم يصدقونني!. اختيار مميز نعم البعض يعتبر ابنه جهاز يتحكم فيه عن بعد ارهاق ابوي علي الابناء مصادرة الحرية يسبب مشاكل جما شكرا عزيزتي علي روعة الاختيار |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 7 : | |
, , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كيف ننمي الجرأة في ذات الطفل؟ | عطر الجنة | شعاع الأمومة والطفولة | 5 | 09-09-2016 11:01 PM |