شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
| ||||||||||
| ||||||||||
رد: التّرابط بين الإيمان و العمل : سرّ الارتباط بين الإيمان و العمل الصالح : أيها الأخوة الكرام ؛ ذكر القرآن الكريم الإيمان وذكر معه العمل الصالح في أكثر من سبعين آية ، ما سرّ هذا الارتباط ؛ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ؟ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وردَت في القرآن الكريم في أكثر من سبعين آية ، بل إنّ الله سبحانه وتعالى لمْ يكْتفِ بِقَرْن العمل مع الإيمان ، بل قيَّد العمل بأنَّه صالح ، الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، لأنّ هناك عملاً غير صالح ، ما من إنسان إلا ويعمل ، حركته في الحياة هي عمله ، وبحْثهُ عن رزقه هي عمله ، اسْتمتاعُهُ بما حوله عمله ، فما من إنسان إلا وهو يعمل ، لكنّ الله سبحانه وتعالى قرنَ الإيمان بالعمل الصالح ، وقال بعضهم : معنى العمل الصالح ، أي العمل الذي تصلحُ به الدنيا ، ويصلحُ به الدّين ، أو العمل الذي يصلحُ به الفرْد ، ويصلحُ به المجتمع ، أو العمل الذي تصلح به الحياة الماديّة ، والحياة الروحيّة ، فيا أيها الأخوة الأكارم ، هذا الإسلام العظيم ، وهذا الشرع الحكيم ، وهذا الدِّين القويم دينٌ شُمولي ، يشْملُ الدنيا والآخرة ، يشمل الفرْد والمجتمع، يشمل قلب الإنسان ، ويشمل جسده ، ويشمل عقلهُ ، هذا المنهج الإلهي كما وصفهُ الله عز وجل في قوله تعالى : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾ [ سورة المائدة : 3 ] هذا المنهج الإلهي منهجٌ شمولي ، وقد فسَّر بعضهم قوله تعالى : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [ سورة المائدة : 2] البرّ صلاح الدنيا ، والتقوى صلاح الآخرة ، والإثم اقتراف المعصيَة ، والعدوان أن تعتدي على الآخرين ؛ على حقوقهم الماديّة ، وحقوقهم الأدبيّة ، فهذه الآية من جوامع القرآن الكريم ، قال تعالى : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [ سورة المائدة : 2] وكلمة الإيمان والعمل الصالح وردَتْ في القرآن الكريم في أكثر من سبعين آية ، وقد قيَّدَ الله العمل بأنَّه صالح ، أيْ تصلحُ به الدنيا ، وتصلح به الآخرة ، يصلحُ به جسد الإنسان ، وتصلحُ به نفسهُ ، ويصلحُ به عقلهُ ، يصلح به الفرد ، ويصلح به المجتمع ، تصلحُ في الإنسان قواه الروحيّة ، وقواه الماديّة . دَوْر العمل في حياة المؤمن : أيها الأخوة الكرام ؛ دَوْر العمل في حياة المؤمن هو انطلاق اختياريّ نحْوَهُ وليس المؤمن يُساق إلى العمل ، كما تساق القطعان إلى أعمالها ، ولا يُساق إلى عمله بِقُوّة قاهرة ، ولا بضغط خارجيّ أو داخليّ ، إنّ المؤمن يتحرّك نحو العمل الصالح بِدافعٍ ذاتي نابعٍ من إيمانه ، إذا عرف الإنسان حقيقته ، وسرّ وُجوده ، واسْتِخلاف الله له في الأرض ، والأمانة التي كلِّفَ بها، والرسالة التي حمِّلها ، إذا عرف الإنسان حقيقته انطلق بدافعٍ ذاتيّ إلى العمل ، عندئذٍ لا يحتاج إلى دافعٍ خارجي ، لا يحتاج إلى قهر ، ولا إلى سَوقٍ ، ولا إلى ضغْطٍ ، ولا إلى تضْييق، ينطلق الإنسان بِدافعٍ من ذاته إلى خدمة الخلق ، وإلى الدعوة إلى الحقّ ، حتى إلى إحسان عمله المهني . أيها الأخوة الكرام ؛ لا تصلح الدنيا إلا بالإيمان ، فما من عملٍ مادي خالطهُ الإيمان إلا كان متقنًا ، وكان صاحبهُ مخلصًا ، وكان أميناً ، وكان وفِيًّا ، وما من عملٍ دنْيوِيّ ابتعَدَ عنه الإيمان إلا لابسَهُ الغشّ ، والتزوير ، والمبالغة ، لابسَهُ مخالفة أحكام القرآن الكريم. أيها الأخوة الكرام ؛ ألا تكفينا هذه الآية : ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ سورة الزخرف : 72] يتبع حين تستيقظ يوماً لتجد الأرجاء خاوية من الأحبة, وقد تفلتت منا سبُلُ" اللقاء " . فلا تحزن وتضيق بك الأكوان , واعمل للغد حتى لا نفترق عند أعتاب الجنان فرُب فراق غـــدٍ لاينفعه البكاء ولا شفعاء !" ، وحين الرحيل للوجه الآخر من الحياة ." لا تحزنوا فبرحمت الله اللقاء عند أعتاب الجنان |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 : | |
, , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
~ هبي يا ريح الإيمان ~ | مريم مصطفى رفيق | شعاع العلوم الشرعية | 12 | 08-10-2016 11:32 PM |
فقه قوة الإيمان | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 05-10-2016 12:07 AM |
أنا وردةُ الإيمان | ام عبدالله وامنه | شعاع الأدب العربي | 6 | 01-11-2015 09:12 AM |
الإيمان قبل القرآن | إسمهان الجادوي | شعاع القران الكريم وعلومه | 14 | 02-27-2014 12:40 PM |