شعاع العـــام اطرح كل موضوع لم تجد له قسم خاص- ومواضيع الحوار |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||
| |||||||
تفقَّد قلبك في ليلة ممطرة جداً ، كان سائق أجرة يستقل سيارته ويُسابق الوقت ليصل لأبنائه حاملاً معه طعامهم ، وفي الطَّريق رأى رجلاً حسن الهيئة يقف بجانب سيارته المعطلة فتنازعت السَّائق رغبات كثيرة في مواصلة طريقه أو مساعدة الرَّجل ، ولكن حبه للخير جعله يقف للرَّجل صاحب السَّيارة الفارهة ، وقد كان المطر شديداً بحيث يصعب عليهما إصلاح السَّيارة فعرض عليه أن يوصله ، وعندما أصبح الثَّري بجانبه أخبره بأنَّ مدينته بعيدة جداً فأتى عرض آخر من السَّائق ، قال له : بيتي قريب من هنا ، فما رأيك أن تأتي معي حتى تتحسن الأجواء فتُصلح سيارتك وتعود لمدينتك ؟ . ولم يكن لدى الثري مجال للاختيار فوافق على ذلك .. وماهي إلا دقائق معدودة حتى وصلا للبيت .. وقام السَّائق باكرام ضيفه وتقديم الطَّعام له ، فكان الرَّجل يأكل بغير شهية ، لأنَّه لم يعتاد على مثل هذا الطَّعام البسيط ، وكان يلتفت يمنة ويسرة بالبيت والذي كانت حالته صعبة جداً ثمَّ وضع له الفراش الذي سينام عليه فكاد يفقد عقله ... كيف يمكن لمثله أن ينام على هذا !! فقال له السَّائق - معتذراً- وكأنَّه يقرأ أفكاره : هذا مايتوفر لدينا فتقبله منَّا قال له الثَّري : ولكني غيرت مكاني لذلك سيصعب علي النَّوم فذكره السَّائق بأول ليلة في القبر ، وبالوحشة التي سيجدها العبد عندما يهجره الأهل والأحباب إني أبثُّـك عـن حـديـ ... ثي والحديثُ له شجـونُ غيَّرتُ موضعَ مـرقـدي ... ليلاً ففارقني السـكـونُ قل لـي فـأولُ لـــيلةٍ ...في القبر كيف ترى أكونُ ثمَّ انصرف السَّائق لأبنائه ، أمَّا الثَّري فكان يجلس بقرب النَّافذة ، ويُراقب نزول المطر والذي تزداد حدته أكثر فأكثر ، وكان النَّوم قد فارق جفنيه لرداءة المكان والفراش .. وكان يسمع ضحكات السَّائق مع أبنائه ، ويستعجب كيف يعيش في مثل هذا المكان وهو سعيد!! وعندما جاءه الرجل ليقدم له كوباً من الماء ، دار بينهما هذا الحوار : السَّائق : مابالكِ ياأخي لم تنم ؟؟ الثَّري : لا أستطيع النَّوم السَّائق : أعتذر منك إن سببنا لك إزعاج الثَّري : لا ياأخي ، ولكني متعجب جداً كيف يمكن أن تعيش قرير العين ، وأنتَ في عناء طوال اليوم ؟ وكيف تجد وقتاً للجلوس مع عائلتك وتبادل الأحاديث والضحكات معهم ؟ السَّائق : إنَّه الرضا بقضاء الله وقدره ، ومادام لدي سقف يظلني ولقمة تسد جوعي ، وأسرة تحتضنني فقد حصلت على كل مقومات السَّعادة ، ومهما عملت فلن أستطع أن أشكر ربي على هذه النِّعم العظيمة .. فتعجَّب الغني أكثر ، وكان قد اطمأن لقلب هذا الرَّجل وطيب حديثه فقال له : أتعلم أنِّي أعيش في قصر ولدي خدم وطهاة وسائقين ولكني تعيس جداً ، ولم أضحك منذ وقت طويل ، وحتى أولادي لا أجتمع بهم إلا في النادر ، والمشاكل تُحيط بي من كل حدبٍ وصوب فأنا وإخوتي على خلاف ، وأشعر بنفور من معظم النَّاس ففاجأه السَّائق بسؤال : وكيف هو حال قلبك ؟! فأطرق الثَّري رأسه وقال : إنني أشكو من قسوة قلبي ، وجفوة طبعي ، وأشعر بأنني بالرغم مما أملكه إلا أنِّي تعيس جداً ، فماذا أفعل ؟؟ فظل الثَّري يُحدق به طويلاً ..... ثم قال السَّائق : ألم تسمع هذا الحديث : (قيلَ لرسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - : أيُّ الناسِ أفضلُ ؟ ! قال : كلُّ مخمومِ القلبِ، صدوقِ اللسانِ، قالوا : صدوقُ اللسانِ نعرفُهُ، فما مخمومُ القلبِ ؟ ! قال : هو النقيُّ التقيُّ، لا إثمَ عليهِ، ولا بغيَ، ولا غلَّ، ولا حسدَ .) صححه الألباني ؟ ألا تعرف ياأخي أنَّ الله يوم القيامة ينظر للقلوب وماتحتويه ؟ قال تعالى :( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء/88-89. الثَّري : وكيف لي بعلاج قلبي ؟ السَّائق : عليك أولاً بالدَّعاء والتضرع لله عزوجل بأن يرزقك قلباً خاشعاً ، وعليك بالإكثار من النَّوافل والطاعات ، وأكثر من تلاوة القرآن الكريم وقراءة سيرة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم واعمل لآخرتك فلا تترك نفسك عبداً للمال ، ولكن اجعله لكِ طائعاً فابذل مالك في اطعام الطَّعام وتفقد الفقراء والمحتاجين ، فستجد حينها راحة وانشراح لم تشعر بها من قبل .. وأخذ الثَّري يستمع له باهتمام وكأنَّه وقع على ثروة كبيرة ثمَّ قام فتوضأ وصلَّى ركعتين ، ونام بهدوء وسكينة ؛ ولم يستيقظ إلا على طرقات على باب حجرته ليذكره صاحبه بصلاة الفجر وبعد الصَّلاة وكان المطر قد توقف ؛ عاد مع صاحب المنزل إلى سيارته وهو يشعر بأنه شخص جديد وقد تغيرت في نفسه أشياء كثيرة ، وبعد اصلاح سيارته ، وعندما صافحه السَّائق ليودعه ؛ وضع بيده مبلغ كبير من المال ، ولكن السَّائق أعطاه درساً آخراً فرفض ، وقال له : كنت أبتغي بعملي هذا الأجر من الله ، وأُريد المكافأة منه فكان درساً في القناعة وعمل المعروف فانطلق الثَّري لحياته الجديدة ، وهو يتذكر السَّائق دوماً ويدعو له ... فأي أثر طيب تركه هذا الفقير في حياة الثَّري بأكملها ..!! فلا نحتقر من المعروف شيئاً ولندعو لسبيل ربنا بالحكمة ، والموعظة الحسنة دوماً ؛ لعلها تكون سبباً في هداية شخص ما .. |
10-07-2013 | #3 |
| |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
10-08-2013 | #5 |
| |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دع قلبك ابيض | منار الحمصية | شعاع العـــام | 9 | 09-18-2014 10:55 PM |
تفقد قلبك | دلال إبراهيم | شعاع العلوم الشرعية | 10 | 08-01-2014 01:59 AM |
متى يسجد قلبك؟ | ام عبدالله وامنه | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 5 | 04-11-2014 11:06 PM |
ما هو لون قلبك؟ | ام اسية وعبد الرحمان | شعاع القصص الوعظية | 3 | 12-26-2013 12:02 PM |
إذا ابتليت فما يضرك اذا سلم قلبك ؟ | امي فضيلة | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 10-03-2013 05:47 PM |