شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح كل ما يشمل السيرة النبوية وقصص الصحابة و التابعين و السلف الصالح |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
ما قصة صاحب النقب..؟ إن إنكار الذات خلقٌ من أخلاق الذين سَمَت هممهم وعلت نفوسهم، فصاروا من الأبطال الصادقين في هذه الحياة؛ لأن حب الذات والأثرة والأنانية من الغرائز المستكينة في صدور الناس، فإن استطاع المرء أن يقتلع من نفسه جذور هذه الذاتية، أو يقطع عليها طريق تأثيرها، أثبت أنه قد صار بطلاً مضحيًا في سبيل غيره، صادق الكفاح في سبيل مبادئه وعقائده وقومه ووطنه. ولعل المجتمعات الهزيلة لا تصاب بداء كداء المفاخرة العريضة والتباهي المسرف؛ لأن هذا الداء يصرف الهمم والعزائم إلى الرياء والادعاء، ويَحُول بينها وبين الإخلاص والتواضع، وقد يفتح عليها أبواب النفاق والتلون؛ ولذلك وصف القرآن المنافقين بأنهم يراءون الناس، وجاء في الحديث الشريف: " إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء". ولقد جاء رجل إلى رسول الله - صل الله عليه وسلم- فقال له: يا رسول الله، أرأيت رجلاً غزا يلتمس الأجر والذكر، ماله؟ فأجاب النبي "لا شيء له، فأعادها الرجل ثلاث مرات، فقال النبي –صل الله عليه وسلم- "إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا، وابتغي به وجهه!". وكذلك جاء رجل إلى الرسول فقال: يا رسول الله، إني أقف الموقف أريد وجه الله وأريد أن يُرى موطني، فتلبّث الرسول في الرد حتى نزل قوله تعالى: "فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا". والإسلام الحنيف يدعو أهله إلى هذا الخلق النبيل؛ وهو إنكار الذات. ويحرضهم على أن يؤدوا أعمالهم المختلفة يريدون بها وجه الله، ويبتغون بها ما عنده من الثواب العظيم والنعيم المقيم: "والآخرة خير وأبقى"، "وما عند الله خير للأبرار"، "وإن الدار الآخرة لهي الحيوان" (أي الحياة الكاملة) "لو كانوا يعلمون". هؤلاء أنكرواذواتهم وقد استطاع الإسلام أن يخرج من أبنائه أبطالاً عمالقة، سادوا وقادوا، وفعلوا المكارم، وأتموا جلائل الأعمال؛ ومع ذلك لم يتباهوا بما فعلوا، ولم يفخروا بما قدّموا، بل أنكروا ذواتهم وكتموا أعمالهم، وابتغوا وجه ربهم الذي لا يُضيع أجر من أحسن عملاً، والذي يعلم السر والنَّجوى: "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى". وهذا موقف من مواقف البطولة الخالدة، ومعرض من معارض الجندية المجهولة، يتألق في تاريخ الإسلام والعرب؛الإخلاص وإخفاء العمل عن الناس كان مسلمة بن عبد الملك على رأس جيش للمسلمين يحاصرون قلعة عظيمة للروم، ولكن القلعة إستعصت على جيش المسلمين لارتفاع أسوارها ولإغلاق جميع المنافذ إليها، الأمر الذي ساعد جنود الروم، فأخذوا يقذفون جيش المسلمين من أعلاها، فازداد تعب وانهاك جنود المسلمين . وفي الليل قام أحد جنود المسلمين بفكرة عظيمة، إذ أنه تخفى بمفرده إلى أن وصل باب القلعة وظل ينقب فيه وينقب حتى استطاع أن يُحدث به نقباً ، ثم رجع دون أن يُخبر أحداً . وعند الغد تأهب المسلمون للقتال كعادتهم، فدخل هذا البطل من النقب وقام بفتح الباب فتدافع المسلمون وتسلقوا أسوار القلعة، وما هي إلا لحظات حتى سمع الروم أصوات تكبيرات المسلمين على أسوار قلعتهم وداخل ساحتها فتحقق لهم النصر . وبعد المعركة جمع القائد مسلمة بن عبدالملك الجيش، ونادى بأعلى صوته : مَن أحدث النقب في باب القلعة فليخرج لنُكافئه فلم يخرج أحد..!! فعاد وقالها مرة أخرى : من أحدث النقب فليخرج .. فلم يخرج أحد..!! ثم وقف من الغد وأعاد ما قاله بالأمس، فلم يخرج أحد..!! وفي اليوم الثالث، وقف وقال : أقسمتُ على من أحدث النقب أن يأتيني أي وقت يشاء من ليل أو نهار، وعند حلول الليل والقائد يجلس في خيمته ، دخل عليه رجلٌ ملثم، فقال مسلمة : هل أنت صاحب النقب؟! فقال الرجل : إنَّ صاحب النقب يريد أن يبر قسم أميره ، ولكن لديه ثلاثة شروط حتى يلبيَ الطلب . فقال مسلمة : وماهي؟! قال الرجل : 1- أنْ لا تسأل عن اسمه 2- ولا أن يكشف عن وجهه 3- ولا أن تأمر له بعطاء فقال مسلمة : له ماطلب . عندها قال الرجل : أنا صاحب النقب . ثم عاد أدراجه مسرعاً واختفى بين خيام الجيش‼ فوقف مسلمة والدموع تملأ عينيه فقال : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} فكان مسلمة بعد ذلك يقول في سجوده : اللهم احشرني مع صاحب النقب . عيون الأخبار لابن قتيبة (741) إنْ لم يكن للهِ فعلك خالصًا فكلّ بنـاءٍ قد بنيْتَ خـرابُ اجعلوا بينكم وبين الله خبيئة عملٍ صالح ، تنفعكم يوم لا ينفع مال ولا بنون . |
11-05-2018 | #2 |
|
رد: ما قصة صاحب النقب..؟ جميله جدا القصه بوركت الانامل |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
11-07-2018 | #3 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: ما قصة صاحب النقب..؟ وبارك الله لنا فيك وبحضورك يالغلااا دمت لنا فخرا في شعاع شكرا لك من قلبي |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صاحب التاكسي | ام عبدالله وامنه | شعاع القصص الوعظية | 4 | 09-17-2016 09:31 PM |
خير صاحب | أم يعقوب | شعاع الأدب العربي | 14 | 09-02-2016 05:59 PM |
لى صاحب... | أم انس السلفية | شعاع الأدب العربي | 4 | 11-28-2014 01:53 AM |