شعاع القران الكريم وعلومه تفسير | اعجاز | علوم القران |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
الإيمان قبل القرآن من يتأمل مقاصد القرآن الكريم يجد أن الله جعل الإيمان شرطا في الانتفاع بالقرآن الكريم، وهو سبب في كونه له هدى ورحمة وشفاء، وبين سبحانه أن ليس كذلك لغير المؤمنين، بل يكون عليهم عمى وخسارًا قال تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً الإسراء82] وقال سبحانه : [قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ ] [فصلت: 44]. ومن يتأمل حال السلف الصالح يجد أنهم فهموا كيف يعيشون مع القرآن، فكانوا يحرصون على تحقيق الإيمان قبل القرآن بسلامة القصد والعقيدة ، والتخلق بخلق القرآن، والعمل بشرعه. عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليككل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )) رواه مسلم/223 وعن عبد الله بن عمر : بقول عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، يَقُولُ: " لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ دَهْرٍ وَأَحَدُنَا يَرَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ، وَتَنْزِلُ السُّورَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَتَعَلَّمُ حَلَالَهَا وَحَرَامَهَا، وَأَمْرَهَا وَزَاجِرَهَا، وَمَا يَنْبَغِي أَنْ نُوقَفَ عِنْدَهُ مِنْهَا، كَمَا تَعَلَّمُونَ أَنْتُمُ الْيَوْمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْيَوْمَ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ قَبْلَ الْإِيمَانِ، فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ، وَلَا يَدْرِي مَا أَمْرُهُوَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يَقِفَ عِنْدَهُ مِنْهُ وَيَنْثُرُهُ نَثْرَ الدَّقْلِ " رواه الطبراني في الأوسط، قال الحاكم وقال : صحيح على شرط الشيخين، ولا أعلم له علة ووافقه الذهبي أنظر : المستدرك على الصحيحين 1/35 والدقل : بفتح الدال المهملة بعدها قاف مفتوحة وهو رديء التمر ويابسه ، انظر : (النهاية لابن الأثير 2/172 قال الحسن البصري: [ إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبُّر آياته إلا باتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً وقد - والله ! - أسقطه كله مايُرى القرآن له في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نَفَسٍ ! والله ! ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الوَرَعة متى كانت القراء مثل هذا ؟ لا كثَّر الله في الناس أمثالهم]. الزهد (ص/276) |
05-23-2013 | #2 |
| ولم يرزق الصحابة رضوان الله عليهم حفظ القرآن بقدر ما رزقوا حب العمل بالقرآن عن ابن عمر - - قال: [ كان الفاضل من أصحاب رسول الله في صدر هذه الأمة لا يحفظ من القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العمل بالقرآن، وإن آخر هذه الأمة يقرؤون القرآن، منهم الصبي والأعمى ولا يرزقون العمل به.الجامع لأحكام القرآن (1/39) وقال ابن مسعود : إنا صعب علينا حفظ ألفاظ القرآن، وسهل علينا العمل به، وإن مَنْ بعدنا يسهل عليهم حفظ القرآن ويصعب عليهم العمل به ]الجامع لأحكام القرآن (1/40) نسأل جل في علاه أن يرزقنا حب العمل بكتابه والتخلق بخلقه وللحديث بقية بمشيئة الله تعالى |
|
05-23-2013 | #3 | |
| اقتباس:
لااعلم ماذا اقول اللهم ارزقنا الانس بقربك يالله يارب لاتشغلنا الا بطاعتك عزيزتي اسمهان لاحرمتي الاجر في الدنيا والاخرة | |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
05-23-2013 | #5 |
| لا شك أن تلاوة القرآن وحفظه تزيد الإيمان لكن الله بين أنه ذلك أيضا للمؤمنين قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الأنفال2 عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مِنْ الدَّهْرِ وَإِنَّ أَحَدَنَا يُؤْتَى الْإِيمَانَ قَبْلَ الْقُرْآنِ , وَفِي لَفْظٍ : إنَّا كُنَّا صُدُورَ هَذِهِ الْأُمَّةِ , وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ وَصَالِحِيهِمْ مَا يُقِيمُ إلَّا سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ أَوْ شِبْهَ ذَلِكَ , وَكَانَ الْقُرْآنُ ثَقِيلًا عَلَيْهِمْ وَرُزِقُوا عِلْمًا بِهِ وَعَمَلًا , وَإِنَّ آخِرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَخِفُّ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنُ حَتَّى يَقْرَأَهُ الصَّبِيُّ وَالْعَجَمِيُّ لَا يَعْلَمُونَ مِنْهُ شَيْئًا , أَوْ قَالَ لَا يُسَلِّمُونَ مِنْهُ الشَّيْءَ )) الفتاوى لشيخ الإسلام 6/ 650 وعَنْ حَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: إنَّا آمَنَّا وَلَمْ نَقْرَأْ الْقُرْآنَ وَسَيَجِيءُ قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يُؤْمِنُونَ )) الفتاوى لشيخ الإسلام 6/ 650 وليس معنى ذلك هو التقليل من شأن تلاوة القرأن وحفظه حاشا لله، بل التهيئة للانتفاع به. تأمل ما قاله أبو بكر بن عياش " مَا سَبَقَكُمْ أَبُو بَكْرٍ بِفَضْلِ صَلَاةٍ وَلَا صِيَامٍ وَلَكِنْ بِشَيْءِ وَقَرَ فِي قَلْبِهِ " وَهُوَ الْيَقِينُ وَالْإِيمَانُ )) مجموع الفتاوى 2/285 وللحديث بقية بإذن الله تعالى لتوضيح المعاني المبهمة |
|
05-23-2013 | #6 |
| قال قتادة في قوله عز و جل( وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) إذا سمعه المؤمن انتفع به وحفظه ووعاه( وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ ) به( إِلا خَسَارًا) أنه لا ينتفع به ولا يحفظه ولا يعيه، وإن الله جعل هذا القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين. ابن جرير الطبري : 17/525 وقال قتادة : لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان قضى الله الذي قضى شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا اهـ تفسير البغوي/ 123 قال الإمام الطبري : في قوله عزّ وجلّ( وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) يقول تعالى ذكره: وننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة، ويبصر به من العمى للمؤمنين ورحمة لهم دون الكافرين به، لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض الله، ويحلون حلاله، ويحرّمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة، ويُنجيهم من عذابه، فهو لهم رحمة ونعمة من الله، أنعم بها عليهم( وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) يقول: ولا يزيد هذا الذي ننزل عليك من القرآنالكافرين به إلا خسارا: يقول: إهلاكا، لأنهم كلما نزل فيه أمر من الله بشيء أو نهى عن شيء كفروا به، فلم يأتمروا لأمره، ولم ينتهوا عما نهاهم عنه، فزادهم ذلك خسارا إلى ما كانوا فيه قبل ذلك من الخسار، ورجسا إلى رجسهم اهـ ابن جرير الطبري : 17/525 وقال العلامة السعدي : فالقرآن مشتمل على الشفاء والرحمة، وليس ذلك لكل أحد، وإنما ذلك للمؤمنين به، المصدقين بآياته، العاملين به، وأما الظالمون بعدم التصديق به أو عدم العمل به، فلا تزيدهم آياته إلا خسارًا، إذ به تقوم عليهم الحجة، فالشفاء الذي تضمنه القرآن عام لشفاء القلوب، من الشبه، والجهالة، والآراء الفاسدة، والانحراف السيئ، والقصود السيئة، فإنه مشتمل على العلم اليقيني، الذي تزول به كل شبهة وجهالة، والوعظ والتذكير، الذي يزول به كل شهوة تخالف أمر الله، ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها، وأما الرحمة، فإن ما فيه من الأسباب والوسائل التي يحث عليها، متى فعلها العبد فاز بالرحمة والسعادة الأبدية، والثواب العاجل والآجل. اهـ 465 قال ابن كثير في قوله تعالى: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت: 44]، وهذا من جملة شقائهم أن ما يهدي القلوب يكون سببا لضلالهم ودمارهم، كما أن سيئ المزاج لو غذي بما غذي به لا يزيده إلا خبالا ونقصا اهـ ابن كثير 4/229 |
|
05-23-2013 | #7 |
| كلام نفيس لشيخ الإسلام بن تيمية قال تعالى : وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا الآية [ التوبة : 124 ] . قال شيخ الإسلام بن تيمية : : قال جُنْدُب بن عبد الله، وعبد الله بن عمر : تعلَّمنا الإيمان، ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيمانًا، فهم كانوا يتعلمون الإيمان، ثم يتعلمون القرآن . وقال بعضهم في قوله : نُّورٌ على نُورٍ [ النور : 35 ] ، قال : نور القرآن على نور الإيمان، كما قال : وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا [ الشوري : 52 ] ، وقال السُّدِّي في قوله : نُّورٌ على نُورٍ نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا، فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه . فتبين أن قوله : أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ [ هود : 17 ] ، يعني هدي الإيمان، وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ أي من الله، يعني : القرآن شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه، وقال : وَيَتْلُوه لأن الإيمان هو المقصود؛ لأنه إنما يراد بإنزال القرآن الإيمان وزيادته . ولهذا كان الإيمان بدون قراءة القرآن ينفع صاحبه ويدخل به الجنة، والقرآن بلا إيمان لا ينفع في الآخرة؛ بل صاحبه منافق؛ كما في الصحيحين عن أبي موسى عن النبي أنه قال : ( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأُتْرجَّة، طعمها طيب وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر/، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها ) . ........ إلخ الفتاوى/ 2/ 275 |
|
05-23-2013 | #8 |
| كلام نفيس لابن كثير : قال تعالى : (( ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ )) البقرة: 2 قال ابن كثير : وخصّت الهداية للمتَّقين. كما قال: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت: 44]. وَنُنزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا [الإسراء: 82] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اختصاص المؤمنين بالنفع بالقرآن؛ لأنه هو في نفسه هدى، ولكن لا يناله إلا الأبرار، كما قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس: 57] . وعن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب رسول الله : هُدًى لِلْمُتَّقِينَ يعني: نورًا للمتقين. وقال الشعبي: هدى من الضلالة. وقال سعيد بن جبير: تبيان للمتَّقين. وكل ذلك صحيح. وعن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله : هُدًى لِلْمُتَّقِينَ قال: هم المؤمنون. وعن ابن عباس: لِلْمُتَّقِينَ أي: الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به. وعن الضحاك، عن ابن عباس: لِلْمُتَّقِينَ قال: المؤمنين الذين يتَّقون الشرك بي، ويعملون بطاعتي. وعن الحسن البصري، قوله: لِلْمُتَّقِينَ قال: اتَّقوا ما حرّم الله عليهم، وأدوا ما افترض عليهم. وقال أبو بكر بن عياش: سألني الأعمش عن المتَّقين، قال: فأجبته. فقال [لي] سل عنها الكلبي، فسألته فقال: الذين يجتنبون كبائر الإثم. قال: فرجعت إلى الأعمش، فقال: نرى أنه كذلك. ولم ينكره. وقال قتادة لِلْمُتَّقِينَ هم الذين نعتهم الله بقوله: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ الآية والتي بعدها [البقرة: 3، 4]. واختار ابن جرير: أن الآية تَعُمّ ذلك كله، وهو كما قال. اهـ ابن كثير / 1/ 162 |
|
05-23-2013 | #9 |
| القرآن الكريم يؤثر حتى في الجماد كما قال تعالى : (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) [الحشر : 21 ] .. قال ابن جرير : لو أنزلنا هذا القرآن على جبل، وهو حجر، لرأيته يا محمد يا خاشعًا؛ يقول: متذللا متصدّعا من خشية الله على قساوته، حذرًا من أن لا يؤدّي حقّ الله المفترض عليه في تعظيم القرآن، وقد أنزل على ابن آدم وهو بحقه مستخفٌّ، وعنه عما فيه من العِبَر والذكر مُعْرض، كأن لم يسمعها، كأن في أذنيه وقرًا. هـ الطبري 23/ 300 ولقد تواترت الأخبار بتأثر من سمع القرآن، وهم أصناف: الصنف الأول : من سمعه فتأثر به وانتفع به النموذج الأول : كما في وفد النجاشي قال تعالى : (( وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) قال أبو جعفر: وإذا سمع هؤلاء الذين قالوا:"إنا نَصَارى" الذين وصفت لك، يا محمد، صفتهم أنك تجدهم أقرب الناس مودة للذين آمنوا ما أنزل إليك من الكتاب يُتْلى "ترى أعينهم تفيض من الدمع". وقال : ويعني بقوله تعالى ذكره:"يقولون ربنا آمنا"، أنهم يقولون: يا ربنا، صدَّقنا لما سمعنا ما أنزلته إلى نبيك محمد من كتابك، وأقررنا به أنه من عندك، وأنه الحق لا شك فيه النموذج الثاني: كما في قصة عمر بن الخطاب : عندما سمع القرآن قبل إسلامه ، فإذا به يتحول إلى إنسان جديد، ويلقى وراء ظهره كل ما كان يكنه من عداوة وبغض للإسلام ونبيه، ويتقدم مبايعاً موقناً أن هذه الكلمات ليست من قول بشر. ينظر القرطبي 11/ 163. الصنف الثاني : من سمعه وتأثر به وشهد بصدقه لكنه لم ينتفع به، كبرا أو حسدا ، أو أنفة . إلخ ومن أمثلة ذلك النموذج الأول : قصة الوليد بن عقبة عندما دخل على النبىِّ صلَّى الله عليه وسلم وقال يا محمد اقرأْ علىَّ شيئاً ممَّا أُنزِل عليك فقرأَ قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ الآية فقال الوليد: إِنَّ لهذا الكلام لحلاوة، وإِن عليه لطلاوة، وإِنَّ أَسفله لمغدِق، وإِنَّ أَعلاه لمثمر، وإِنَّ لى فيه نظرا، ولا يقول مثل هذا بشر اهـ القرطبي 19/ 74 ، وابن كثير2/131 النموذج الثاني: اعتراف أبي طالب وشهادته فقد عرف الله بقلبه ، واعترف بلسانه ، ولكنه لم يدين به، ولم يؤمن، بسبب الأنفة والخوف من ملامة قومه. قال أبو طالب : ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذار مسبة ... لوجدتني سمحا بذاك مبينا انظر : أضواء البيان 5/ 243 ، والبغوي/ 1/ 64 النموذج الثالث: اعتراف اليهود وشهادتهم بصدق ما جاء به الرسول الله - - وعرفوه معرفة تامة، ومع ذلك كتموا وهم يعلمون ، حسدًا وكبرا، فلم ينفعهم ذلك بشيئ لأنهم لم يؤمنوا به. قال تعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ). [البقرة : 146]. قال ابن جرير أوضح الدليل على أنه قد كان فيهم المعاند في جحود نبوّته ، مع علمٍ منهم به وبصحة نبوّته اهـ ابن جرير 11/ 333 والخلاصة: أن هذا القرآن يتأثر به من سمعه، ولكن لن ينتفع به إلا من آمن به وصدقه، واتبع هديه ، بأن يأتمر بأمره وينتهى بنهيه . وللحديث بقية بإذن الله تعالى والله الهادي إلى سواء السبيل |
|
05-26-2013 | #10 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | اللهم ارزقنا العلم والعمل وحبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا بارك الله فيك اختي اسمهان دوما مبدعة في طرحك |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإيمان بالقدر.. جوهر الحياة الحقيقية | هوازن الشريف | شعاع العلوم الشرعية | 3 | 08-24-2014 01:33 PM |
تربية القرآن لجيل الإيمان | ام بشري | شعاع الأمومة والطفولة | 2 | 08-18-2014 12:21 AM |
مرحبا بك معنا ياالغالية نور الإيمان | ادارة الموقع | شعاع الترحيب والضيافة | 4 | 08-14-2014 04:50 PM |
الإيمان بالقضاء والقدر | هوازن الشريف | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 07-10-2014 02:36 PM |
(70) فائدة من كتاب الإيمان الأوسط، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. | أم يعقوب | شعاع العلوم الشرعية | 2 | 06-11-2014 03:32 AM |