شعاع العـــام اطرح كل موضوع لم تجد له قسم خاص- ومواضيع الحوار |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
وقفات بين الماضي والحاضر "ويبقى الماضي رواية جميلة لن تعود" استوقفتني كثيراً تلك العبارة وكأنها أيقظتني من نوم عميق فمهما بعد الزمان واندثرت أيامه، يبقى له طابعه الخاص.واللهفة إلى أشخاصه، والحنين إلى ذكريات ومواقف لن تعود ولم يتبق لنا منها سوى ذكرى جميلة تختبئ في ذاكرتنا. بين الحين والآخر تستوقفنا على بابها لكي نفتحه فتهب علينا رائحة الماضي الجميل. تغيرنا وتبدلت أحوالنا ما عدنا كالسابق، افتقدنا البساطة في الحياة، غلب علينا التكلف على الرغم من سعة العيش، وكثرة المال، والتكنولوجيا الحديثة التي نحيا بها. إلا أن النفوس ضيقة، والمشاكل تزداد، والهموم كثيرة، في السابق منزل واحد كان يكفي لأن تعيش فيه أسرة كاملة ابتداء من الجد والجدة وانتهاء بالأحفاد كانت حياتهم بسيطة وسعادتهم كبيرة ونحن الآن بيوتنا واسعة وصدورنا ضيقة. في الماضي كانت وسائل النقل لا تتسم بالسهولة المتوفرة حالياً، لكن التواصل مستمر بين الأهل والأصدقاء، الجار يعلم بأحوال جاره وخاصته، حالياً التواصل منقطع والجار لا يعرف جيرانه. الفروقات كثيرة بين ماضينا وحاضرنا، بين ما نعيشه نحن الآن وما كان عليه آباؤنا وأجدادنا. ماضيهم كان جميلا بما يحمل من قلوب طيبة، حياتهم كانت تسير بسلاسة وهدوء رغم ضيق ذات اليد ومشقة العيش.عندما أجلس مع كبار السن، الله يمدهم بالصحة والعافية، أجدهم يتكلمون عن الماضي وحياتهم كانت مليئة بالأفراح مع ظروفهم الصعبة التي كانوا يعيشونها، يتحدثون عن الاختلاف الكبير بين الحاضر والماضي الذي عاشوا فيه. مناسبات كثيرة تمر علينا دون أن نستشعر لذتها، الأعياد والأفراح لم تعد كالسابق. فالسابق كانت أمور الزواج ميسرة وبسيطة لا تتعدى نطاق الأهل والأقارب وتقام المناسبة إما في منزل الزوج أو الزوجة، لذلك كانت نسبة العنوسة والطلاق قليلة، أما الآن فقد اختلفت المقاييس، فرق شاسع مادياً ومعنوياً، لدرجة أن موضوع الزواج حالياً أصبح عائقاً كبيراً أمام الكثير، لما فيه من تكاليف باهظة. حتى رمضان، ذاك الضيف الغالي بكل ما يحمله من أجواء روحانية، يمرنا مرور الكرام، يستقبلونه بلهفة كبيرة جداً، كان استعدادهم له استعداداً روحانياً وليس بتجهيز وتوفير وشراء المواد الغذائية. كان العيد في الماضي فرحة للكبير قبل الصغير، كان فرحة طيبة لاجتماع الأهل والأقارب، الكل كان ينتظره ويحسب حسابه. ولكننا نلاحظ اليوم أنه أصبح يوما عاديا بالنسبة لنا، بل يكاد البعض أن يتثاقله. في الماضي كان الإنسان يعيش ظروفا صعبة إلا أن الابتسامة كانت تملأ وجهه والرضا يسكن قلبه. رغم الراحة والنعمة التي نعيشها في وقتنا الحالي، نسأل الله سبحانه أن يديم هذه النعم علينا، نجد الابتسامة ذهبت، والنفوس ضاقت، والقلوب تغيرت، انشغلنا بأعمالنا وأجهزتنا وصارت هذه الأجهزة هي التي تربطنا وتحدد علاقتنا الاجتماعية وتتحكم فيها. عندما يحن آباؤنا وأجدادنا إلى الماضي فإنهم يحنون إلى مواقف ومشاعر وسعادة افتقدوها. ضاعت في زحمة التكنولوجيا والتطور الذي نعيشه. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصص وعبر من الماضي والحاضر | عطر الجنة | شعاع القصص الوعظية | 4 | 12-11-2017 01:01 AM |
بين الماضي والمستقبل. .. | أم انس السلفية | شعاع العـــام | 7 | 08-22-2016 04:18 PM |
أصوات من الماضي | ناجية عثمان | شعاع الأدب العربي | 4 | 11-25-2014 03:22 PM |
ترى هل يرجع الماضي ؟ | أم انس السلفية | شعاع الأدب العربي | 2 | 02-11-2014 03:50 AM |