شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
سلامة الصدر سلامة الصدر السيد مراد سلامة الحمد لله الذي عز جلاله، فلا تدركه الإفهام، وسما كماله، فلا يحيط به الأوهام، وشهِدت أفعاله أنه الحكيم العلام، الموصوف بالعلم والقدرة والكلام، سبحانه هو الله الواحد السلام، المؤمنون حبَّب إليهم الإيمان وشرح صدورهم للإسلام، ويقبل التوبة ويكشف الحوبة ويغفر الإجرام، تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير، شهادة من قال ربي الله ثم استقام. اعلم علمني الله وإياك أن من الضمانات التي تأخذ بيدي العبد إلى النعيم المقيم: سلامة الصدر من الحسد، ومن جميع أمراض القلوب التي تفتك بالأمم والمجتمعات؛ لأن المجتمع الإسلامي مبني على أساس المحبة والمودة والتآلف، لذا قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ»" [1]. واعلم أن أفضل الناس هو صاحب الصدر السليم؛ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ»، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ، نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ»[2]. وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهَب لأهل الجنة حينما يدخلونها، قال تعالى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر:47]، وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة وهي من أسباب دخول الجنة، وكثير من الناس اليوم يتورَّع عن أكل الحرام أو النظر الحرام، ويترك قلبة يرتع في مهاوي الحقد والحسد والغل والضغينة، عن فتح به شخرف قال: قال لي عبدالله الأنطاكي: (يا خرساني، إنما هي أربع لا غير: عينك ولسانك وقلبك وهواك، فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يَحل، وانظر لسانك لا تقل به شيئًا يعلم الله خلافه من قلبك، وانظر قلبك لا يكون منه غل ولا حقدٌ على أحد من المسلمين، وانظر هواك لا يهوى شيئًا من الشر، فإذا لم يكن فيك هذه الخصال الأربع، فاجعل الرماد على رأسك، فقد شقيتَ). وبعض الناس يظن أن سلامة القلب تكمُن في سهولة غشه وخداعه والضحك عليه، وهذا خلاف المقصود. سلامة الصدر من أسباب دخول الجنة: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «يَطْلُعُ الْآنَ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ مَاءِ وُضُوئِهِ، قَدْ عَلَّقَ نَعَلَيْهِ بِيَدِهِ الشِّمَالِ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ ذَلِكَ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأَوَّلِ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ: إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي، فَأَقْسَمْتُ أَنِّي لَا أَدْخُلُ عَلَيْهِ ثَلَاثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ، قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ أَنَسٌ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنْ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ الثَّلَاثَ اللَّيَالِيَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ تَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَكَبَّرَ حَتَّى صَلَاةِ الْفَجْرِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا، فَلَمَّا مَضَتِ الثَّلَاثُ اللَّيَالِي وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ، قُلْتُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هِجْرَةٌ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ: «يَطْلُعُ عَلَيْكُمُ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ»، فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ الْمَرَّاتِ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ فَأَنْظُرَ مَا عَمِلْتَ فَأَقْتَدِيَ بَكَ، فَلَمْ أَرَ عَمِلْتَ كَبِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ. فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فَقَالَ: مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلَا أَحْسُدُهُ عَلَى شَيْءٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَمْرٍو هَذَا الَّذِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ [3]. طهارة القلب من الإيمان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُهَاجِرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ» قَالَ مَالِكٌ: «لَا أَحْسِبُ التَّدَابُرَ إِلَّا الْإِعْرَاضَ عَنْ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ فَتُدْبِرَ عَنْهُ بِوَجْهِكَ»[4]. ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في سلامة القلوب وطهارة الصدور، فكان لهم من هذه الصفة أوفر الحظ والنصيب، فلقد كانوا رضي الله عنهم صفًّا واحدًا يعطف بعضهم على بعض، ويرحم بعضهم بعضًا، ويحب بعضهم بعضًا؛ كما وصفهم جل وعلا بذلك حيث قال: ﴿ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]، وكما قال جل ذكره في وصفهم: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الفتح: 29]. الأفضلية بطهارة القلوب لا بكثرة الأعمال: لقد كان لسلامة الصدر عندهم منزلة كبرى، حتى إنهم جعلوها سببَ التفاضل بينهم؛ قال إياس بن معاوية بن قرة عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدرًا وأقلهم غيبة))[5]. وقد قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيرًا ويؤجرون كثيرًا؛ قال سفيان: ولِمَ ذاك؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم. فضائل طهارة القلب أنها صفة أهل الجنة الذين هم خير أهل ومعشر؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]. فضائل طهارة القلب أن فيها صدق الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإنه صلى الله عليه وسلم أسلم الناس صدرًا وأطيبهم قلبًا وأصفاهم سريرة، وشواهد هذا في سيرته كثيرة، ليس أعظمها أن قومه أدموا وجهه صلى الله عليه وسلم يوم أُحد، وشجُّوا رأسه وكسروا رَباعيته، فكان يسلت الدم ويقول: ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون))[6]. أنه لا نجاة ولا فلاح للعبد يوم القيامة إلا بأن يقدم على مولاه بقلب طيب سليم؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾، وصاحب القلب السليم هو الذي سَلِمَ صدره وعوفِي فؤاده من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر، وحب الدينار والرياسة، فسلم من كل آفة تبعد عن الله تعالى؛ قال قاسم الجُوعي - رحمه الله -: أصل الدين الورع، وأفضل العبادة مكابدة الليل، وأقصر طرق الجنة سلامة الصدر». وعن سفيان بن دينار قال: «قلت لأبي بشير - وكان من أصحاب علي سدد خطاكم -: «أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟»، قال: «كانوا يعملون يسيرًا ويُؤْجَرُون كثيرًا»، قلت: ولِمَ ذاك؟ قال: «لسلامة صدورهم». وعن زيد بن أسلم قال: «دُخِل على أبي دجانة سدَّد خطاكم وهو مريض، وكان وجهه يتهلل، فقيل له: «ما لِوجهكَ يتهلل؟»، فقال: «ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين، أما إحداهما: فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليمًا». [1] أخرجه أحمد ح 10180 وأبو داود ح 5193، والترمذي ح 2510، وابن ماجه ح 68؛ قال الشيخ الألباني: ( حسن )؛ انظر حديث رقم : 3361 / 1 في صحيح الجامع. [2] أخرجه ابن ماجه ح 4216. [3] أخرجه أحمد ح 12720، وعبد الرزاق ح 20559، والبيهقي في الشعب ح 6605؛ قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين. [4] أخرجه البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه برقم 6065، وأخرجه مسلم في البر والصلة برقم 2559. [5] أخرجه ابن أبي شيبة ح 35185، وأبو نعيم في الحلية ج 3 ص 125. [6]فتح الباري (3477). |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 : | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
السدر – فوائد ورق السدر المذهلة للصحة وعلاج السحر والمس | هوازن الشريف | شعاع الطب البديل | 6 | 01-14-2022 08:32 PM |
سلامة الصدر... | نوال الرحال | شعاع العـــام | 3 | 11-09-2019 11:33 PM |
أيام في صلالة | ناجية عثمان | شعاع الروايات العالمية | 4 | 01-19-2015 01:38 PM |
علامات السحر - كيف تعرف انك مسحور - اعراض السحر | هوازن الشريف | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 11-07-2014 08:59 PM |
من علامات الأيمان ... سلامة الصدر واللسان | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 09-07-2013 02:18 PM |