شعاع السيرة النبوية، الصحابة و السلف الصالح كل ما يشمل السيرة النبوية وقصص الصحابة و التابعين و السلف الصالح |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||||
| ||||||||||||||
هذا الحبيب يامحب هـــــذا الحبيــــب صلى الله عليه وسلم كــــان خُلـــــقه القرأن واهــــل الجنـــة خُلُقهُـــــم مثل الحبـــيب محمداً صلى الله عليه وسلم و فــي هذا الموضوع اخواتي الحبيبات بإذن الله سأعرض لكــــم 14 من خُلُقه صلى الله عليه وسلم جمعنا الله به في اعـــالي الجنـــــــان اسأل الله ان يكـــون خالص لوجهه الكريـــم |
01-22-2014 | #2 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | زهده صلى الله عليه وسلم سيد الزهاد وقدوة العباد محمد صلى الله عليه وسلم، أتته الدنيا وهي راغمة تعرض نفسها، وتعلن عرسها، وتضع بين يديه ما انتهى إليها شمسها، لكنه زهد فيها وصرف وجهه صفحاً عنها وقال: ((مالي وللدنيا)) (رواه البخاري)، وهو الذي لو شاء لأجرى الله له جبال الدنيا ذهباً وفضةً، أتدري لمه؟، ليقينه بحقارتها، وسرعة فنائها، فهي دار ممر لا دار مقر، وأن العبد مهما تفانى في جمع حطامها فلن يخرج منها إلا بقطعة كفنه، عزاءه: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}(الأعلى:17)، مرتجزه: ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة)) (رواه البخاري). خيِّر بين أن يكون ملِكاً نبياً، وبين أن يكون عبداً رسولاً؛ فاختار أن يكون عبداً رسولاً، يمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال - ثلاثة أهِلَّة في شهريْن- ولم يوقد في بيته نار، بل لم يشبع عليه الصلاة والسلام من خبز الشعير ثلاث ليالٍ متواليات؛ وقد يبيت ليله طاوياً لا يجد فيه ما يسد به رمقه، أو يقيم به أوده، سبحان الله سيد الدنيا لم تعرف الدنيا إلى نفسه أو بيته طريقا! أبقى الدنيا في يده ولم يساورها قلبه، ولذا آثر حياة الزهد والقلة على عيش الترف والبذخ، حتى ناجى ربه، وابتهل إليه بأن يجعل رزقه كفافاً: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً)) (رواه مسلم). ترى الزعماء في الدنيا يبتنون القصور ويسكنون فاخر الدور، أما سيد الزعماء فقد كان لبيته قصة زهد أيضاً فهو من الطين؛ أطرافه متقاربة، وسقفه منخفض، أما فراشه وأثاثه فقطيفة مثنية، وجلد، دخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو مضطجع على حصير قد أَثَّرَ في جَنْبِهِ، ولا يرى في خزانته صلى الله عليه وسلم إلا قبضة من شعير ومثلها قبضة من قرظ، وأَفِيقٌ مُعَلَّقٌ (الجلد الذي لم يتم دباغه)، فتبتدر عينيه الدمع، فيسأله المصطفى صلى الله عليه وسلم عن سببه، فيقول: يا نَبِيَّ اللَّهِ وما لي لَا أبكى! وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وَأَنْتَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ، فيطيب نفسه ويجلي له الحقيقة بقوله: ((يا ابن الْخَطَّابِ ألا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لنا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا))(رواه مسلم). عجيب والله يموت أحد أثرياء الدنيا، فيخلف الأموال الطائلة، والعقارات العظيمة؛ أما نبينا عليه الصلاة والسلام فقد مات ودرعه مرهون عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير، مات ولم يخلف قصراً ولا بستاناً ولا أرصدة...؛ فقد كان بأبي هو وأمي يأنف الدنيا، ولا يطمع في طول البقاء فيها، فإذا أتاه مال جاد به على مستحقيه؛ حاله كما قال الشاعر: لاَ يَبْتَغِيْ الدُّنْيَا وَلاَ أَحْسَابَـهَا *** فَأَذَلَّها وَأَبَى الزَّعَامَةَ والذَّهَـبْ وَإِذَا أَتَاهُ المَالُ جَـادَ بِهِ كَمَا *** صُبَّتْ حُمُولَتَهَا فَأفْرَغَتِ السُّحُبْ |
|
01-22-2014 | #3 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | صبره صلى الله عليه وسلم تعرض نبينا عليه الصلاة والسلام لأنواع كثيرة من الابتلاءات، وعاش صابراً محتسباً صلى الله عليه وسلم، فقد صبر على قلة ذات اليد، وشظف العيش، حتى كانت تمرُّ عليه وعلى أهله ثلاثة أهلة وما يوقد في بيوته صلى الله عليه وسلم نار. (رواه مسلم)، فلقد صبر عليه الصلاة والسلام على خشونة العيش، وشدة الجوع، حتى إن صوته ليضعف من شدة جوعه، قال أبو طلحة لأم سليم: "لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع، فهل عندك من شيء؟" قالت: "نعم"، ثم أخرجت أقراصاً من شعير ثم أدخلتها في خمار لها، ثم أرسلت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه البخاري) وكان مثلاً للصابرين فهو القائل: (ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحدٌ عطاء خيراً وأوسع من الصبر) (رواه البخاري). نام صلى الله عليه وسلم مرة على الحصير حتى أثَّر في جنبه، فرآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على تلك الحال فبكى، وقال: يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثَّر في جنبك، وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى! وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوته! وهذه خزانتك؟ فقال: ((يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة، ولهم الدنيا!)) (رواه مسلم). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أخفت في الله -وما يُخاف أحد- ولقد أوذيت في الله -وما يؤذى أحد- ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال) (رواه الترمذي، وصححه الألباني) وقد ذكر لنا واحدة من ابتلاءاته يخاطب زوجته عائشة: (لقد لقيتُ من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة؛ إذ عرضت نفسي على ابن عبد يا ليل بن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب) (رواه البخاري) وقد نال الكفار والمنافقون من عرضه وشرفه وعقله وأهله، ومكروا به مكراً كباراً، وكادوه كيدا عظيماً، فعرف الصبرَ حقيقةَ معناه، وفتح له أبواباً لم تكن بمبناه، ليعرفها الصابرون من بعده بمثل هذه الأساليب النبوية القيادية الحكيمة التي تنم عن سعة صدر النبي عليه الصلاة والسلام، وأناته وموافقته للصبر الذي أمره الله تعالى به في قوله: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}(الروم: 60) ليعلمنا أمرين أولهما: دقة وحسن تطبيقه لأوامر الله، ثانيهما: أنه مهما بلغ بنا من الأذى أو جفاءِ المخالف، أو فظاظةِ الألدِّ الخصم، فإن الأسلوب النبوي هو المراعاة والإحسان بالقول والفعل؛ والصبر الجميل، فالإنسان عبد الإحسان، وطالما استعبد الإنسان إحسان، فإن الكلمة تأسر ما لا يأسر السيف البتار، وتسلب ما لا يسلب الجيش الكرَّار. |
|
01-22-2014 | #4 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | رحمته صلى الله عليه وسلم : هوَ الرحمةُ المهداةُ للخلقِ حبذا *** كريمُ السجايا خيرُ بادٍ وحاضرِ رحمة تخرج مع أنفاسه، وتنبض مع خفقات قلبه، جعلها الرب محل رسالته: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء: 107). شملت البر والفاجر، والمؤمن والكافر، والأقارب والأباعد، حتى الحيوانات والجمادات نالت من رحمته عليه الصلاة والسلام. تأمل صاحب القلب الرحيم حين قيل له: ادع على المشركين، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بعثت رحمة))!(رواه مسلم)، آذوه، اضطهدوه، كادوا أن يقتلوه؛ فلم يزده ذلك إلا أن قال: ((اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون)) (رواه البخاري)، بأبي هو وأمي ما أرحمه وأرأفه مع الكفار، فما بالك بأمته؟ هنا ندع القرآن يَستَنطق ليقول: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}(التوبة: 128)، ولك أن تتلمس رحمته حيث حل وارتحل، وسافر ونزل، مع الصغير والكبير، واسأل التاريخ علَّه يجيبك حين يروي أنه كان عليه الصلاة والسلام يدخل في الصلاة ينوي أن يطيل؛ فيسمع بكاء الصبي؛ فيتجوز فيها، أتدري لمه؟ شفقة على أمه حتى لا تفتن ببكائه، يترك العمل خشية أن يفرض على أمته؛ فتعجز عن القيام به، والوفاء بحقه، ألم تقرؤوا كثيراً في سنته قوله: ((لولا أن أشق على أمتي)) (رواه البخاري)، فيا لها من سجايا تكتب بالذهب وأنَّى لها أن توزن به!. رحمته ينابيع عطاء، وبلسم دواء، وحياة هناء، ماذا عساه المداد أن يسطر من مآثر، أو البليغ أن يصف من صور، أو الكاتب أن يُخَلِّد من ذكرى. بلغ من رحمته أنه حثَّ أمته على إراحة الحيوان عند ذبحه وعدم تعذيبه فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته؛ وليرح ذبيحته))(رواه أبو داود، وصححه الألباني)، تعدّت رحمته إلى الجمادات حتى سمعنا بذلك الجذع الذي حنَّ حنيناً، وسمع الصحابة منه صوتاً كصوت البعير، فما كان منه إلا أن سارع فاحتضنه حتى سكن، ثم التفت إلى أصحابه فقال لهم: ((لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة)) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، أتدرون لمه؟ شق عليه أن يتركه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بعدما كان يستند عليه في خطبته. فبالله عليكم يا قوم هل وطأت الأرضَ قدمٌ تحمل مثل رحمته؟ وهل رأت شمس الدنيا بشراً في كريم نبله ورأفته؟ إنه محمد صلى الله عليه وسلم، رسالته رحمة، وشريعته رحمة، وتعاليمه رحمة؛ قال عن نفسه: (( إنما أنا رحمة مهداة))،(رواه الدارمي، وصححه الألباني)، ووالله ما فارق الصدق قيد أنملة، فسلام الله عليك أيها الرحمة المهداة. |
|
01-22-2014 | #5 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | كرمه صلى الله عليه وسلم اتسم العرب بالكرم، وعُرفوا بالجود، وتحالفوا عليه، وتمادحوا به، حتى ظنوا أنهم قد بلغوا مبالغَهُ، فجاء عليه الصلاة والسلام بسجيته التي فطره الله عليها، وموارد كرمه سائغة، وملابس نعمه سابغة، فأتى بأصول الكرم، ووطد دعائمه، وأسس لهم أُسُسَه، وأراهم نفسه، وكأنما الجود فيها نبتٌ غَرَسَه، أو الكرم اتخذه درعَه وترسَه، جاء بالجديد من كرم الجاه، والبديع من كرم النفس، والفائق من كرم القول، والمبهر من كرم الخُلق، وقبض على عنقود الكرم فتدلى في يده، فأضفى ذلك إلى كرمهم الذي يظنونه مختزَلاً في كرم المال، أو الجاه المصحوب بالكبرياء، فصغُر الكرام بين يديه، وظهر الجواد عنده عارياً عنه؛ إذ لم يجد الكرم دثاراً إلا بُرديه، حتى تطلعت إلى عطائه نفوس الكرماء، واستشرفت إلى يده البيضاء ورثة ابن ماء السماء؛ إذ كان يكرم كريمَ كل قوم، ويبش في وجه كل أحد، حتى لا يحسب جليسُه أن أحداً أكرم عليه منه، يتحف بالكلمة، ويهدي الابتسامة، إن لم يجد ما ينفقه، فليسعد القول إن لم يسعد الحالُ، فشهد على كرم نفسه اللهُ فقال: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159) ، ما سُئل شيئاً إلا أعطاه. قوله: أعطِ ذا وذاك وهذا *** لم يقل: "لا" مذ كان طفلا رضيعاً كان النبي صلى الله عليه وسلم متبرعاً بالمعروف قبل السؤال، مُطعِمًا في المحْلِ والشدة، رؤوفاً بالسائل، متفقداً المعوزين، يفطن للفقير فيجود قبل أن يُسأل، ويُعطي أكثر من أمنية السائل، رأى في عيني أبي هريرة رضي الله عنه، فقرأ الجوع في جبينه، فدعاه وأهلَ الصفة إلى قصعة لبن، لا يجد غيرها، ولو ملك الدنيا لألقمهم إياها. يبيت طاوياً ما دامت البطون طوايا، لم يشبع من خبز الشعير حتى قبض عليه الصلاة السلام، (رواه مسلم) حتى وإن أُتْرعتْ عليه الأموال؛ لما ينفقها فورَ وصولها، حتى تمنت الدراهم أن تحل ليلة بداره، فيأبى إلا أن يكون مبيتُها بطونَ الفقراء، وقد قام سريعا ذات يوم عقبَ صلاةٍ؛ ليخرج مالاً نسيه في بيته فيقسمه خشية أن يبيت عنده، (رواه البخاري) ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويسابق المرسلات، ويفوق السحاب الهاميات، فلا زالت تحذو حذوه البحار الطاميات، وهيهات. يفرح بالسائلين كأنما هم سيعطونه أحب شيء إليه. تراه إذا ما جئته متهللاً ** كأنك تعطيه الذي هو آمله فحين أهديت له بردة احتاج إليها، ما إن لبسها حتى استكساه إياها رجلٌ، فهش وبشَّ وقال: نعم. (رواه البخاري) عزفت أخلاقه عن قول: "لا" *** فهي لا تملك إلا "هي لك" وجبذه رجل ببردته حتى أثرت حاشيتها في عنقه الشريف ليقول له: أعطني من مال الله الذي عندك، فيأخذ مجامع الكرم ومعاقده، فلا يكرمه بالمال إلا وقد أكرمه ببشاشة قلبه وبسمة ثغره وطلاقة وجهه، وأتحفه بخلقه وصفحه. |
|
01-22-2014 | #6 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | تواضعه صل الله عليه وسلم مع علو منصب النبي صلى الله عليه وسلم، وجلالة قدره، وارتفاع مكانته؛ إلا أن خلق التواضع لم يفارقه.. تواضع لم يعرف له نظير، تواضع عرفه الرجل والمرأة، والحر والعبد، والصغير والكبير.. خفضَ جناحه امتثالاً لأمر ربه: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} (سورة الحجر: 88)، فلم يُعرف إلا متواضعاً، بل كان أشد الناس تواضعاً، فكان يركب الحمار، ويُركب معه غيره، ويعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويخصف النعل، ويرقع الثوب، وينام على الحصير حتى يؤثر في جنبه بأبي هو وأمي، ويكون مع أهله في حاجتهم، ويمر على الصبيان فيسلم عليهم ويداعبهم، كما كان يقول لأحدهم: ((يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ))؟ (رواه البخاري)، وكان يقول صلوات الله وسلامه عليه وهو يذكر طريقة حياته المتواضعة: ((آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ، وَأَنَا جَالِسٌ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ)) (رواه عبد الرزاق، وصححه الألباني)، وكان يجلس بين أصحابه مختلطاً بهم كأنه أحدهم، فيأتي الغريب فلا يدري أيهم هو، حتى يسأل عنه قائلاً: أيكم محمد؟! بل عندما وقف رجل بين يديه عليه الصلاة والسلام وقد أخذته رِعدة، قال له مطمئناً: ((هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ! إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ)) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، والقديد: هو اللحم المجفف، ومع ما منَّ الله تعالى على نبيه من الوحي إلا إنه كان لا يجد حرجاً في أن يشاور أصحابه تواضعاً لله، وتفعيلاً لقدراتهم كما فعل في غزوة بدر، وغزوة الخندق، بل وأخذ بيديه الشريفتين ينقل التراب وهو يحفر مع أصحابه الخندق! وقد فعل ذلك من قبل أول ما دخل المدينة، فشارك أصحابه في بناء المسجد، فكان ينقل معهم اللّبن وهو يقول: اللَّهُمَّ إِنَّ الْأَجْرَ أَجْرُ الْآخِرَهْ *** فَارْحَمْ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَهْ (رواه البخاري). فأي معلم هذا؟! وأي طلاب أولئك الذين سيتخرجون من مدرسته وهم يرون التواضع جسداً حياً يعيش بين أظهرهم؟! إنه النبي عليه الصلاة والسلام الذي كان يأمر بحب المساكين، وكان يدعو أن يجعله الله منهم، وأن يحشره معهم، فيقول: ((اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِيناً، وَأَمِتْنِي مِسْكِيناً، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني)، ولا يرضى بأبي هو وأمي أن يفضله أحدٌ على النبيين، مع أنه بلا شك خير المرسلين، وإمام النبيين، يقول: ((لَا يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى)) (رواه البخاري)، وقال له رجل: يا خير البرية، فقال: ((ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام)) (رواه مسلم)، صلى الله عليك يا إمام المتواضعين، ويا سيد المتقين. |
التعديل الأخير تم بواسطة عطر الجنة ; 05-17-2014 الساعة 07:30 AM |
01-22-2014 | #7 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | حياؤه صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتدياً رداء الإيمان ملتحفاً بلحاف الحياء مئتزراً بإزار الأخلاق، فـ(كان أشد حياءً من العذراء (البكر) في خدرها (سترها)) (رواه البخاري)، كان يستحي مما تستحي منه الملائكة، صرح بذلك حين دخل عليه عثمان رضي الله عنه وكان مضطجعاً، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه وقال: ((أَلَا أَسْتَحِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ)). (رواه مسلم). في ليلة زواجه بإحدى أمهات المؤمنين جاءه صحابته ليطعموا من وليمته فتأخروا في مجلسهم عندهم حتى شقَّ عليه فتولَّى ربه عز وجل أمره، فأنزل عليه قوله تعالى: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} (الأحزاب: 53)، فما دفع به إلى السكوت إلا حياؤه عليه الصلاة والسلام. وجاءته امرأة على استحياء تسأله في تطهير المرأة نفسها، فأفتاها فلم تفهم فثنَّت وأعادت، فغلبه الحياء حتى أعرض من شدته، وأغضى عنها.. (رواه البخاري) يُغضي حياءً ويُغضَى من مهابته ** فلا يُكَلَّمُ إلا حين يبتسمُ وهو القائل: (الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنْ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، و(الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ) (رواه مسلم) لذا هو مانع من الوقوع في المعصية أو التقصير في الطاعة، فهو كالداعي إلى باقي الشعب؛ إذ الحيي يخاف فضيحة الدنيا والآخرة فيأتمر وينزجر، و(الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) (المستدرك على الصحيحين، وصححه الألباني). وإذا كانت منزلة الحياء في الإسلام على هذه الدرجة الرفيعة، فلا عجب أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم الناس اتصافاً بهذا الخلق الرفيع، فقد كان أكثر الناس حياءً، وأشدهم تمسكًا والتزامًا بهذا الخلق الكريم، فقد حاز صلى الله عليه وسلم من الحياء على الحظ الأوفر، والنصيب الأكبر.فـ(الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ) (رواه البخاري). |
|
01-22-2014 | #8 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | امانته صلى الله عليه وسلم "الصادق الأمين، أتاكم الأمين" هكذا كانت قريش تنعت نبينا صلى الله عليه وسلم في الجاهلية على كل أحواله، إذا جاء وإذا ذهب، إذا بدا وإذا غاب، والحق ما شهدت به الأعداء، ما حفظت عنه غدرة، ولا عرفت له في أمانته زلة. بلغ بأمانته شأناً عظيماً بين أهل مكة جعلتهم يحكمونه في خصوماتهم، ويستودعونه أماناتهم، وهم من عادوه، وآذوه، وسعوا للبطش به، ومع هذا لم يزالوا يضعون ودائعهم عنده؛ فما خانهم ولا فجعهم فيها، بل حفظها لهم، ولما هاجر خلَّف ابن عمه علي بن أبي طالب وراءه لا لشيء إلا ليرد تلك الودائع، ولك أن تسأل بِطَاح مكة تصدقك الخبر. هذا الأمين فيا قريش تحدثي عن صدقه سترين منزله غداً مواقفه في الأمانة سار بخبرها الركبان، واخترق سناها حُجبَ الزمان، تنبئك عن نفس عظيمة بخلال كريمة، سكنت ذلك الجسد المحمدي. دفعت أمانتُه خديجةَ بنت خويلد رضي الله عنها إلى استئمانه على أموالها ليتَّجر بها، فأربحَها ضِعْفَ ما أربحهَا غيره، فما كتمها شيئاً، ولا أخفى عنها أمراً؛ مما أطمعها في الارتباط به، فأرسلت إليه تعرض عليه الزواج، فَقَبِل. حرص أن يقرر هذه الخصلة في نفوس أصحابه من الوهلة الأولى، فكان من أوائلِ ما دعا الناسَ إليه إبَّان بعثته صلى الله عليه وسلم: أداءُ الأمانة كما أخبر بذلك ابن عمه جعفرُ بن أبي طالب رضي الله عنه النجاشيَّ لمَّا سألهم عن دينهم، ولم يكتف بهذا فحسب بل رتَّب على غيابها نفي الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا إيمان لمن لا أمانة له)) (رواه أحمد وصححه الألباني). وما من أمانة تحملها النبي صلى الله عليه وسلم أثقل من تبعات هذا الدين {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}(المزمل:5)، ولقد أمره ربه ببلاغه للناس فقال: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}(المائدة:67) فكان أبو القاسم صلى الله عليه وسلم أهلاً لما حُمِّل، مؤدياً لما خُوِّل، فبلَّغه القاصي والداني؛ لا يقيل ولا يستقيل. ساومته قريش على التخلي عن هذه الأمانة العظيمة فما طاوعهم، ثم ساوموه على الإخلال بها حين دعوه ليعبد آلهتهم سنة ويعبدوا إلهه سنة فكان جوابه {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}(الكافرون:6). إنها الأمانة التي لو تجسدت في شخص لكانت في ذاته الشريفة صلى الله عليه وسلم، فهو من تخوَّل مقام الأمين لأهل السماء كما أخبر بذلك عن نفسه، وما كان لينالها لولا جلالة أمانته، وسمو مناقبه، وعلو قدره عند ربه صلى الله عليه وسلم. |
|
01-22-2014 | #9 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | إخلاصه صل الله عليه وسلم إذا سمعنا عن كتاب انتشر صيته، أو شريط برع خطيبه، واشتهر بين الناس؛ فلا بد أن تسمع من يقول: هذا بسبب إخلاص مؤلفه وصاحبه، فماذا سنقول في شيء لم تشهد الدنيا انتشاراً مثل انتشاره وهو الدين الحنيف الذي أُرسل به محمد صلى الله عليه وسلم؟ دين عمَّ كل أرجاء المعمورة، وتوسع حتى علمه أهل المشرق والمغرب، بدأ به بمكة رجل واحد لوحده، يعبد الله تعالى ويدعوه مخلصاً له الدين، وما هي إلا سنوات حتى أصبح له أتباع، وصار للإسلام صولة وجولة، وهاهم الناس لا يزالون يدخلون في دين الله أفواجاً، وهذا هو أكبر دليل على إخلاص النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاهد ليجعل حياته كلها إخلاصاً، لقد كان الإخلاص هو الرفيق الدائم لعبادة النبي عليه الصلاة والسلام: {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي}(الزمر: 14)؛ حتى قال في حجته الأخيرة: ((اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة)) (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، بل كان عليه الصلاة والسلام في أعلى مراتب الإخلاص، فكان عمله دِيْمَة لا ينقطع، وهو بهذا يكون مثلاً أعلى لأمته كي تقتدي به فتسعد في الدنيا والآخرة، وكل من ثبت عنه الإخلاص من أمته فهو عالة عليه؛ ككل المخلصين من الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، والعلماء العاملين، والمجاهدين الصادقين، والمؤلفين المبدعين، والدعاة الناجحين، وكل ما حصل من خير، أو كان من أجر في هذه الأمة؛ فللنبي صلى الله عليه وسلم مثل أجره ولا ينقص من أجر العامل شيء، ولم يكتف بأن علم أمته الإخلاص في أفعاله بل صرح في أقواله فقال: ((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))، قالوا: يا رسول الله وما الشرك الأصغر؟ قال: ((الرياء، إن الله تبارك وتعالى يقول يوم تجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون بأعمالكم في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً)) (رواه أحمد، وصححه الألباني)، ولقد حذره ربه قبل ذلك من الرياء فقال: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر: 65)، فكان صلى الله عليه وسلم بحق إمام المخلصين، وسيد المتقين، وقدوة المخلَصين. |
التعديل الأخير تم بواسطة عطر الجنة ; 05-17-2014 الساعة 07:29 AM |
01-22-2014 | #10 |
معلمه في الغرفه الصوتيه( ادارة سابقة) مشرفة الاقسام الاسلامية | وفاؤه صلى الله عليه وسلم : من بديع الخصال، وجميل الخلال التي تحلى بها سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام خلق الوفاء، فهو صلى الله عليه وسلم: أبر وأوفى من تقمص وارتدى *** وأوثقهم عهداً وأطولهم يداً إنه سيد الأوفياء عليه الصلاة والسلام، وبه يُضرب المثل الأعلى، حياته كلها وفاء، فهو أوفى الناس مع ربه تبارك وتعالى، ومع نفسه بالبحث عن خيرها في الدنيا والآخرة، ومع غيره: فتراه وفياً لزوجاته، وأقاربه، وأصحابه، وحتى مع أعدائه!. وفاؤه مع ربه تبارك وتعالى تمثل في قيامه بالطاعة والعبادة على أكمل الوجوه، فقد كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ويقول في ذلك لما عوتب: ((أفلا أكون عبداً شكورا)) (رواه البخاري)، ووفىَّ وفاءً كاملاً بالميثاق الذي أخذه الله عليه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ ...}، (الأحزاب:7)، فما مات حتى بلَّغ هذا الدين بلاغاً كاملاً، وبينه بياناً شافياً. وبالوفاء الجميل تخلَّق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فقد كان أحفظ الخلق للعهد والميثاق،لم يخفر ذمة، ولم ينقض عهداً، ولم يخلف وعداً، بل كان يحسن إحساناً منقطع النظير لمن أسدى إليه معروفاً، وهذا يبرز جلياً في وفائه عليه الصلاة والسلام لزوجاته رضي الله عنهن، فقد حفظ لخديجة رضي الله عنها مواقفها العظيمة، وبذلها السخي، فلم يتزوج عليها في حياتها وفاءً لها، وكان بعد وفاتها يصل قريباتها، ويكرم صديقاتها؛ لتعيش مواقفه حية في قلب كل زوج يستلهم منها معاني البر والوفاء، ويتجلى الوفاء أيضاً في معاملته لأصحابه، وذلك حين عفى عن حاطب بن أبي بلتعه؛ لما سعى في إخبار أهل مكة بمقدم جيش المسلمين، كل ذلك وفاء له لمخرجه في غزوة بدر، فكان بمقام إن الحسنات تمحو السيئات، ولم ينس صلى الله عليه وسلم مواقف عمه أبي طالب -الراعي والمربي والناصر-؛ فكان شديد الحرص على هدايته حتى لحظة موته، ولما مات دون أن يكتب له الهداية من الله أخذ يستغفر له إلى أن أنزل الله تعالى فيه ما أنزل، فكف وامتنع، لم يجد أعداؤه بداً من الاعتراف له بهذه الخلَّة، يقول أبو سفيان قبل أن يسلم عندما سألَه هرقل: أيغدُر محمَّد؟ قال: "لا"(رواه البخاري)، ولك أن تلمس أعظم صور وفائه لأعدائِه في صلح الحديبية، حين ردّ أبا جندل، وأبا بصير رضي الله عنهما إلى قريش، وفاء منه بما عاهد عليه. شمل وفاؤه عليه الصلاة والسلام الحيوان والشجر والحجر، ولذلك لما انفلتت امرأة من الأنصار من وثاقها في الأسر على حين غفلة من القوم، ركبت على ناقة رسول الله -العضباء-، ونذرت إن نجاها الله عليها لتنحرنها، فلما بلغ خبرها رسول الله قال: ((بئسما جزتها)) (رواه مسلم)، لسان الحال أين الوفاء؟، ويصعد على جبل أحد فيسمعه عبارات الحبّ والوفاء، بقوله ((هذا أحد جبل يحبنا ونحبه))(رواه البخاري). ذاك الوفي فيا قريش تحدثي *** عن صدقه سترين منزله غدا. |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 5 : | |
, , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دعاء لشعب فلسطين الحبيب.... | ناجية عثمان | شعاع الترحيب والضيافة | 16 | 02-26-2017 10:28 PM |
صور من بلدي الحبيب * اليمن * | لؤلؤة الخير | شعاع السياحة والسفر | 14 | 07-14-2014 04:54 PM |
اتعرفوا على بلدي الحبيب المغرب | أم انس السلفية | شعاع السياحة والسفر | 12 | 05-26-2014 06:32 PM |
الدنيا لاربعة نفر 0من الحبيب المصطفى0 | بريق الافق | شعاع العلوم الشرعية | 4 | 12-12-2013 08:21 PM |
فلاش مسابقة (لنتعرف على الحبيب) | أم انس السلفية | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 1 | 11-03-2013 02:13 PM |