شعاع العـــام اطرح كل موضوع لم تجد له قسم خاص- ومواضيع الحوار |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟! عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟! أسْرعَ الجَميعُ ـ كِبارًا وصِغارًا ـ نَحوَ ذلكَ الصُّندوقِ ، وأخذَ كلٌّ منهم مَكانَه ، فقد آنَ أوان تناول الجُرْعَةِ الجَديدةِ من ذلكَ السُّم الغريبِ ، سُم لا يُشرَب ولا يُؤكَل ولا يُحقن في الوَريدِ ، إنَّما يتسرَّبُ بهدوءٍ إلى قنواتِ الفكرِ والوجدان ، فيُسمِّمَ الأفكار ويُلوِّث المشاعر ! تَغلغله الهادئ حَماه من مُقاومَةٍ أو انتباهةِ غافلٍ ، وتكرار تناول الجُرعة بانتظام جعلَ طعمه المُر مُستساغا بل ومَطلوبا ..! "المسلسلات المدبلجة" وحُلَّة جَديدة أكثر قربًا وحَميميَّة : فاللَّهجة معروفة مُحبّبة ، والملامح مألوفة ، والأسماء عربية أصيلة ، وشيء من المعاني الدينيّة غلَّفَ زُجاجة السُّم ببريق خَادِع ! سادَ صَمتٌ يُشبه صَمتنا العربي ، فالكلّ مشغول بمتابعةِ أحداثِ المُسلسَل ، وما آلت إليه أحوال القلوب المُتعبة التي أضناها الهَجر وأرَّقها الحَنين ! والويلُ كلّ الويل لمَن يُحدِث إزعاجا ، أو يُصدر أصواتًا تَعلو فوقَ تلكَ الأصوات المنبعثة من ذلك الصندوق ، فالأحداث غاية في الأهميّة ، والمَشهَد إن فاتَ لا يُعَوَّض ، لذا فليصمت الجَميع ، وليُتابع الجميع بهيام ونشوة ! الغريب في الأمر أن أولئك القوم لم يكونوا من المُدمنين المُنحرفين ، ولا مِمَن اعتادوا اللهو والعَبث ، بَل هُم مِن الأسوياءِ العُقلاء الذين يَحرصون على تربية أبنائهم تربية صَالحة ، فيحثّونَهم على حفظِ كتابِ الله ، ويَسعَون ـ بجدٍ ـ إلى غرسِ العَفافِ في قلوبِ بُنيَّاتهم ، ويواظبونَ على صلاتِهم وصِيامِهم ! ما الأمر إذا ؟! ماذا أصابهم ؟! كيف غفلوا عمَّا تَنطوي عليه تلكَ المُسلسلات ـ طويلة الأمدِ ـ من فسادٍ ؟! حيّرني السُّؤال ، فانتهزتُ فرصة التقائي بجَمع مِنهم في جلسةٍ وَدود لأستوضحَ الأمر ، ودون كَبير عَناء في اختيارِ المَدخلِ ـ الذي طالما يُؤرِّقنا عندما نُريدُ الحديثَ عن أمرٍ نَظنّه حساسًا أو رُبما يُسبب ضيقًا ـ كان الحوار عَفويًا صريحًا ... توجهتُ بسؤالي بداية إلى "إيمان" تلك الفتاة اليافعة التي تبلغ من العمرِ ستة عشر عاما فسألتها : هل تتابعين المُسلسلات المُدبلجة ؟ احمرت وجنتاها وخَفضَت بصرها ، فبادرتها قائلة : لستُ بصدد تَجريمَك ، إنَّه مُجرد حوار صديقات ـ رغم فارق السن . ابتسَمَت قائلة : سأجيبُ عن جميع أسئلتك ... - نعم أتابع المُسلسلات المُدبلجة ، لكن التركيَّة منها وليست المكسيكيَّة .. وكأنها أرادت أن تقول أن المسلسلات التركيَّة أحسن حالا من المكسيكيَّة ! - حسنا .. ولماذا تُتابعينَها ؟ - هي مسلسلات مُتقنة من النَّاحية الفنيَّة ، كما أنها تُرينا الحياة على بساطتها دون تكلّف في رَسمِ أبطالها وبطلاتها ، الأمر الذي يَجعل المُشاهد يَشعر أنَّه قريب منهم ، بعكس ما يحدث في مسلسلاتنا العربيَّة ، حتى بتنا نسأل أنفسنا ـ ونحن نتابع الأحداث ـ : هل هذا يَحدث عِندنا ؟! أعترف أن المسلسلات المُدبلجة تَطرح أمورًا لا تتناسَب مع عقيدتِنا الإسلاميَّة إلا أنها تُناقش قضايا مهمّة ! استوقفتها سائلة : - ما هي تلك القضايا المُهمَّة التي تناقشها ؟ - الأسرة وأهميَّتها ، وضرورة وجود الحبّ بين أفرادها ، وجمال العلاقات الإنسانيَّة التي نفتقدها ! - برأيكِ هل يستطيع مسلسل تغيير قناعات ما لدى الشَّخص ، هل له هذا التَّأثير بالفعل ؟ - يعتمد ذلك على طبيعة الشَّخص ؛ لكنَّها في جميع الأحوال تَنقل الشَّخص إلى أحداثها فيعيشها بحزنها وفرحها ، ويكون التَّأثير حسب واقع الشخص المُعاش ، والخوف ـ كما تقول والدتي ـ من طول فترة التَّعايش مع أحداثها ... صَمتت هُنيهة وبَدا عليها مَلامح مَن تاه في دربِ الإجابة ثم قالت مبتسمة : - لا تسأليني أسئلة صَعبة ! فابتسمتُ قائلة : - أجيبي وِفقَ فََهمكِ للأمر ورؤيتكِ الخاصَّة له دون توتر .. اتفقنا ؟ - حسنا اتفقنا ؛ سأبوح لك بأمر : لقد عاهدتُ نفسي مِرارًا ألاَّ أتابع مثل هذه المُسلسلات لأنها مَضيعة للوقتِ ، كما أنَّها تُصيبني بحزنٍ في أكثرِ الأوقاتِ لكن المشكلة تَكمن في التَّشويق ! فأحداث الحلقة تنتهي عند نُقطةٍ حَرجةٍ ، تَشحنُكِ بفضول كبير لمعرفةِ ماذا سَيحدث في الحلقةِ القادمةِ ، وهكذا أظلُّ أترنَّحُ بين فضولي في معرفة ماذا سيَحدث وبين رغبتي في التوقف عن المُتابعة . - جلّ المشاهد ـ إن لم يكن كلّها ـ فيها تجاوزات شرعيَّة : كشرب الخمرِ ، علاقة الشَّاب بالفتاة الأجنبيَّة عنه ، الانتقام من أجل الفوز بالحبيبة ، ممارسة الفاحشة ، فما هو شعوركِ عِندما تنظرين إليها ؟ - لا أدري بماذا أجيب ! لأن مثل هذه المشاهد غَدَت عاديَّة الوجودِ في مسلسلاتنا العربيَّة ... على كل حال عندما تظهر مثل هذه المَشاهد أقومُ بتغيير القناة ، وأحيانا أغلِق التلفاز ولا أكمل مُتابعة الحلقة ! - حسنا ؛ لو أخبرتك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " كلُّ ابن آدم أصابَ مِنَ الزّنا لا محالة ، فالعين زناها النَّظر ، واليد زناها اللَّمس ، والنَّفس تهوى وتحدِّث ، ويُصدّق ذلك ويكذبه الفَرْج "* فهل هذا يكفي لردعك عن مُتابعة المُسلسل ؟ - سؤال صعب ..! ثم تابعت : - قد يَردعني هذا فأغيّر القَناة عند ظهور المَشاهد غير اللائِقة ، أمَّا أن أتوقف عن مشاهدة المُسلسل بالكليَّةِ فلا ! أرجو ألا تفهمي من كلامي أنَّني أدافعُ عن مثل هذه المسلسلات ! - أفهمك جيدا ، وأحيّي فيك صدقكِ وصراحتكِ . إلى هنا انتهى الحديث مع تلك الزَّهرة اليانِعة ، وبدأ حديثٌ آخر مع سيداتٍ في مختلف الأعمار ، كانت حَصيلته أنَّنا في زمنٍ طغت فيه المَّادة على كلِّ شيء حتى وصَلت إلى قلوبِنا ، فصيّرت القلبَ عَضلة جوفاء تضُخ الدِّماءَ دون ماءِ الإحساس إلى أن تحجّر وقسى ! مَشاعرُنا تَحتضر ، وأرواحُنا تَئِن مِن فرطِ ما أصابها من جَفاءٍ ، والفَراغ العاطفي يَفغر فاهُ يريدُ ابتلاعنا ، فنَفرُّ هاربين من قبضةِ فكَّيْهِ إلى مثل هذه المُسلسلات لنعيشَ "الرومانسيَّة" ولو وَهمًا ! عَجَبًا ..! مُنذ مَتى كانَ الوَهمُ بَلسمًا ، ومُنذ مَتى كانَ رِزقُ اللهِ يُستَجلب بمَعصيتِهِ ؟! |
01-15-2014 | #2 |
| نعم التلفاز هو تلك الالة التي اصبحت تحرك عقولنا و مشاعرنا ,تلهينا عن اشغالنا ناخد منها فقط السلبيات اصبح اولادنا يتاباهون بهؤ لاء الفنانين الغرب ,تناسو ان دينهم هو السلام . ليس لدي ما اضيفه اكثر منما قلته اختي باركك الله اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها و اجرنا من خزي الدنيا و عداب الاخرة |
|
01-16-2014 | #4 |
أم هديل مشرفة في الغرف الصوتيه لجنة الصوتيات | صــدقت أختــي أم أنس إنه وهم اتى وكأنه الملح الذي رششناه على جروحنا المفتوحة نســــأل الله العــفـو والـسـلامــة ربــنـا لاتــســلـط علــيـنــا بــذنـــوبـنـا مــن لا يــخــافــك فــيـنـا ولا يــرحــمـنـا |
|
01-16-2014 | #5 |
| |
|
01-16-2014 | #7 |
| |
|
03-04-2014 | #8 |
إدارة قناة اليوتوب | ارتشفت منا العيون اجمل الاحساسيس سلمَ فيكي هذا النبض ودمتي لنا لـ تنهلي علينا جميل بوحك تقبلي حضوري في صرحك الجمالي مع خالص الاحترام زهور الياسمين لشخصك |
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|